سياسة عربية

مبادرة السراج المنتظرة.. إنقاذ لنفسه أم لحفتر؟

هل بدأ التنسيق رسميا بين حفتر والسراج؟- أ ف ب
يستعد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، فائز السراج لطرح مبادرة خلال الأيام القادمة، حول رؤيته لحل الأزمة في البلاد، حسبما أفادت صحيفة "العربي الجديد" وأكده مصدر لصحيفة "عربي21".

وتتضمن مبادرة السراج "مرحلة مؤقتة بقيادة حكومة أزمة مصغرة، بالإضافة إلى مجلس عسكري يقوده اللواء خليفة حفتر، بالاشتراك مع ضباط جيش من مختلف المناطق، وكذلك الدخول في انتخابات برلمانية عاجلة، وبعدها تشكيل حكومة موسعة"، بحسب مصادر لصحيفة "العربي الجديد".

وأكدت المصادر، التي وصفت بالمقربة من السراج، أن "مسؤولين من الجزائر ومصر وتونس وتركيا أبدوا تأييدهم للمقترح، وأن السراج سيعرض المبادرة على المسؤولين الروس خلال زيارته المرتقبة لموسكو من أجل حثهم على إقناع حفتر بالقبول بها".

وتطرح المبادرة المنتظرة، حال إعلانها بهذه البنود، عدة تساؤلات، حول الهدف منها تحديدا، هل هو محاولة "السراج" إنقاذ نفسه بعد ازدياد الانتقادات ضده من أعضاء مجلسه أنفسهم؟ أم هي بداية التنسيق الرسمي بينه وبين "حفتر" لإنقاذ مشروع الأخير وفرضه على المشهد الليبي؟ وهل سيقبل الليبيون هذا الطرح؟

تخمينات

من جهته، أكد مصدر قريب من رئيس حكومة الوفاق، أن "هناك بالفعل مبادرة شخصية للسراج، لكنها لم تتبلور بشكل نهائي إلى الآن، وهي في طور الدراسة منذ أسابيع".

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، لـ"عربي21" أن "ما نشر حول مضامين المبادرة ما هي إلا تخمينات وكلام صحافة"، لكن "ربما زيارة السراج إلى القاهرة – المقرر اليوم الاثنين- سينتج عنها شيئا يوضح المبادرة وبنودها، خاصة إذا التقى حفتر هناك"، حسب كلامه.

وأوضح رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، محمد علي عبد الله، أنه "لا يمكن أن نعتبر المبادرة (المعلن عنها في الإعلام فقط)، مبادرة جادة لأن هناك إجماعا سياسيا الآن على تغيير "الرئاسي الحالي"، فكيف يتحول من هو أحد ركائز الأزمة (يقصد الرئاسي) إلى محور للحل".

وأضاف: "الأهم الآن، أن يقدم السراج ومجلسه مبادرات لمعالجة الأزمات التي تواجه المواطن بدلا من الخوض في مبادرات سياسية تسعى إلى تمديد فترة حكمهم"، وفق قوله لـ"عربي21".

انقلاب جديد

وقال وزير الخارجية في حكومة الإنقاذ الليبية السابقة، عبد الحميد النعمي: "أخشى أن تكون هذه المبادرة، التي لم تقدم بشكل رسمي حتى الآن، انقلابا جديدا لدفع الأوضاع في البلاد نحو مرحلة جديدة من الانقسام الداخلي".

وتساءل خلال حديثه لـ"عربي21"، عن "هل مبادرة السراج اجتهاد منه لتطبيق الاتفاق السياسي أم أنها بديل عنه؟ وهل سيكون المجلس العسكري المقترح جزءا من إدارة سياسية مدنية أم سيمارس السلطة السيادية في الدولة؟ وهل سيشمل جميع التشكيلات المسلحة في ليبيا أم أنه سيقتصر على القوة المسلحة في منطقة معينة؟".

وزير التخطيط الليبي السابق، عيسى تويجر، رأى من جانبه؛ أن "فشل السراج ومجلسه هو ما دفعه إلى تقديم هذا الطرح".

وأضاف لـ"عربي21": "قد تصطدم هذه المبادرة برفض الجنرال حفتر الذي يرى أن الحل في ليبيا لن يكون إلا عسكريا، ناهيك عن معارضة الكثير لبنود الطرح غير المعلن رسميا حتى الآن".

الحرس الوطني

لكن المدون الليبي، فرج كريكش، قال لـ"عربي21" إن "التنسيق رسميا بين السراج وحفتر لم يبدأ بعد، لكنه أوشك على الإنجاز، إذ أن السراج جاء خصيصا لتمكين حفتر من حكم ليبيا، واستعجال هذه المبادرة كان بسبب الخطوة المفاجئة التي تشكل على إثرها الحرس الوطني، التابع لحكومة الإنقاذ المتوادة في طرابلس".

واستبعد الناشط الحقوقي، المقرب من تيار حفتر، عصام التاجوري، "دخول القيادة العسكرية (يقصد حفتر) في نقاش بعيدا عن الإطار السياسي الذي تتبعه المتمثل في مجلس النواب، وحال التقى حفتر بالسراج فسيكون من أجل الاستماع لما يدور خلف الستار للإطلاع فقط"، بحسب قوله لـ"عربي21".

ووصل كل من اللواء خليفة حفتر، ورئيس حكومة الوفاق الليبية، فائز السراج، اليوم الإثنين إلى القاهرة، بفارق زمني بسيط بينهما، ومن المحتمل عقد لقاء مشترك بينهما بعيدا عن وسائل الإعلام، بحسب وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا".

وتواصلت "عربي21" مع مكتب السراج لتأكيد الزيارة واللقاء، لكنها لم تتلق أي رد.