كتاب عربي 21

أسئلة حائرة تبحث عن أجوبة

مصطفى محمود شاهين
1300x600
1300x600
كنت دائما أسأل نفسي سؤالا محيرا للغاية، كيف لنظام السيسي، الديكتاتور المتوحش، هو وبشار الأسد، أن يعاقبا عقابا ربانيا كما حدث مع الأمم السابقة التي أهلاكها الله، ودمر أقوامها، وأباد إمبراطوريتها فأصبحت أثرا بعد عين، كما حدث مع نظام عبد الناصر الذي لقن درسا بهزيمة 67 التي عجلت بالقضاء عليه؟ فالسيسي يتوافق مع مصالح النظام العالمي بدون أدنى شك، والنظام العالمي حريص على استمراره واستبداده، فهو كفيل بأن يعيد دولة، بل أمة برمتها، إلى المربع صفر مرة أخرى، فالنظام يدرك ذلك تماما ويتماهى معه، ويعلم من أين تؤكل الكتف حتى لو خان وباع وطنه، المهم أن يظلوا على العروش الوثيرة، والخدم والحشم، والجاه والسلطان الذي لم يحلموا به أبدا. فكانت أقصى أحلامهم أن يكون قائد لكتيبة، أو حتى محافظا على أقصى تقدير.

إذا من أين ستأتي الضربة المهلكة لنظام السيسي؟ ومتى؟ لكن لماذا لا نسأل هل هذا الشعب مؤهل ليرى بأم عينيه عقاب هؤلاء الظلمة والخونة؟ أم أن هناك نسبة من هذا الشعب تؤيد هذا القاتل؟ فإن كان، فكم هي هذه النسبة؟ هل هي أقلية فيكشف الله لهم فسادهم لهم؟ أم إنها أغلبية هذا الشعب؟ وكم من الوقت تحتاج إلى أن تتعلم من دروس الأمم السابقة مآلها؟ وهل تعلم هذه الفئة أنها تحفر قبورها بأيديها؟ وهل ينبغي أن تسحق هذه الفئة كما يحدث الآن مع صفوف المؤمنين؟ وما هي دروس التاريخ في ذلك؟
 
وعلى الجانب الآخر، هل يستحق الطرف المؤمن بنزول هذا النصر؟ وقد تتساءل هل هذه الفئة المؤمنة تقف على قلب رجل واحد حتى يتنزل عليها نصر الله؟ أم أن الأمر مازال بعيدا؟ وهل التضحيات التي قدمتها الجماعة المؤمنة بحقها في حياة عادلة كريمة كافية؟ أم أن الأولى ترك هذا الشعب لشأنه حتى يتجرع من كأس المهانة المزيد والمزيد؟ وهل رصيدنا المعرفي كاف ليوحد ويرص الصف؟ وما هي شروط هذا الفوز في السباق كما فازت أمم أقل منا في موازين الحضارة والتاريخ والجغرافيا والموارد الطبيعية؟
 
ولعلي لا أكون مغاليا إذا قلت إن الإجابة على هذه الأسئلة صعبة للغاية، فما زالت الفئة المؤمنة في حال رد الفعل وليس الفعل، حتى حينما مكنت لحظيا ما كانت تدرك معنى اللحظة الفارقة وكيفية حمايتها واستمرارها حتى تنضج الثمرة ويكون لها مذاق يشعر بها عامة الناس قبل خاصتهم.

وللأسف، فإن مقالا واحدا لا يتسع لعرض كثير من عينة هذه الأسئلة للنقاش، وإن كان الباب مفتوحا للقراء لطرح ما عندهم.

لكن ما يثيرني هنا حقا الإجابة على السؤال الأول، كيف ينزل الله عقابه على شعب كل أمانيه وأحلامه أن يزيد مرتبه أو يشتري سيارة أو شقة لابنه أو حتى يشتري أرضا ليبني عليها بيتا؟ فهذه الأحلام كلها تصب في شق واحد وهو الرفاهية الاقتصادية.

