كتاب عربي 21

نفسنا مرة نصدقكم

مصطفى محمود شاهين
1300x600
1300x600
من حقنا كمصريين أن نتشكك في كل ما يعلن من الحكومة العسكرية، بعد أن أعلنت عن مشروعات كانت لا تساوي الحبر الذي كتبت به، فمشروع علاج مرضى الكبد بالكفتة ومشروع شركة أرابتك لبناء مليون وحدة سكنية، ومشروع شركة إعمار لبناء العاصمة الإدارية الجديدة أو مشروع ربط شبكة الطرق في مصر كلها خلال عام أو استصلاح مليون فدان، كلها تعطي انطباعا واحدا.. أننا أمام نظام فاشل فاشل. 

ولذلك عملت الحكومة هذه المرة على أن يتم الإعلان من قبل شركة إيطالية، عن اكتشافات الغاز الطبيعي الذي يسوق له على أنه اكبر اكتشاف على مر التاريخ وهو في حدود 100 كيلو متر مربع، فتابعت وكالات الاخبار قلت لعلي اجد ان الروس وهم اكبر منتج للغاز الطبيعي في العالم سيجدون منافسا شرسا لهم على مستوى العالم كله فلم اعثر على خبر يبرر الفزع والرعب من الاكتشافات العظمى. 

ومما يزيد من مخاوفنا ان وزير البترول شريف اسماعيل كان هو رئيس الشركة القابضة للغاز في وزارة البترول والذي تورط في بيع الغاز لاسرائيل باسعار بخسة لاتقارن بالاسعار العالمية، ولكن ما لا يعلمه الكثيرون ان سامح فهمي ورئيس الشركة القابضة للغازات هما اللذان عدلا اتفاقيتهم مع شركة بي بي BP للبترول وتم التنازل فيها عن ايرادات الآبار من الغاز والبترول وهذا ما تم التوقيع عليه في مجلس الشعب المزور في عام 2010.

فقد كشف مختصون عن بعض القضايا التي ينبغي ان نهتم بها  في الاكتشاف الاخير المعلن من قبل شركة إيني؛ حيث أشاروا إلى أن الحكومة العسكرية وقَّعت عقودًا جديدة يتم بموجبها مضاعفة ثمن شراء الغاز من شركة إيني الإيطالية صاحبة الاكتشاف المعلن قبل يومين يسمح بزيادة بنسبة 100% وذلك ليصبح ثمن شراء المليون وحدة حرارية من الغاز من حصة الشريك الأجنبي 5.8 دولار بعد أن كانت عقود شركة إيني مع الهيئة المصرية العامة للبترول والشركة القابضة المصرية للغاز التابعتين لوزارة البترول تنص علي سعر شراء مقداره 2.6 دولار للمليون وحدة حرارية. فنحن اذن امام سلطة تنفيذية لارقيب ولاحسيب عليها على الاطلاق، وظنوا ان الشعب المصرى قد وقع لهم على صك من بياض. 
فالمصريون من حقهم ان يشكوا في التصريحات الاعلامية سواء من مسؤولين مصريين او حتى من الشركات الاجنبية. 

لايمكن لاحد ان يزايد على حبنا لبلدنا لكن بعد الفشل في كل المشروعات المعلنة من قبل الحكومة العسكرية من حقنا ان نتسأل عن مدى صدقية هذه الاكتشافات وحقيقتها. اما وان كانت الاكتشافات حقيقة ومؤكدة فهذا امر سيسعدنا بلا شك ولكن اليس من حقنا ان نرى العقود والاتفاقات حتى تطمئن قلوبنا، هل من حقنا ان نراقب التنفيذ والانفاق. 

ان عهد القذافي ماثل امام اعيننا فقد كانت لبيا مليئة بالخيرات والثروات ولكنها تبخرت مع نزوات ملك ملوك افريقيا. 

ومامن شك وكما يبدو ان راسمي الخطط اللانقلاب العسكري في مصر ان يغرقوا الشعب المصري في اوهام الكشوفات والاكتشافات والاختراعات الجبارة سواء العسكرية والمدنية، فما بمر يوم الا ونسمع عن اختراع جديد، فمره طالبه بالاداب تخترع حاملة طائرات او اخرى تخترع صواريخ تصيب الطائرات حراريا او اخر طالب بالثانوي يخترع غواصة، ولله درك يا حازم ابو اسماعيل حينما قال سنصبح اضحوكة العالم. 

لم يعد بالامكان أن نحسن الظن، وليس كل الظن اثم، فالسيسي الان يبشر بالاكتشافات العظمى واكبر اكتشافات في العالم كله سيكون الانتاج بعد ثلاث سنوات اي في الفترة الثانية من حكم السيسي فمحاولة اصباغ الشرعية للسيسي وفتح الافاق له حتى يبتلع الحكم لن تستمر طويلا، فمن خدع الشعب مرة، يمكن ان يخدعه مرات عديدة لكن المآلات محتومة في النهاية فأمر السيسي وحكومتة مفضوح ولكن هناك بقي بعض الاوراق لم تحرق بعد، فكل ما في جعبته من خدع ستنفذ عن قريب ونحن منتظرون. 

• الكاتب هو أستاذ الاقتصاد بكلية أوكلاند الأمريكية
التعليقات (0)