سياسة عربية

وزير تونسي يتهم "المدرسة السعودية" بتفريخ الإرهاب

وزير الشؤون الدينية التونسي طالب المسؤولين السعوديين بإصلاح مدرستهم - أرشيفية
اتهم وزير تونسي المدرسة السعودية بإنتاج الإرهاب والفكر المتطرّف، مطالبا مسؤوليها بإصلاح مناهجهم التي قال إنّها تُفرّخ التشدّد والإرهابيين.

وتابع وزير الشؤون الدينية عبد الجليل سالم، خلال مشاركته، الخميس، في جلسة استماع بلجنة الحقوق والحريات والعلاقات الخارجية بمجلس نواب الشعب أنه لم يتردد في إبلاغ هذا الرأي للمسؤولين السعوديين على غرار الأمين العام لمجلس وزراء الخارجية والداخلية العرب السعودي وللسفير السعودي بتونس.

لا ينتج إلا تطرفا

وأضاف أنه كانت له من الجرأة أن يطالب هؤلاء بإصلاح مدرستهم بقوله: "أصلحوا مدرستكم فالإرهاب تاريخيا متخرج منكم".

وتابع الوزير التونسي بقوله إنّه ذكّر المسؤولين السعوديين بأنّ "التكفير لم يصدر من أي مدرسة أخرى من مدارس الإسلام، إلّا من المدرسة الحنبلية والوهابية".

وبيّن بقوله: "ما نراه اليوم في العالم من تفريخ لإرهابيين وتشدد يعود إلى المدرسة الوهابية سواء عن سوء أو حسن نية، فهو معرفيا لا ينتج هذا الفكر إلا تطرفا"، وفق تعبيره.

الوزير تجنّ على "ابن حنبل"

واعتبر الباحث في العلوم الشرعية أحمد الغريبي أنه من التجني على الإمام أحمد ابن حنبل أن نرفض ما جاء به ونطرحه جانبا بدعوى أنّ مذهبه شر ويفرّخ المتطرفين.

وأضاف في تصريح لـ"عربي21" أنّ المذهب الحنبلي هو أحد المذاهب السنية الاربعة المعترف بها، شأنه شأن المذاهب الاخرى التي يمثل اختلافها عن بعضها رحمة للناس "فلا نكون متطرفين مثل الاخرين ونرفض احد المذاهب السنية"، وفق تعبيره.

وتابع بقوله "كلام الوزير فيه مبالغة وغلو وتجنّ على الإمام ابن حنبل، صحيح اننا نجد في مذهبه خاصة في بعض المسائل الفقهية وبعض القضايا المتعلقة بالعبادات بعض التشدد شأنه شأن بقية المذاهب على غرار مذهب الامام مالك الذي نجد فيه تشدد الامام بن حنبل نفسه او يفوقه خاصة في بعض اركان الحج وواجباته".

وختم بقوله "الإمام محمد عبد الوهاب الذي تنسب إليه "الوهابية" اعتمد على الامام بن حنبل واخذ منه باعتبار البيئة التي نشأ فيها ثم تبناها واستعملها لتحقيق غاياته السياسية".

منح ومصاحف

وقبل أسبوع، أفضى لقاء جمع وزير التعليم العالي والبحث العلمي التونسي سليم خلبوس، بنظيره السعودي أحمد بن محمد العيسى إلى إقرار منحة دراسية ستسند لفائدة 150 طالبا تونسيا يرغبون في استكمال دراستهم في مراحل الماجستير والدكتوراه في السعودية.

وكانت سفارة المملكة العربية السعودية أهدت تونس، قبل أسبوعين، 3 آلاف مصحف للقرآن الكريم برواية الإمام قالون عن نافع باللغتين العربية والفرنسية، حيث تولّى المستشار والقائم بالأعمال بالإنابة بالسفارة عصام صالح الجطيل تقديمها للوزير عبد الجليل سالم خلال حفل بالوزارة.

توضيح

وفي وقت لاحق، الخميس، نشرت وزارة الشؤون الدينية، توضيحا على صفحتها الرسمية بفيسبوك أكّدت فيه أنّ علاقة تونس بالمملكة العربية السعودية "ملؤها الانسجام والتعاون خدمة لديننا الحنيف"، مضيفة أنّ هذه العلاقة "لها من المتانة والعمق بحيث لا يكدّر صفوها شيء".

وشدّدت الوزارة أنّها "تحترم جميع المذاهب الإسلامية وتحرص على التمسّك بمذهب بلادنا وسنّتنا الثقافيّة".