مقالات مختارة

الخزاعي الذي استعاد "معركة أحد"

1300x600
"هل النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو المسؤول عن معركة أحد لأنه كان بمثابة القائد العسكري، أم الرماة " يتوقف المتحدث قليلا ثم يضيف : "هذا مثل، ولهذا أقول: هل يجوز محاسبة النبي "عليه الصلاة والسلام على الهزيمة في معركة أحد".

هذه الفقرة هي الأخطر في حديث النائب عن دولة القانون عامر الخزاعي القائم سابقا بأعمال "خيمة المصالحة المستدامة"، خلال حوار عرضته قناة الاتجاه امس بعد ظهور تقرير لجنة التحقيق بأحداث الموصل. 

إذن لابد أن يكون الدين في خدمة السياسة، وائتلاف دولة القانون في خدمة نوري المالكي، هذه ببساطة النتيجة الوحيدة التي تخرج بها بعد مشاهدتك للحوار الذي أجري مع الخزاعي او للمؤتمر الصحفي الذي عقده ائتلاف دولة القانون وفيه -والحمد لله- أطل علينا مجددا الحاج كامل الزيدي ليعلن أن حزب "الثلة" لا يزال يتصدر المشهد السياسي، وهو مصر على أن يخطف مستقبل البلاد نحو المجهول، والناتج من المشهدين أن البعض مصر على أن نعيش مع النظرية التي تقول إن المسؤول ولي أمر شرعي للناس والخروج عليه محرم، و ليس مهما ماذا فعل هذا المسؤول، وما حجم الخراب الذي أصاب البلاد من خلاله، فلا يهم أن يصل عدد المهجرين بسبب أحداث الموصل إلى ثلاثة ملايين ونصف، وعدد القتلى يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وليس مهما معرفة حجم الأموال التي نهبت، ما دام المواطن متعودا على شد أحزمة التقشف.

عامر الخزاعي وهو الذي ينتمي إلى حزب إسلامي، نراه وهو ينتقي من تاريخ الإسلام ما يدعم حديثه، يغرق في التناقضات، فمرة يقول هذا مثال، وأخرى يقول أنا الذي أحدد المقارنة، ويستشهد بمعركة أحد محاولا استخراج مبررات تثبت عدم مسؤولية المالكي عما حدث، وبرغم انه "حاج" بامتياز وقيادي في حزب إسلامي، مطلوب منه أن يقرأ التاريخ جيدا، فالنبي محمد عليه السلام كان قد اصدر أوامر للرماة بألا يتركوا الجبال، لكنهم خالفوا الأمر ونزلوا، وحدث ما حدث، فيما كل شهادات الضباط الكبار والقادة تثبت بالدليل القاطع أن المالكي اصدر أوامر للجيش بالانسحاب من المعركة. 

يلوي "مولانا" الشيخ عامر الخزاعي عنق الوقائع والأحداث ليدعم موقف مسؤوله الحزبي، ولكنه ينسى أن مثل هذه الأمثلة يمكن أن تستخدم في تبرير ما فعله صدام حسين في الكويت مثلا. 

وبنظرية القياس أيضا، نرى ائتلاف متحدون التابع للحزب الإسلامي يصف تقرير اللجنة بـ"الشيطاني وبعيد كل البعد عن وصايا الخالق العظيم".. لماذا؟ لأن التقرير وضع اسم محافظ الموصل ضمن قائمة المتهمين، وكان الأحرى به أن يضع اسم محافظ ذي قار. 

اللهم لا تعاقبنا بجهل رجال السياسة، واعصم هذا الشعب من سماع أحاديثهم "الفلكلورية".



(نقلا عن صحيفة المدى العراقية)