الآثار الاقتصادية لصنافير وتيران

الآن وبعد مرور قرابة العامين أخذ السيسي ومن معه يتعرى أمام أقرب مؤيدية تماما فلم تعد اكاذيبة التي يرددها ليل نهار تنطلي على  الناس ولا سيما الشباب، المشاكل الاقتصادية فضحت السيسي وحرقت كل أوراقه تماما، مما جعلت أركان نظام السيسي في حالة العجز عن الدفاع عنه وتسويقه، فأي إنجازات للسيسي ولو كبيرة ستكون غير قابلة للتصديق لغرقه في الكذب على المصريين في كل صغيرة وكبيرة. 

ومن هنا كانت المظاهرات كاشفة للعجز السيسي بكل أركانه. 

فلم تكن مظاهرات الجمعة الماضية سوى البداية لقاطرة ستنطلق قريبا وبقوة اندفاع جارفة للغاية، فالمراقب للأحداث في مصر لم يكن يستطيع أن يقدر حجم الشرائح المؤيدة للسيسي وكان السيسي دائما يزيد من الغبار حول حجمة ليضخم من نفسة وينفخ في نفسة حتى يكون كالبالون ما إن زاد حجمة حتى ينفجر فى أقرب حلفائه كما حدث مع عبد الناصر في هزيمة 1967 والذي هوى صريعا بعدها، وألاعيب وأكاذيب الإعلام المصري لم تعد ذات أثر يذكر بعد تنازل السيسي عن جزيرتي "تيران وصنافير"، فقد عاد شعار ارحل بكل قوة وشعار الشعب يريد إسقاط النظام ما يعطي مؤشرا لا تخطئه العين على  تآكل شعبية السيسي. فخرج شباب للمرة الأولى لا ينتمون إلى التيار الإسلامي مطالبين برحيل السيسي” بل إن أبواق النظام تشير إلى تناقص وتدهور شعبية السيسي عند الذين خرجوا وأيدوه في 30 يونية 2013.

فاكاذيب السيسي انكشفت مما زاد من حالة الياس والاحباط لدى جمهور كبير من مؤيده مما يبشر بثورة جديدة ستقلع السيسى ومن معه من جذورها. 

لكن السؤال الاهم ماهي الدوافع التي تجعل السعودية مهتمة بالأساس بالجزر وماهي الاهمية للسعودية فانا اتفهم ان مصر دخلت فى حروب مباشرة مع اسرائيل ووقعت الجزر تحت الاحتلال الاسرائيلى لمرتين فى 56 و 1967 فالجزيرتين استراتجيتن لمصر لامحالة فالجزيرتين يمثلان البوابة الأساسية لخليج العقبة ويتحكمان بصورة مباشرة في مضيق تيران وبذلك تتحكم مصر في الملاحة الدولية في خليج العقبة. 

على الجانب الاخر فالسيسى لم يدخل اى حرب وشخصيتة المبنية على الخداع لم ولن يستشعر مدى اهمية الجزر، كل ما يعرفه السيسى كيف يحافظ على مكانة  بغض النظر عن مصالح الدولة. 

وعلى الصعيد الاقتصادى فانة من المتوقع ان تحقق مصر خسائر اقتصادية تتمثل في  عنصرين  مهمين  الأول أنها منطقة غنية بالغاز الطبيعي في محيط الجزر والذي توصلت إليه شركة أرامكو السعودية في المنطقة المحيطة من البحر الأحمر. والعنصر الاخر خسارة العوائد من السياحة للجزيرتين لما تملكه من مناظر خلابة كما اشارت الباحثة يمنى سليمان في دراستها التي نشرها المعهد المصرى للدراسات السياسية والاستراتجية على حين ستحقق السعودية مكاسب اقتصادية واستراتجية اذا تملكت الجزيرتين اولها ارتفاع العوائد من الغاز الطبيعى وازدهار السياحة السعودية الداخلية بل من الممكن للسعودية ان تجتذب السياح الاجانب بدلا من شرم الشيخ مما سيضاعف الخسائر للسياحة المصرية فى هذه المنطقة. 

اما العنصر المؤثر على الاقتصاد هو رجوع وتيرة المظاهرات مرة اخرى باحجام تقارب مظاهرات يناير وهو ما سيعطى انطباع لدى رجال الاعمال سواء المصريين او الاجانب الى الخوف على استثمارتهم فى الاقتصاد المصرى، ومن ناحية اخرى  فان تزايد وتصاعد المظاهرات سيدفع  الى القلق من احتمال توسع انشقاق كتلة السيسى والتى تعجل بانهياره. 

إن السيسي واركان نظامة من العسكر والاعلام والقضاء في مرحلة خوف ورعب من تلاحم المصريين مع بعضهم البعض فمما لاشك فيه ان تجمع المصريين تحت راية واحدة سيقلع السيسى قلعا. فقد وقع فى ايدى السيسى وعصابته  بعد منظر المظاهرات التى جعلت البيت الابيض نفسه يعلن فى بيانة انه يتابع الموقف عن كثب، الاعجب من ذلك حديث السيسى مع اولاند والذى يحذر فيه اوربا من اثار انهبار مصر، فان اوربا لن تستطيع استيعاب 90 مليون نسمة وهو يذكر اوربا باثار انهيار الدولة السورية على اوروبا.

ما لايدركة السيسي هو أن الغرب يراقب مايحدث فى مصر في كل شبر منها ولربما يشعر الاوربيون أن السيسي اصبح عبئا ثقيلا على اوربا وامريكا فى ظل الحراك الجديد الذى من الممكن ان يولد ربيعا عربيا جديدا ولكن بظروف لاقبل للغرب بها.