مقالات مختارة

كفى طائفية

1300x600
كتب عبد العزيز صباح الفضلي: الكويت بلد صغير لا يحتمل أن يشعل فيه أحد فتنة طائفية أو قبلية أو فئوية، ولكن للأسف بعض الرموز السياسية أو الدينية، تجد فخرها ونشوتها في المغالاة في طائفيتها، إما ليكسب أنصارا أكثر، أو لعدم الوعي بطبيعة البلد المسالم الذي نعيش فيه.

أحد النواب منذ وصوله للبرلمان وهو لا يتردد في إثارة مواضيع طائفية بين فترة وأخرى، ويحاول استغلال أي مناسبة أو حادثة لكي يحقق كما يعتقد مكاسب لطائفته.

ولعل تفجير مسجد الإمام الصادق خير مثال على ذلك، فعلى الرغم من التلاحم الذي عاشه الكويتيون بمختلف توجهاتهم ومذاهبهم بعد التفجير، الذي أثنى عليه سمو الأمير في خطابه الأخير الذي ألقاه بمناسبة العشر الأواخر من رمضان، الذي دعا فيه إلى مزيد من الترابط بين أبناء البلد وتفويت الفرصة على المتربصين بالبلاد، إلا أن البعض هداه الله للحق يصر على تأزيم الأمور.

ولعل من آخرها اتهام أحد النواب مناهج التربية الإسلامية بالتكفير، وبأنها تعزز التطرف والإرهاب.

وبهذه المناسبة أود نقل رسالة كتبها أحد معلمي التربية الإسلامية في مدارس الكويت بعد حادثة التفجير يقول فيها:

"استغلال الحدث وتجييره لتحقيق أجندات خاصة مثل مسألة تغيير المناهج أمر مرفوض ورهان خاسر.

تنظيم (داعش) الدولي الخبيث المجرم له أفراد ينتمون له من كثير من دول العالم، ومنها مصر والجزائر وفرنسا وبلجيكا و بريطانيا وغيرها من الدول.. فهل مناهج كل هذه الدول تشجع على الإرهاب؟

نسبة الخطأ للمناهج مغالطة كبيرة -لأن الذي شارك في الجريمة حالة شاذة- والأولى نسبة الوقفة البطولية للشباب الكويتي من كل الفئات عند بنك الدم لها، "نعم هذه مخرجات مناهجنا" لو كانت المناهج تدعو إلى الفتنة لما رأينا التلاحم القوي من جميع أفراد المجتمع بعد هذه الفاجعة التي هي بيئة خصبة للفتنة، فدل على العكس.

أنا معلم للتربية الإسلامية أُعلّم الطلبة هذه المناهج ولله الحمد، ووقفت في الدور عند بنك الدم للتبرع، وأنكرت هذه الجريمة وباقي الزملاء المعلمين كذلك، فلا مجال للتدليس والمزايدات.

وهذه فقرة من درس "مفهوم الجهاد والفرق بينه وبين الإرهاب" منهاج الصف العاشر الجزء الأول أهديها لكل من يتهم المناهج بأنها تحرض على القتل والعنف وهذا مجرد غيض من فيض:

عنوان الفقرة ص157: إفساد الأرض والبلاد وإرهاب العباد ليسا من الجهاد.. إن ما نراه اليوم ونستمع إليه من اعتداءات في كل مكان بين حين وآخر ينال الجميع باختلاف أجناسهم وألوانهم وأديانهم لا ينسب للإسلام بصلة، بل ولا يعد جهادا، إنما هو إرهاب ومخالفة صريحة لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم لأنهم سفكوا الدماء واستباحوا الأعراض ونالوا الأبرياء.

حفظ الله الكويت أميرها وشعبها من كل مكروه، وأعاذنا الله من شر المتربصين الذين يريدون بديننا ووطننا سوءا".

هذا نموذج من المعلمين الذين نفتخر بهم، الذين يحلو للبعض أن يتهمهم بتعزيز التطرف، كما أنه نقل عبارة من المناهج التي يتهمها البعض بالإرهاب والتكفير.

(عن صحيفة الرأي الكويتية- الأحد 19 تموز/ يوليو 2015)