في الموروث المستطرف عندنا أن أخوين لدودين خرج عليهما جني المصباح ووعدهما خيرا كثيرا لكنه أضاف شرطا لم يرد في ألف ليلة؛ وهو أنه سيعطي للثاني ضعف ما سيعطي الأوَّلَ. فتريث المتمني إذ رأى أخاه يفوقه ثروة... فطلب من الجني بكل هدوء أن يفقأ له عينا. ليضمن عمى أخيه من بعده.
المعركة بين اليسار التونسي وحزب النهضة ليست معركة حدود بل هي معركة وجود. ولا يغترَّن أحد بالضحكات الصفراء المتبادلة في الحوار الوطني فالنار تحت الرماد ويوشك أن يكون لها ضرام. وما الدعوة إلى مقاطعة العودة المدرسية ورفض استلام جداول الأوقات كسبيل احتجاجية..
يشكل حزب النهضة المصنف في أحزاب الإسلام السياسي العمود الفقري للحياة السياسية في تونس بعد الثورة ويقدم نفسه كحزب معتدل في مقابل جماعات الإسلام المتطرف الإرهابي.
إحدى أهم المعضلات المعرفية في تونس هي تحديد طبيعة الطبقة المتنفذة ماليا وسياسيا في تونس (ويمكن المقارنة بكثير من البلدان العربية غير النفطية) منذ الاستقلال السياسي. فهذه الجماعة تظهر في قوتها وغطرستها كما لو أنها طبقة واعية بوجودها وقادرة على إنجاز مشروع تحديث اجتماعي وسياسي وثقافي..
اليسار التونسي والعربي يراوح مكانه وإذ يتقدم الآخرون فإنه يتخلف عن استباق لحظته. ويكفي أن نسمع خطابه المبرر للانقلابات والأنظمة الشمولية. خطاب اليسار التونسي يرفع سامعه إلى عليين العدالة الأرضية وممارسته السياسية تنحط بمتابعها إلى أسفل الإمكان الاجتماعي في العدالة.
غزة 2014 لا تبوح بمعانيها إلا لذي بصيرة وقلب مؤمن. قادة الربيع العربي أو من وضعتهم العملية الانتخابية الاولى في مقدمة المشهد (ونسميهم مجازا بقادة الربيع) لا يفهمون بما يكفي معاني معركة غزة 2014.
كيف يستقيم لفكر واحد أن يكون في ذات الوقت مناصرا لانقلاب العسكر المصري على المسار الديمقراطي ومساندا للمقاومة الفلسطينية في غزة التي يحاربها ذات الانقلاب ويصمها بالإرهاب ويعتبر كل تواصل معها تخابرا مع جهة معادية. لقد عشنا حتى رأينا ذلك يجري في رابعة النهار الغزاوي اللاهب تحت قصف اخر انواع الطيران الحربي الخارجة للت ومن مصانع القتل المحترف.
سيقترن شهر أكتوبر في تاريخ تونس القادم بتأسيس الديمقراطية فالقطار الانتخابي يتجه رأسا إلى محطته الأخيرة في أكتوبر 2014. بعد أن أسس للمسار في أكتوبر 2011. هذه من تلك ولكن كيف يبدو المشهد قبل أربعة أشهر من الموعد الحاسم والمخيف. الفاعلون مختلفون والتوجهات مختلفة لكن الأغلبية تظهر ميلا لقطف غنيمة..
سيقترن شهر أكتوبر في تاريخ تونس القادم بتأسيس الديمقراطية فالقطار الانتخابي يتجه رأسا إلى محطته الاخيرة في أكتوبر 2014. بعد أن أسس للمسار في اكتوبر 2011. هذه من تلك ولكن كيف يبدو المشهد قبل أربعة أشهر من الموعد الحاسم والمخيف.
هل تستجيب النخبة التونسية فكريا وسياسيا لمقتضيات المرحلة التي تمر بها البلاد؟ السؤال ملح على أبواب الاستحقاق الانتخابي الثاني بعد الثورة إذ يفترض أن تكون مياه كثيرة قد مرت تحت جسور التنظيرات الجامدة أو الثابتة لما قبل الثورة.
وضعت السنة الدراسية أوزارها وأفلحت الإدارة بوزيرين في سنة واحدة في إتمام السنة الدراسية بنجاح إداري نسبي فقد بذلت النقابات المسيسة قصارى نضالاتها لإفشال السنة الدراسية. فكانت نهاية السنة حزينة على أطفال صغار حرموا من إعلان نجاحهم.
على مشارف الانتخابات التي ستبني تونس الجديدة خرج مجلس شورى حزب النهضة على الناس باقتراح ظاهره طيبة إخوانية وباطنه عذاب وهو أن يتم الاتفاق قبل الانتخابات الرئاسية على شخصية وطنية
أراد البورقيبيون أن يغرسوا في أذهاننا مسلمة مفادها أن بورقيبة الزعيم الاستشرافي أفلح في غرس فكرة الدولة في أذهان مواطنيه الجدد وعلمهم وهو المعلم أن يتعايشوا ضمن كيان سياسي مدني يقوم على الانخراط الفعال لا الطاعة العمياء فأخرجهم من الرعايا إلى المواطنين.
يحق لنا طرح الأسئلة؛ فقد وضع القوميون العرب أنفسهم في مرمى الأسئلة الحارقة. وأول الاسئلة: ماذا بقي من القوميين ومن القومية بعد انسحاق صباحي رافع لواء الناصرية الأخير تحت الحذاء العسكري؟ لكن هل كانت هذه هي الميتة الأولى للتيار القومي العربي؟