سياسة عربية

سياسيون: السيسي يدشن دولة الجنرالات بحركة المحافظين

السيسي عين 17 محافظا من أصل 27 محافظا من جنرالات الجيش- أرشيفية
السيسي عين 17 محافظا من أصل 27 محافظا من جنرالات الجيش- أرشيفية
وصف سياسيون مصريون حركة المحافظين، وتغييرهم على يد رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، بأنها تدشين من نظام حكمه لدولة الجنرالات رسميا، بعدما وصل عدد جنرالات الجيش والشرطة، بين المحافظين المصريين، إلى 17 من بين 27 محافظا، واختير خمسة محافظين جدد، كلهم جنرالات، من أصل ستة، أدوا اليمين الدستورية أمام السيسي، مساء الأربعاء.

يأتي هذا في وقت أعرب فيه أهالي عدد من المحافظات من استيائهم الشديد من عدم الاستجابة لمطالبهم بتغيير المحافظين، وأبدى نشطاء دهشتهم من تغيير محافظ الإسكندرية، محمد عبد الظاهر، برغم حفاظه على أراضي الدولة، ضد وزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر، على حد قولهم، وسط دفاع الإعلاميين الموالين للسيسي عن الحركة، وادعائهم أنها "تعالج أزمات عدة قائمة".

5 لواءات وأستاذ جامعي في الحركة

وشهد تغيري المحافظين تعيين خمسة لواءات وأستاذ جامعي كمحافظين جدد.

وتقرر تعيين اللواء أحمد محمد حامد حسن مدير كلية الدفاع الجوي سابقا، محافظا للسويس خلفا للواء أحمد الهياتمي، واللواء رضا فرحات محافظ القليوبية السابق، محافظا للإسكندرية، خلفا لمحمد عبدالظاهر، واللواء عمرو عبد المنعم، الأمين العام لمجلس الوزراء سابقا، محافظا للقليوبية، خلفا لرضا فرحات، واللواء عصام بديوي محافظًا للمنيا.

وشملت الحركة تولي اللواء عاطف عبد الحميد، والدكتور جمال سامي محافظا للفيوم، وهو أستاذ جامعي سابق.

وغير بعيد، علق الإعلامي المناهض للانقلاب، معتز مطر، على الحركة، ساخرا في برنامجه "مع معتز"، عبر فضائية "الشرق"، بذكر أسماء اللواءات الذين تم تعيينهم محافظين، ثم ذكر اسم المدني الوحيد، قائلا بسخرية: "ده أكيد مدسوس وسط الكشف.. دكتور وسط اللواءات.. إحنا عندنا الدكاترة بيتحبسوا".

السيسي: راعوا احتياجات المواطنين

وشهد السيسي، مساء الأربعاء، أداء اليمين الدستورية من قبل كل من: وزير التموين والتجارة الداخلية الجديد، واللواء محمد علي الشيخ، ومحافظي كل من الإسكندرية والقاهرة والقليوبية والمنيا والسويس والفيوم.

وبحسب وسائل الإعلام المحلية، فقد كلف السيسي المحافظين بتلبية احتياجات المواطنين.

لكن رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، علق ساخرا، عبر موقع "تويتر"، على هذا التكليف بالقول: "السيسي يكلف المحافظين بتلبية احتياجات المواطنين.. ربما يقصد "احتياجاتهم من القنابل المسيلة للدموع أو الرصاص إذا لزم الأمر".

ويُذكر أنه بهذه الحركة الجديدة، يرتفع عدد عدد المحافظين الجنرالات إلى 17 لواء، إذ تم الإبقاء على 13 لواء، إضافة إلى تعيين أربعة لواءات جدد.



القزاز: تدشين دولة الجنرالات

وأثار هذا العدد الكبير من المحافظين اللواءات، استياء قطاع عريض من المصريين، لا سيما من بين مؤيدي السيسي أنفسهم.

وندد ضابط اتصال الانقلاب مدنيا سابقا، أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، الدكتور يحيى القزاز، بالحركة.

وقال، في تدوينة عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تدشين دولة الجنرالات رسميا.. (الدولة العسكرية).. تعيين خمسة جنرالات محافظين من أصل ستة، ولواءين محافظين للإسكندرية والمنيا (أمن دولة)، وثلاثة لواءات محافظين للقاهرة والسويس والقليوبية (جيش)".

شباب "6 أبريل": المدنية تنقرض

ومتفقا مع القزاز، ندد القيادي بحركة شباب "6 أبريل"، شريف الروبي، بالحركة.

وقال، في تدوينة عبر حسابه بموقع "فيسبوك": "اللواء عمرو عبد المنعم الأمين العام لمجلس الوزراء محافظا للقليوبية.. واللواء الدكتور رضا فرحات محافظا للإسكندرية.. وعاطف عبد الحميد محافظا للقاهرة".

وعلق بالقول: "المدنية تنقرض، وبرغم كل ده.. مش حكم عسكر خالص".

استياء برلماني وفدي

في السياق نفسه، أبدى عضو مجلس نواب ما بعد الانقلاب، وعضو الهيئة العليا لحزب الوفد، ياسر الهضيبي، استياءه من حركة المحافظين، مشددا على أن الحكومة لا تتعلم من أخطائها القديمة، إذ إن معظمهم إما لواءات أو أساتذة جامعات.

وأضاف، خلال استضافته في برنامج "عين على البرلمان"، عبر فضائية "الحياة 2"، أن هناك معايير لاختيار المحافظين، لم تعتمدها الحكومة في أثناء إجرائها للحركة.