فباستقراء الواقع المعيشي للمصريين تجدهم في وضع اقتصادي مترد للغاية، فقد انهار الجنيه المصري ومازال في سلم الهاوية، وارتفعت الأسعار لتأكل الأخضر واليابس، وأقفلت المصانع أبوابها، وشرد عمالها، وانهارت عوائد السياحة، وارتفعت نسبة العنوسة في بناتنا اللائي تجاوزن 35 عاما في 4 ملايين أسرة، وانهارت المستشفيات، وزادت الأمراض وفشت في الفقراء قبل الأغنياء، ولم يبق من التعليم إلا اسمه، وشاعت جرائم القتل والزنا والخطف، وارتفع خط الفقر ليمثل 44 في المائة من سكان بر مصر، وزادت حالات الانتحار بين الشباب، وحوادث الطرق يتجاوز قتلاها حوادث الحروب. ألا ترى معي أن العقاب من جنس العمل، فمن بحث عن اقتصاد بلا أخلاق ضاع الاقتصاد والأخلاق معا.

إن علماء الاقتصاد مكثوا يعلموننا أن التنمية لها أساس أخلاقي وقيمي حتى ترى ثمارا لعملية التنمية، وأن هذا الإطار الأخلاقي والقيمي مهم لنجاح التنمية.

فهل بلد تنتشر فيها قيم الرشوة والمحسوبية والواسطة والعنصرية المقيتة، وروح الشللية، وعدم الانضباط وإتقان العمل، وعبادة الفرد سواء أكان المدير أو الضابط أو المدرس أو الموظف، إن هذه العادات كفيلة لمحو أية أمة من على الأرض؟
 
يحضرني هنا أستاذي الأمريكي الذي اعتذر عن محاضرة فأبلغنا نحن الطلاب أنها أول مرة يعتذر عن محاضرة منذ 24 عاما، وقد اعتذر عن المحاضرة لأن صوته بُحّ، ولك أن تقارن بين ما يحدث في بلادنا وما يحدث في أي دولة عرفت قيمة الإنسان، فارتفعت به فرفع اقتصادها، أما من عرفت الإنسان بأنه خادم وعابد للسلطة فكما ترى هي من أحط الأمم وأسفلها، وآلت نهايتها بتدهور حياة الإنسان والاقتصاد معا.
4
التعليقات (4)
مروان
الخميس، 24-03-2016 09:26 م
طالما سألت نفسي مثلك ، فالأمه على منقسمه على قلبي رجلين قابيل وهابيل ، ويا ترى هل سيبعث الله هابيل من جديد لينتقم لمقتله ؟
خالد عطوة
الثلاثاء، 22-03-2016 08:09 م
يعنى يادكتور مصطفى لو مرسى لسة موجود مكنش قيمة الجنية نزلت وارتفع الدولار الصاروخى دة طبعا هتقولى ايوة ماشى بس كل الا وراء الا بيحصل دة هم اعوان مرسى لانهم هم رأس ماليون واصحاب شركات كبرى وهم من يتحكمون فى اقتصاد البلد وهم السبب الرأيسى للازمة وهل مرسى واعوانة مكنوش بيدورو على اعتلاء المناصب القيادية فى الدولة ويبحثون عن الكراسى ايضا وهو مرسى كان كل امانية اية ان يبقى رئيس لا واللة لانة يعرف من داخلة انة لايصلح ولكن عندما تم ترشيحة من قبل الجماعة كان علية السمع والطاعة وكان صورة رئيس والرشد الا كان بيملى علية مايفعلة ومالا يفعلة يادكتور الفرج قريب وبعيد عن الاخوان بأزن اللة لان مصر محروسة من رب الكون وليس من الاخوان القتلة تقدر تقولى مين الابيقوم بالعمليات الارهابية فى سيناء والعريش وفى جميع انحاء مصر هل هو السيسى ومن بيدافع الان مش اولاد السيسى الذين ينتمون للمؤشة العسكرية ومن هم الابيعملو كل دة عشان محاولة الرجوع للسلطة
Tarek
الثلاثاء، 22-03-2016 12:26 ص
استاذنا الكريم ان الله ينصر الدولة العادلة ولو كانت كافرة ... ولاينصر الدولة الظالمة ولو كانت مؤمنة .. العدل أساس الملك .. تحياتى
على اسماعيل
الثلاثاء، 22-03-2016 12:13 ص
نحتاج الى ان نعررف الشعب المصرى اتجاه ايه وتقيس هذا الاتجاه ونقدر نعرف من خلاله