لا تتعلق أهمية تسريبات مكتب السيسي بما تكشفه من معلومات كانت حاضرة في حسّ أصحاب البصيرة النافذة والحدس القوي والتحليل الصحيح أثناء الأحداث التي سبقت انقلاب 30 يونيو/ حزيران، والأحداث التي جاءت إثر هذا الانقلاب، ولكن قيمتها في إثبات ما استنتجه التحليل الصحيح، بما ينقل ذلك التحليل من مستوى الخطاب إلى
قال بشار الأسد في تصريح كان قد أدلى به الشهر الماضي في سياق حوار أجرته معه مجلة «فورين أفيرز»: "إن الولايات المتحدة والدول الغربية ليست في وضع يهيئها للحديث عن حقوق الإنسان"..
بات قطاع غزة، وتحديدًا من بعد استكمال العدو انسحابه من القطاع في العام 2005؛ يشكل مركز الثقل الأساسي لحركة حماس، وهو الأمر الذي تعزز من بعد تشكيل الحكومة المؤسسة على انتخابات العام 2006، وتكرس من بعد ما سمته حماس بـ "الحسم العسكري"، والذي كانت نتائجه على الضفة الغربية مغايرة تمامًا.
يحفر نهر التاريخ الدافق عميقًا في أرض وإنسان المنطقة العربية منذ اشتعال الشرارة الأولى للثورة العربية الكبرى الراهنة التي غطت المجال العربي كله وأشغلت العالم كله، حتى يبدو لنا أن كل شيء يتغير، بما في ذلك أفكارنا ومشاعرنا التي تهتز كل يوم على وقع ارتدادات هذا الزلزال العنيف الذي يخلخل كل شيء..
بالقدر الذي بدت فيه أحداث الأحد الماضي 25 يناير (كانون ثاني)، في الذكرى الرابعة لثورة يناير، وكأنها تؤسس لمرحلة ثورية جديدة؛ فإنها كانت تكشف عما هو أهم، أو بالأحرى تؤكد على ما هو أهم، أي استمرار الحركة التاريخية الكبرى في مجالنا العربي الكبير، وفي القلب منه مصر، التي كانت ضرورية لحركة التاريخ الراهن
الصراع مع العدو الصهيوني هو صراع الأمة كلها ضد عدو خارجي، وهذا الموقف على النقيض من دعاية حزب الله وجمهوره التي تجعل كل المختلفين معه في الموضوع السوري وجهًا آخر للعدو الصهيوني..
تشكل المقالة الموسومة بـ "الان فهمت... لماذا/وكيف أضاع الفلسطينيون فلسطين !!" للدكتور غازي حمد، الشخصية السياسية والإعلامية المحسوبة على حركة حماس؛ نموذجًا ممتازًا على طبيعة النقد السائد والموجه للحركة الوطنية عمومًا، ولحركة "حماس" خصوصًا، لا من جهة تشابه مفردات وموضوعات النقد، ولكن من جهة تشابه
ربما لم يسبق لحركة تحرر وطني أن احتفل شهداؤها بذكرى انطلاقتها، بيد أن احتفال شهداء حماس بذكرى انطلاقتها لم يكن ادعاء غيبيًا، بل كان حقيقة مادية تسربت من سيرفرات العدو حاملة معها الكثير من الدروس.
الكيان الصهيوني كان من أهم صانعي الانقلاب في مصر، وأن مصلحته المشتركة مع بعض دول الخليج في هذا الانقلاب لا تنفي أبدًا أنه المرجعية الأولى والأهم لهذا الانقلاب وقائده!
بعد سلسلة العمليات الأخيرة التي نفذها أفراد فلسطينيون من القدس والضفة الغربية، ويستهدفون بها جنود ومستوطني العدو؛ عاد النقاش عن استهداف "مدنيين إسرائيليين"، ومرافق "مدنية" تعود للمجتمع الصهيوني الاستيطاني؛ للظهور من جديد، وخاصة بعد العملية التي جرت في الكنيس اليهودي يوم الثلاثاء الماضي 18/11/2014.
هناك تقييم سائد فلسطينيًا؛ بأن حرب (العصف المأكول) التي واجهت فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" العدوان الصهيوني على قطاع غزة (الجرف الصامد)، ومعها بقية فصائل المقاومة، لم تنعكس في نتائج سياسية، ترقى إلى مستوى الأداء العسكري الفذ والمبهر، أو إلى مستوى الصمود الأسطوري الطويل، أو إلى مستوى الكلفة الباهظة التي دفعها قطاع غزة، والتضحيات الجسيمة التي قدمتها فصائل المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس، بل إنه لا يمكن القول أن شيئًا قد تحقق؛ من المطالب التي أعلنتها حركة "حماس" في خطاب مرتفع السقف، وعلى لسان مستوييها السياسي والعسكري.