سياسة عربية

"سرايا الدفاع" تسيطر على الهلال النفطي.. فهل انتهى حفتر؟

خريطة حدود المواجهات بين قوات حفتر وسرايا الدفاع عن بنغازي ـ أرشيفية
يخوض اللواء المتقاعد خليفة حفتر معركة مصيرية في منطقة الهلال النفطي، محاولا استعادة ما فقده خلال الأيام القليلة الماضية، فيما تؤكد "سرايا العودة إلى بنغازي" أنها ستواصل عمليتها حتى إعادة المهاجرين، وإسقاط حكم العسكر وإقامة حكم مدني.

وحققت عملية "العودة إلى بنغازي" التي أطلقت السبت عملية عسكرية على منطقة الهلال النفطي تقدما كبيرا، وسيطرت على مطار راس لانوف وميناء السدرة النفطي وكذلك مناطق النوفلية وبن جواد وسيدي بشر، وأصبحت مدينة أجدابيا هي نقطة الفصل بين المتحاربين.

إضعاف حفتر

وقال وليد بلحاج، ناشط مدني وإعلامي، إن هدف قوات عملية "العودة إلى بنغازي" هو إضعاف قوات الجنرال حفتر، على المستوى السياسي، من خلال السيطرة على الهلال النفطي.

وتابع وليد بلحاج في تصريح لـ"عربي21"، أن الهدف الأساسي لعملية "العودة إلى بنغازي"، التي باشرتها سرايا الدفاع عن بنغازي يكمن في السيطرة على حقول وموانئ الهلال النفطي، ومن ثم إضعاف طرف الثورة المضادة سياسيا.

وأوضح وليد بلحاج، أن "الهدف الآخر بعد السيطرة على أجدابيا، هو محاولة تفكيك الوحدة داخل قيادة قوات الكرامة (تابعة للجنرال حفتر) والتي تحاول أن تقدم نفسها للعالم على أنها قوة نظامية".
 
وسجل أن "هذه الأحداث أثبت أنها مجرد مليشيا تستفيد من غطاء جوي من دول أجنبية، التي إذا استثنيناها لن تكون لها القدرة على الفعل في الأرض".

وأفاد أن "منطقة سكنيه بسيطة لا يتعدى مساحتها كيلومترين لم تستطع قوات حفتر الحسم فيها شهورا، وهذا يعني أن بنغازي ناهيك عن مناطق أخرى كبيرة داخل بنغازي لا زالت تحت سيطرة الثوار".
 
وأضاف وليد أن "سرايا الدفاع عن بنغازي هي قوة مشكلة من المهجرين من الشرق الليبي بالكامل، يرأسها ضابط برتبة عميد ركن ومعه مجموعة من الضباط والقادة العسكرين وقادة من أبناء الثورة المقاتلين مسنودة بقوات أخرى من الحرس الوطني من الغرب الليبي بالكامل من عدة مدن كبرى وقوات أخرى مساندة من البنيان المرصوص وهي أكبر قوة عسكرية متواجدة على الأرض".

التخلص من حفتر

وتساءل الطبيب والناشط المدني الليبي، محمد فؤاد في تدوينة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" قائلا: "هل بدأ مسلسل التخلص من حفتر؟".

وأضاف محمد فؤاد معددا مؤشرات ما اعتبرها نهاية لخليفة حفتر، قائلا: "المتحدث العسكري الجزائري يقول إن مرتزقة حفتر يهددون أمن بلاده، والرئيس السوداني عمر البشير يقول إن حفتر يتعامل مع المتمردين في بلاده".

وتابع أن وزير الإعلام السابق محمود الشمام "يتحدث عن الدولة العميقة، وحتى السراج (رئيس حكومة الوفاق) أتته بعض الشجاعة للحديث عن الدكتاتورية، والاغتيالات الممنهجة لقادة حفتر في بنغازي".

وختم الناشط الليبي تدوينة متسائلا فيها: "فهل انتهت مهمة حفتر بعد قضائه على الفيدراليين والمتطرفين الانفصاليين في برقة؟!".

في السياق ذاته، قال القائد العسكري لـ"سرايا الدفاع عن بنغازي"، العميد مصطفى الشركسي، إن القوات المشاركة في عملية "العودة إلى بنغازي" لن تسمح بأن تعود ليبيا إلى الحكم العسكري، داعيا حكومة الوفاق إلى بسط سيطرتها على منطقة الهلال النفطي".

وأعلن مصطفى الشركسي، في ندوة صحافية الإثنين، أن "هدف العملية العسكرية هو منع عودة الحكم العسكري وضمان حقوق الليبيين بالحرية".

وسجل أن "السرايا تحركت لاستعادة بنغازي وضمان التداول السلمي للسلطة، ومنع عودة الحكم العسكري الذي يسعى اللواء المتقاعد خليفة حفتر إلى فرضه بقوة السلاح".
 
وعن العلاقة مع حكومة الوفاق قال الشركسي: "طالبنا المؤسسة الوطنية للنفط باستلام الموانئ النفطية كاملة، ولن نتقدم نحو بنغازي حتى وصول قوة لاستلام الموانئ النفطية".

ويرى مراقبون، أن حرص خليفة حفتر على إحكام السيطرة على الهلال النفطي، من أجل الضغط به وفرض شروطه على مفاوضات الحل النهائي بليبيا، ولعل سيطرته على الحوض النفطي هي ما دفعته إلى رفض الاعتراف بحكومة الوفاق التي أنتجها اتفاق الصخيرات لحل الأزمة الليبية، كما أنها دفعته إلى رفض الجلوس مع رئيس حكومة الوفاق الذي سافر من أجل إلى القاهرة.

وشهدت منطقة الهلال النفطي معارك متقطعة بعد سيطرة قوات حفتر عليها في أيلول/سبتمبر الماضي، حيث شنت قوات السرايا هجمات متلاحقة لاستعادة حقول وموانئ النفط.

هذا ويعد الهلال النفطي مركز الثروة الليبية الملتهبة، حيث يضم موانئ وحقول ليبيا من النفط الذي يشكل 96 بالمائة من الاقتصاد الليبي.
 
ويمتد حوض ليبيا النفطي الأغنى (الهلال النفطي) على مساحة تبلغ 205 كيلومترات من أطراف الأزمة الليبية ما بعد إسقاط القذافي.