مقالات مختارة

حان وقتُ تحديد الصفوف

1300x600
قبل أن نسأل من تؤيد وما رأيك السياسيّ وأيّ حزبٍ سياسي تؤيد، هناك سؤالٌ ينبغي أن نسأله قبل كل شيء: هل أنت من الذين يلعنون الإرهاب؟ هذا هو الصف الذي ينبغي تحديده دون وضع فروقٍ بين التنظيمات الإرهابية وأسباب ظهورها.
 
تحديد الصفوف تحت اسم الإنسانية

ينبغي على الجميع سواءً الذين يلعنون العنف والإرهاب، والذين يرونه مشروعاً تحديد صفّهم. نحتاج إلى جبهة إنسانية تجمع كل الناس لمعاداة الإرهاب دون السؤال عن الأيديولوجيات أو الحزب السياسيّ أو العرق أو الدين أو المذهب، وهذا ليس تحزباً بل هو جدار الضمير الذي يعادي العنف والإرهاب.
 
الإرهاب محرمٌ في جميع الأديان والنصوص الدينية والقوانين البشرية، ومعاداتنا للإرهاب الذي يفسد المجتمع ويمحو العدالة التي تعتبر أساس حياة البشرية يعتبر ديناً في رقابنا.
 
الإعلام والمعارضة لم ينجحا في امتحان الإرهاب

أمس خضعت الأحزاب السياسية والإعلام لامتحانٍ سيئ في موضوع الإرهاب؛ فقد اتّهم رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو رئيس الوزراء والحكومة والمخابرات التركية في صفحته على توتير قبل أن تتضّح ماهية حدث اختطاف الرهينة. فتحدث كيليتشدار أوغلو عن كل أبعاد الحدث، ولكنه لم يستنكر العمل الإرهابي ! وحين كتب على صفحته في تويتر تعزية للقاضي الشهيد "كيراز" لم يستنكر العمل الإرهابي أيضاً.
 
أما صلاح الدين دميرطاش رئيس حزب الشعوب الديمقراطيّة فلم يظهر حتى مساء 1 نيسان في تصريحٍ مكتوب. وكما أنه لم يستنكر الأعمال الإرهابية التي حدثت، قام بتعزية عائلة الإرهابيين مع عائلة الشهيد معاً ! وللأسف لم يحضر جنازة شهيد الجمهورية القاضي أي من رؤساء أحزاب المعارضة ولا حتى رئيس حزب الحركة القومية.
 
المشكلة الحقيقة تكمن في أن السياسية تطلب المدد من العنف، فهي تسعى إلى جعل العنف والإرهاب والتنظيمات الإرهابية وسائل سياسية.
 
لقد دافع حزب الشعب الجمهوريّ وحزب الشعوب الديمقراطية عن أحداث تقسيم للضغط على الحكومة، ولكنهم لم يعتبروا تلك الأحداث أعمالاً إرهابية. وتسبب صلاح الدين دميرطاش بجرائم وحشية استمرت 30 سنة حين دعا الشعب للعصيان.
 
وفي أحداث 5-7 أكتوبر فقد 50 مواطناً حياته. ورغم قتل ياسين بورو رمياً بالحجارة على رأسه، لم ينتقد حزبا الشعب الجمهوري والشعوب الديمقراطي الأحداث بلهجة قاسية، ولم يعتبروه عملاً إرهابياً، وكلا الحزبين يظّنان أن بإمكانهما الوصول إلى السلطة عن طريق طلب المدد من العنف.
 
وقد فشلت بعض وسائل الإعلام في امتحان الإرهاب أيضاً حين تسترت على جرائم المعارضة. نعم بإمكانكم معارضة أردوغان أو داوود أوغلو، ولكن إن أوصلكم حقدكم عليهما إلى درجة تجعلكم تمدحون الإرهاب، فعليكم أن تستقيلوا من مهنتكم كإعلاميين.
 
من الطبيعي أن يدافع الإعلاميٌ والكاتب والصحفيٌ عن فكرٍ سياسي معين. فأنا لا أؤمن بالحيادية الإعلامية ولا أنتقدها، ولكن قيام بعض الإعلاميين بالادّعاء بأنهم حياديون، ثم استعمالهم وظيفتهم للدفاع عن الإرهاب والعنف أمرٌ غير مقبول. اليوم يتم التركيز في الإعلام على معاداة الحكومة واليساريين والأقلية العلوية، وهذه الجماعات من الإعلاميين استعملت كل الوسائل الممكنة لتبرير العمل الإرهابي الذي تسبب بمقتل القاضي.
 
فلتتضح الصفوف

كل هذا يظهر لنا أن العنف والإرهاب سيتسببان بالتسمم للسياسة. حفظنا الله من هذه الأعمال التي قد تزداد.
 
أقولها دون وضع أي فروق. ودون أي شبهة، ومرة أخرى دون تفريق: أنا جاهز لإنشاء خطٍ يعادي الإرهاب بكل أشكاله ويلعن العنف ويرفضه لأجل الإنسانية.
 
(يني شفق)