قضايا وآراء

واقعنا المعاصر.. أزمة تربوية فكرية طاحنة

1300x600
لا شك بأن ما تعاني منه الأمة الإسلامية قاطبة اليوم، لم يعد في وضوح مشهده أكثر جليا من وجود أزمة تربوية حقيقية على كل المستويات؛ أفقيا وعاموديا، من الفرد إلى مؤسسة الأسرة والمجتمع ومؤسساته المدنية ومؤسسات الدولة، وحتى الأحزاب، وصولا إلى الجماعات الإسلامية. 

ففساد الفرد في سلوكه على المستوى الشخصي والأسري والمجتمعي، وفي كل مسؤولية تناط به في أي موقع يأخذ ولاية به، أصبح هو الأغلب، والذي يتمحور حوله ما نراه من اضمحلال للقيم والأخلاق، بل اختلال في موازين القسط، التي يفترض أن صلب خيرية أمة الإسلام أن تكون رائدة فيه.
 
قد يشخص البعض منا حال ما نمر به؛ سواء كانوا من منظري الفكر الإسلامي أو علماء الشريعة أو التربية أو غيرهم، فيلقون باللوم على كتب تراثنا الشرعية وتنقية بعض ما شابها من سوء فهم وتطبيق وربط بين ما نفهمه من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة. 

وقد يأخذ البعض منا في الاستغراق في هذا، فيُقعِد لرأيه ليلقي على عاتق هذا الربط المعتل جل ما نشهده من عنف وتطرف، مع إدراكنا أن التطرف في الفكر والمنهج قد يؤديا إلى العنف، وليس بالضرورة أن كل تطرف يؤدي إلى العنف. 

فكم من تطرف أدى إلى تخريج جيل من المتقوقعين الذين يمارسون التدين شعائر وطقوسا، وليس عبادة وعبودية وربوبية لخالقهم تقودهم إلى العلم والعمل والإصلاح والإبداع، وطبعا ليس الابتداع في الدين؛ حتى لا يتهمنا أساتذة تبديع المبتدع بما لم ينطق به لساننا ولا وقر في قلوبنا. 
 
كتاب وعلماء في الشريعة يكتبون وينقلون من أمهات الكتب وغيرها دون إحالة لمصادر ما يستقونه في كتاباتهم، فأين المدرسة البحثية العلمية التي تربوا فيها؟ 

وإن كان الأمر كذلك، فأين تأثير التربية فيما يبحثون وينظرون؟ ومما شهدت من طريقة البحث العلمي في عالمنا، فإنني أضعها شهادة لنفسي وبحزن عميق أننا في أزمة علمية حقة في طرق البحث العلمي الممنهج. 

فكم وللأسف الشديد قرأت من رسائل لدرجتي الدكتوراه والماجستير، بل حضرت مناقشة لرسائل علمية في العالم العربي، وقد ذرف دمع قلبي حزنا على أمتي بسبب ما وصلت إليه من انحطاط في إعداد وتهيئة الباحثين؛ منهجية وطرقا علمية في البحث العلمي؛ ومع هذا كله لا أعمم القول حتى نكون من المقسطين.
 
فقد تجد بحثا لم يؤسس لبدايته تحليلا علميا في تحديد فرضيته ونطاق بحثه حتى ينتهي دون طرق علمية مؤصلة في تقييم نتائجه. 

وقد تجد من يبتدئ بحثا علميا بأسس طيبة، ولكنه لم ينته في تقييم نتائج بحثه بمنهجية وطرق علمية معتمدة فينتهي ببحثه -الذي إن كان متعلقا بدرجة علمية تمنح له- ليسجل له بحثا أو درجة علمية. 

ليس هذا هو الإشكال، أن ينتهي الأمر في بحثه إلى نفسه، وما يمنح من درجة أو ترقية فحسب، بل إن المصيبة الكبرى أن يتصدر مثل هذا الرويبضة، فيقود طلبة في البحث العلمي ويترقى في سلم الدرجات العلمية. 

وقد يصبح عميدا لكلية أو ربما رئيسا لجامعة أو معهد أبحاث علمي. 

وقد ترى شيخا داعية يسطو على كتاب أو مؤلف، ومن ثم نتساهل في لململة الأمر له، ويعود لتصدر المشهد. 

بل هناك من يستأجرون أناسا ليكتبوا لهم أبحاثا علمية تسجل بأسماء أشخاص ليس لهم علاقة بالبحث، ولا أصوله، ولا محتواه.
 
