كتاب عربي 21

الأماني الاقتصادية للسيسي

مصطفى محمود شاهين
1300x600
1300x600
يبدو أن السيسي ومن معه من الهواة يدركون وعن وعي ما وصلت إليه مصر من أزمات مستعصية تضرب في كافة المناحي الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فى مصر. إن ما طرحة السيسي لا يعدو أن يكون أحلاما وأماني لن يستطيع تحقيقها، فاستراتجيات مصر الاقتصادية التي أعلن عنها السيسي في مؤتمر مصر 2030 لاتعدو أن تكون الدليل على فشله، فالتنمية الاقتصادية ما هي إلا نتاج مجتمع متماسك ومترابط.

فالفرقة التى احدثها السيسي فى كافة اطياف الشعب المصرى بغرض التخلص والقضاء على التيار الإسلامي، يبدو انها فى طريقها لاقتلاع السيسي نفسه من جذورة، وقد ظهر ذلك بما لايدع مجالا للشك فى خطابه الخاص بالخطة الاقتصادية المقترحة للسيسى لعام 2030.

فوفقا للخطة فإن الحكومة تلتزم بالعمل على تحقيق معدل نمو اقتصادي يصل إلى 7% في المتوسط, ورفع معدل الاستثمار إلى 30% وزيادة مساهمة الصادرات إلى 25% من معدل النمو وخفض معدل البطالة ليصل إلى نحو 5%.

فكيف لإدارة السيسي ان تخرج من فخ عجز الموازنة العامة للدولة، والتى لن تستطيع فى اغلب الاحوال سداد الفوائد على القروض المسحوبة من البنوك ولم تتجاوز الاستثمارات فى الموازنة عن 19 ? على الاطلاق واغلب النفقات نفقات جارية اى انها لاتولد استثمارات حقيقية، وكيف والحال كذلك ان ترفع الصادرات والواردات فى حد ذاتها 4 اضعاف الصادرات، واذا زادت الصادرات فحتما ستزيد الواردات طالما ان التنمية موجهة لإشباع حاجات الخارج وليس الداخل،  والأولى ان الاستراتجية تبنى لاشباع الحاجات الاساسية فى ظروف بلد مثل مصر اغلب استهلاكه من الخارج، ناهيك عن ان زيادة الصادرات لابد حتما ان تزيد الطلب على الدولار مما سيرفع ثمنه بدون ادنى شك

قل لى بالله عليك كيف تريد ان ترفع اقتصادك الى اقتصاديات القمة وانت تقول للمجتمع الدولى ان الطائرة سقطت بعمل ارهابى وكنتم تراوغون فى ان الطائرة وقعت بعطل فنى، اذا المستثمر الاجنبى يرى ان هدف هذه الدولة هو مكافحة الارهاب وليس تدفق الاستثمارات الاجنبية، فالاولى للمستثمر ان يذهب الى  دولة امنة مستقرة ، فالسيسي ومن معه  لن يكون قادرا على اقناع المستثمرين ان يستثمروا فى مصر، ورسالة حكومة الانقلاب انها تحارب الارهاب وكم اتضح للعالم ضلوع الحكومة فى قتل الطالب الايطالى، بعد كم الاكاذيب التى تروجها الحكومة ثم يكون وبالا عليها فى الصحف العالمية بعد دقائق من حدوث الحدث، 

والمجتمع الغربى له تصور ورؤية لحل مشاكله، فطيلة 13 عاما قضيتها فى الولايات المتحدة ومايمر عليا يوم الا واشعر بمدى التخطيط فى كافة مناحى الحياة بالمعنى الحرفى للكلمة، فكل القرارات تقريبا سواء على المستوى الاعلى او الادنى من الادارة المحلية، كمثل التخطيط لانشاء مدرسة او التخطيط لمطار جديد او حتى اعادة رصف او اصلاح طريق، تقوم ادارة الطرق بابلاغ المواطنين بان هذا الطريق سيكون محلا للعمل بعد شهرين على الأقل او لو ارادت المدينة انشاء حمام سباحة يعرض الامر على المواطنين لابداء اراؤهم هل يتم تمويل المشروع من اموال الضرائب ام من دفع رسوم للدخول، مثل هذه القرارات وغيرها يكون المواطن هو الهدف الاول والاخير لعملية التنمية، اردت ان اسوق هذه الامثلة للتدليل على العقلية الغربية فى ادارة خططها وأزماتها فمنهيجة السيسي فى نظرهم هى الفشل بعينة

ما اقوله هنا ان السيسي طريقه مملوء بالفشل لان السيسي ومن معه لايوجد عندهم رؤية لإدارة البلد وقد اتضح ذلك من كم التخبط التى يشعر بها المواطن الان فى مصر

على الجانب الاخر فان التيار الاسلامى ينبغى ان يفكر فى حال سقوط النظام مرة اخرى ماهي الحلول والخطط والرؤيا لحل الازمات بعد التجربة المريرة التى مروا بها ، فمن نعم القدر على التيار الإسلامى، ان الله كتب لهم نجاة حقيقة من كم المشكلات والمعضلات فى الاقتصاد المصري فقد رفع الانقلاب اصرا من على ظهر التيار الاسلامى كى لا يدفع فواتير العسكر خلال 60 عاما، ولا اكتب ذلك لكى ابرى ساحة التيار الاسلامى من الاخطاء التى ارتكبوها فقد كتبت فى وقتها لكن للأسف كانت خطة الانقلاب هى وضع العصا فى العجلة لإيقاف حركة النمو.

المهم هنا أن يبدأ الاسلاميون فى وضع خطط جاهزة لإصلاح الاقتصاد على وجه التحديد حتى لاتسند الحركة الاسلامية ظهرها على غيرها مرة اخرى وللحديث بقية
0
التعليقات (0)