كتاب عربي 21

مرتضى منصور.. "قلب" النظام

1300x600
"نفسي أعرف هو ماسك على البلد دي إيه؟"

هذا هو السؤال الذي طرحه أحمد سعيد رئيس قناة "سي آر تي" بعدما اتصل به مرتضى منصور ووجه له عشرات الشتائم والتهديدات في حوالي 19 ثانية، لمجرد أن سعيد تجرأ ومنع ظهوره على القناة لسبه محمود طاهر رئيس النادي الأهلي على الهواء.

يا أستاذ أحمد ده سؤال ميتسألش (بصوت عمرو عبد الجليل)، مرتضى منصور ابن هذا النظام، الممثل العادل له، نظام الصوت الواحد والمعارك الوهمية والمشروعات القومية الورقية لابد له من "عصفورة" يدفع الناس للانشغال بها إذا أراد أن يلهيهم عن شيء ما، مرتضي منصور هو هذه العصفورة، هذه العصا التي يستخدمها لتأديب خصومه الذين لا يمسك عليهم أي مخالفات تؤدي بهم إلى السجن، يفتَح الهواء له ليطعن في شرفهم ويتهمهم بالعمالة، ثم يغلق الهواء خلفه فلا يستطيع المتهم الدفاع عن نفسه ولا الرد على الافتراءات فتثبت التهمة عليه "شعبيا" دون محاكمة.

مرتضى منصور هو "قلب" النظام، يحرسه ويدافع عنه ويجري وراء أعداءه، أو يهدد به النظام أحدا ويساوم به آخر، وفي مقابل ذلك تطوّق الدولة رقبته بمنصب ما أو بغض الطرف عن مخالفة ما، ويمكنك أن تعرف موقف النظام من أي شخص بمعرفة موقف مرتضى منصور منه.

تُعرف الأنظمة برجالها، ولك أن تتخيل بؤس نظام مرتضى منصور أحد رجاله.
***
الذين يطالبون الرئاسة بالتدخل لوقف تجاوزات مرتضى لا يعلمون أنه ما كان ليجرؤ على كثير مما فعل دون ضوء أخضر، وما كان ليدلي بتصريحات يعاقب عليها القانون بالسجن ما لم يحصل على الأمان قبلها، إن لم يطلب النظام من مرتضى أن يفعل ذلك فهو على الأقل غير مستاء منه ويمنع يد القانون من أن تصل إليه، لأن هذا الذي اختبأ في شقة نسيبه لأيام هربا من قرار بضبطه وإحضاره، والذي أظهر تسجيل صوتي صراخه وهو يردد "معملتش حاااااجة يابيه معملتش حااااااجة" أجبن من أن يعرض نفسه للسجن.

هذا الشخص لم يسلم أحد من لسانه ويده، أبناء ناديه قبل الأندية المنافسة، حلفاؤه السياسيون قبل خصومه، الإعلاميون والنوبيون والثوار والأولتراس وكل فئات الشعب العامل، له خصومة مع كل الفصائل، وكلما زاد الغضب الشعبي منه، كلما زاد معدل السباب في كلامه.

هذا الشخص تكسر الدولة القواعد لأجله، تذبح القوانين تحت قدميه، تحفظ كل بلاغات السب والقذف المقدمة ضده ولا تتعامل الدولة معها بالحماس الذي تتعامل به مع شباب الثورة، حتى عندما تم اتهامه في قضية موقعة الجمل، تمت محاكمته غيابيا رغم أنها قضية "جنايات" في حدث نادر ودون حبسه على ذمة القضية، وحتى عندما سُجِن بعد تعديه على رئيس مجلس الدولة كان ذلك لأنه تجاوز أحد الخطوط الحمراء التي لا تسمح الدولة بتجاوزها.

مرتضى منصور ليس فوق القانون، لسبب بسيط، أنه لا يوجد قانون أصلا، يوجد فقط نصوص كتبتها الدولة بيديها لتنتقم بها من خصومها، وقد تستخدمها ضد مرتضى نفسه إذا تحول في ظرف ما إلى خصم.