ونواب بني سويف يعلنون استياءهم

وفي سياق متصل، أعلن عدد من نواب بنى سويف استياءهم من الإبقاء على المحافظ شريف حبيب، خلال حركة المحافظين الجديدة.

وكان هؤلاء النواب تقدموا بمذكرة موقعة من 15 منهم، إلى رئاستي الجمهورية والوزراء، يطالبون فيها بتغيير المحافظ، بسبب سوء الإدارة، والبطء في اتخاذ القرارات، معلنين عقدهم لاجتماع لبحث التصعيد.

واتهم النائب، علي بدر، المحافظ الحالي، بأنه ليس لديه خطة، ويتصف بالبيروقراطية. وأضاف: "فوجئنا بأنه باق في منصبه في الحركة الجديدة".

وقال النائب حسام العمدة إن نواب بني سويف سيجتمعون خلال الساعات المقبلة لتحديد الإجراءات التصعيدية.

تمرد النواب: الحركة كارثة وفاشلة

وانضمت حركة تسمى "تمرد لسحب الثقة من النواب"، إلى تيار الغضب ضد حركة المحافظين الجديدة.

وأكد منسق عام الحركة، صبري عبده حاد، أن الحركة تمثل كارثة، وتزيد غضب المواطنين في محافظات عدة، خاصة في الإسكندرية، التي رحل عنها المهندس محمد عبد الظاهر، محارب الفساد.

وأشار إلى أن عبدالظاهر حافظ على أراضي وأموال الدولة في الإسكندرية، متحديا وزير التنمية المحلية، وضرب بيد من حديد على الفاسدين ومافيا الأراضي، وخطا خطوات نحو حل المشكلات، وأداء الخدمات للمواطن، ليلحق برضا عبد السلام، وهشام جنينة، على حد قوله.

وأضاف أن هناك محافظين طفح الكيل منهم، ودمروا محافظات بأكملها، ويسعون فيها إهمالا وفسادا، خاصة أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر، وأحمد ضيف محافظ الغربية، وخالد سعيد محافظ الشرقية، حيث تركوا في أماكنهم، حسبما قال. 

وشدد على أن هذه التغييرات تنذر بعواقب وخيمة، وتزيد الاحتقان في الشارع، قائلا إنه لا بد من إعادة النظر في تغيير معظم المحافظين.

إعلاميو السيسي: الحركة تعالج الأزمات

في المقابل، دافع إعلاميون محسوبون كأذرع إعلامية للسيسي، عن حركة المحافظين الجدد، زاعمين أنها تعالج أزمات عدة.

وقال الكاتب الصحفي أحمد رفعت، إن الحركة أنهت أربع أزمات أو ملاحظات كانت موجودة على مجلس المحافظين، "الأولى التناقض في غياب محافظ لعاصمة مصر (القاهرة)"..

وأضاف أن "الثانية هي المشكلات المتصاعدة التي وصلت إلى حد التراشق على شاشات الفضائيات بين محافظ الإسكندرية السابق محمد عبد الظاهر، ووزير الإدارة المحلية أحمد زكي بدر".

وتابع: "أما المشكلة الثالثة فهي محافظ المنيا الذي يوجد الكثير من علامات الاستفهام والتعليقات حول تعاطيه مع الأزمات الطائفية في المحافظة"، على حد قوله.

وأما الملاحظة الأخيرة، وفق تعبيره، فهي "التصريحات المثيرة للجدل لمحافظ السويس، وهو ما قامت به الحركة في وضع لكل هذه الأزمات"، بحسب وصفه.

وأضاف - في حواره عبر برنامج "ساعة من مصر" على شاشة "الغد" - أن الحركة ضمت خمسة وجوه جديدة. أما محافظ القليوبية فانتقل إلى الإسكندرية للمرة الثانية، موضحا أن أغلب أصحاب هذه الأسماء كانوا في حالة تقاعد، وخارج الخدمة، بالإضافة إلى انتمائهم للخلفية العسكرية. 

ورأى أنه لأول مرة لا تلتفت القيادة المصرية لملاحظات شبكات التواصل الاجتماعي، فجاء الموقف عكسيا أو مضادا لها، وفق تعبيره.



ومن جهته، اعترف الإعلامي الموالي للسيسي، مصطفى بكري، بأن "الناس كانت تأمل في أن تتسع دائرة التغيير".

وأضاف، في اتصال هاتفي بفضائية "ten"، عبر برنامج "مساء القاهرة"، أن هناك مطالب شعبية كثيرة ومتعددة لتغيير عدد من المحافظين بسبب تراخيهم في حل العديد من مشكلات المواطنين.

وتابع بأن إبعاد محافظ الإسكندرية السابق محمد عبد الظاهر من منصبه، وتعيين رضا محمد فرحات خلفا له؛ جاء بعد الخلافات والأزمات التي وقعت بين عبد الظاهر ووزير التنمية المحلية، أحمد زكي بدر.

وأردف: "ربما يكون ذلك سببا من الأسباب، وكانت هناك نية قديمة لإبعاد محمد عبد الظاهر"، حسبما قال، دون أن يقدم تفسيرا مقنعا لتغيير المحافظ.
التعليقات (1)
مصري
الجمعة، 09-09-2016 11:51 ص
هذا الخسيسي الجبان سوف يزرع في كل خرابة جنرال من جنرالاته المرتزقة ، وهذا معناه أنه كلما زادت جرائمه وحماقاته كلما أذداد جبنا وخوفا ورعبا ، وبإذن الله الثورة قادمة ، فأنت تريد وأنا أريد والله يفعل ما يشاء ولله الأمر من قبل ومن بعد .