حقوق وحريات

ذكرى مجزرة البيضا على الساحل السوري.. ناجون يروون شهاداتهم

جانب من مجزرة البيضا في أيار/ مايو 2013
في مطلع أيار/ مايو 2013 نفذ النظام السوري مجزرة راح ضحيتها عشرات النساء والأطفال في قرية البيضا في ريف بانياس، على ساحل الأبيض المتوسط. وقد سرّب من بقي من أبناء القرية لقطات وصورا تم التقاطها بعد ذبح العشرات من أهالي القرية، وتظهر فظاعة المجزرة التي ارتكبتها قوات النظام والمليشيات التابعة لها، حيث ما زال الناجون يعيشون تبعات هذه المجزرة حتى الآن.
 
يقول أبو محمد البانياسي، وهو ناشط من المنطقة، في حديث مع "عربي 21": "مجزرة البيضا ليست الوحيدة التي حدثت، وهناك مجزرة مماثلة وقعت بعد انتهاء مجزرة البيضا، حيث انتقل الشبيحة إلى قرية رأس النبع، وكرروا ما فعلوه من تعذيب، وقتل، وذبح". وأشار أبو محمد البانياسي إلى أن هناك معلومات مؤكدة عن حالات اختفاء قسري لأكثر من سبعين شابا من قرية  بساتين الإسلام حينها.
 
وأكد أبو محمد أن الضحايا من النساء والأطفال، وتم سحب الجثث إلى القرى العلوية المحيطة ودفنها هناك. وفي حين وثقت منظمة هيومن رايتس وتش مقتل 248 مدنيا، إلا أن الرقم وفق الناشط البانياسي هو فقط في قرية البيضا، حيث إن هناك أعدادا مماثلة في قرية رأس النبع المجاورة.
 
وقد شهدت قرى البيضا ورأس النبع وبساتين الإسلام هجرة قسرية لكل العائلات الناجية من المجزرة، إلى دول الجوار، وخصوصاً تركيا، ولم تشهد قرية البيضا أي عودة لأهاليها حتى الآن، فيما عاد بعض سكان باقي المناطق، ولكن بشكل محدود.

إذن، تعددت الأساليب التي يستخدمها نظام بشار الأسد في المجازر بحق الشعب السوري، فمن الضحايا من قتل ذبحا وحرقا، كالمجازر التي حصلت قبل عامين في قريتي البيضا ورأس النبع، ومنهم من قتل بالبراميل المتفجرة أو الغارات الجوية، مرورا بالمجزرة التي ارتكبها النظام بحق أهالي غوطة دمشق عندم قتل بالمئات بالغازات الكيماوية.

ويرى أبو محمد في حديثه لـ "عربي21" أن النظام يستعمل غاز الكلور لتحقيق إنجاز يرفع من معنويات مقاتليه التي وصلت إلى "الحضيض"، على حد قوله. وأضاف: "لو كان شبيحة الأسد يمتلكون قنبلة نووية لما تأخروا عن قتلنا بها أبدا".

ويعتقد أبو محمد أن العلويين يعيشون "أسوأ أيامهم"، مشيرا إلى أنهم على وشك الانسحاب من باقي مناطق سوريا باتجاه مناطقهم في الساحل.