ومما يزيد المشهد حلكة وادماء للقلوب، أن يصبح من حاملي تلك الدرجات العلمية -وقد كانوا بالأمس قد تخرجوا من جامعات عالمية عريقة- هم أنفسهم من جفّ علمهم وبحثهم العلمي، وقد تحولوا في سلك ممنهج للمحسوبيات والفساد العلمي، بل هم من عاثوا في الجامعات فسادا في تقييم البحوث علميا وفي الترقيات الأكاديمية،  وكانوا في سوء أمانة علمية قلّ ما تشهدها في العالم الغربي. 

وإن كنت لا أزكي كل تجربة بحثية علمية هناك، ولا أصدر تعميما في مشهد عالمنا العربي بالذات، ولكنه تصدر المشهد في كثير مما رأيت، وكم تمنيت ورجوت أن تقوم دراسات علمية لدراسة ما منح من درجات علمية وترقيات وعرض نتاج تقييمها للمجتمع شفافية كي يذهب الزبد، وكي يمكث في الأرض ما ينفع الإنسان والكون الذي نعيش فيه.
 
أليست هذه أزمة تربوية؟ أليس من يربون أجيالا بهذه اللامنهجية ولا أي حاكمية علمية في البحث العلمي ينتجون فكرا فاسدا؟ 

والفكر الفاسد المفسد يستخدم لتربية أجيال أخرى وهكذا دواليك، فنعيش في دائرة تربوية فكرية فاسدة مفسدة. 

وماذا نتوقع بعد ذلك أن تكون المخرجات؟ وهل نتوقع نهضة حقيقية في المنظور القريب، بل حتى في المنظور المتوسط والبعيد إذا كان هذا هو ديدننا؟
 
هنا أورد كلمات للشيخ محمد الغزالي رحمه الله قالها في كتابه: "علل وأدوية"، فكم من درر في كتبه لم يعيها بعض ممن تصدروا مجالس العلم ردحا من الزمن يحملون أسفارهم. 

يقول الشيخ رحمه الله: "وَدِدتُ لو أُعِنتُ على محاكاة أبي حامد الغزالي مُؤَلِّفِ "إلجام العوام عن علم الكلام؛ فَأَلَّفْتُ كتابا عنوانه "إلجام الرَّعاع والأغمار عن دقائق الفقه ومُشكِل الآثار"، لأمنعهم عن مناوشة الكبار، وأشغلهم بما يصلحون له من أعمال تناسب مستوياتهم، وتنفع أممهم بهم".
 
فأي رعاع وأغمار يتصدرون المشهد الذي عاشه الشيخ رحمه الله؟ وكيف حالنا اليوم مع أجيال لحقوا بهؤلاء الرعاع والأغمار؟  
 
ولنكن أكثر عمقا وفهما وتحليلا لظاهرة بل ظواهر ما نعيش، فأضرب أمثلة حقيقية واقعية لما يحدث في واقعنا حتى يتبين لنا، وإن قد بدأنا مقالنا هذا بمن يتصدرون الفكر والعلم والمعرفة والبحث العلمي؛ حسبنا مما تربينا عليه أن العلماء كلما ازدادوا في علمهم؛ كانوا أكثر خشية لربهم، وأكثر أمانة وعملا صالحا بإحسان يقودهم إليه علمهم.
 
وهل من لا يصدق الحديث في تعامله مع زوجه وأولاده ذو تربية صالحة؟ أليس هذا يعلّم أولاده الكذب مثالا في بيته؟ أليس الزوجة في سوء تبعلها لزوجها مثالا سيئا لابنتها كيف تتبعل لزوجها في المستقبل؟ 

أليس الزوج في سوء فهمه وتطبيقه لقوامته على زوجته مثالا لأبناء لا يحسنون تعاملهم مع زوجاتهم؟ فكيف ببيت كهذا أن ينتج أفرادا صالحين يحسنون قيادة أسرهم في المستقبل، بل قيادة مجتمع صغير أم كبير؟ بل كيف لفرد كهذا أن يكون سلوكه في المجتمع قولا وفعلا وعملا صالحا؟
 
وهل من يقود سيارته ويأخذ حق الآخرين ويقطع الطريق عليهم قد تربى تربية صالحة؟ بل قد تراه يؤذي بغبار سيارته الأخرين، وعند نزول المطر لا يرحم ماشيا ولا راكبا، ويتعدّى الدوائر والمسارات المرسومة للطريق، ولا يفسح الطريق لسيارة الإسعاف!! 

بل هناك من يصطف بسيارته ليقفل عليك خروجك من موقف سيارتك، وقد تكون في ضرورة وطارئ ملح؛ بل تراه حين يأتي لإخراج سيارته لا يعتذر وإن كلمته عما فعل ربما صعقك بكلمة أبسطها تجعلك تدرك نقصا في تربيته. ولا أكاد أنسى ذلك المشهد وقد قفل علي أحدهم أمام مخبز في بلد عربي وأنا أنتظر، فإذا به مظهره متدين جدا ولكن معاملته ليست كذلك، وإلا لما تركني أنتظره حتى عاد ولم يعتذر. 
 
ويزداد المشهد؛ ليس تعقيدا بل وضوحا في سوء نتاج التربية الأسرية المجتمعية وأنت ترى نماذج بل ظاهرة تستحق البحث العلمي فيما يخص يوم الجمعة في المساجد قبل الصلاة وبعد الانتهاء منها. وفي إحدى المدن البريطانية أقفل رجل مسلم جاء لصلاة الجمعة مرآب سيارة طبيب يذهب لمعالجة مرضاه في طوارئ. وما أكثر من نشهده؛ ليس في الدول العربية وحسب، بل في أوروبا وحيث تقطن الجاليات الإسلامية العربية يكون المشهد زيادة في سوئه لدرجة تواجد الشرطة في بعض الأمكنة لتثبيت تطبيق الأنظمة التي تجري على الجميع. والذي جاء ليصلي الجمعة ويكون سلوكه (وهذا من تربيته) هكذا، فهل نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر؟ 
 
من يدخن ويهلك من حوله بتدخين سلبي، هل تربى وأحسنت تربيته؟ وأكبر ما صدرته الجالية الإسلامية والعربية إلى أوروبا، وعلى الأخص في بريطانيا مقاهي الأرجيلة التي تفنن أصحابها بتسمية مقاهيهم بأسماء مدن عربية ومشتقات كلمات غزلية. تلك المقاهي التي تمكنت من السيطرة على شارع عريق في مدينة مانشستر البريطانية في إحلال لمطاعم المأكولات الهندية والباكسانية بما يعرف بشارع "كري مايل" (في إمتداد شارع طوله ميلا كان مليئا بالأكلات الهندية).

وفي طرفة وبكائية ملتئمة؛ كنت في مصعد فندق ذي خمسة نجوم في إحدى الدول العربية، فوجدت رجلا ألمانيا يدخن فقلت له لا تستطيع عمل ذلك من نواح عدة، ومنها السلامة الصحية، فأجابني بذهول شعرت باحتقار لتربيته، في نفس الوقت بكاء على أنفسنا حين قال لي "أنت في هذا البلد"، وسمى لي اسم المكان. بالطبع هذا الشخص لم يتربى، وبنفس التحليل توازيا هذا ما نراه ظاهرة عندنا من سوء تربية.
 
ومن الأطباء من يستغل مرضاه وشركات التأمين تلهفا للمال، وحتى وإن كان لا يحل له، بل يجحف في أجره حتى لو كان مرضاه دون خط الفقر.
 
وهناك من يعق والديه، بل هناك من قتل والديه في بلدين عربيين، كل بلد له بيئته الخاصة به. 
 
وهناك مدرس يبيع أسئلة امتحانات، ويركز على التدريس الخاص، ولا يقوم على العملية التربوية بالكيفية والأمانة المطلوبتين ، فتراه يبحث عن لقمة عيش وسبيل حياة بسبب رداءة العائد المادي والاحترام الواجب للمعلم.
 
وهناك من أصبحت الرشوة سبيله للكسب المادي مهما كانت درجة الفساد والإفساد التي يسلكها أو يحدثها أو كليهما. 
 
وهناك من الأمثلة الكثيرة المتنوعة في بيئتها ومجالاتها لا يكفي مقال كهذا لسردها، ونعلم الكثير منها ونعايشها حتى أصبحت ظاهرة في مجتمعاتنا. ومما أراه أمرا ضروريا أن تُعتبر هذه الظواهر تهديدا للأمن المجتمعي. ولو أخذنا قياسا : أليس انتشار مرض مثل الإيدز باطراد كبير يهدد الأمن المجتمعي للبلد الواحد؟

أليس انتشار الطلاق بنسب عالية في الجيل الشاب ظاهرة تنبغي دراستها والتصدي لها مثلما فعلت ماليزيا ونجحت في ذلك؟ أليس الإرهاب وقتل النفس التي حرم الله وإهلاك الحرث والنسل وقتل الأبرياء وقيادة شاحنات لإرهاب وقتل البشر تهدد الأمن المجتمعي، بل القومي لبلد ما؟ 
 
والسؤال الذي أطرحه على الحكومات ووزراء التربية والتعليم ومسؤولي الأمن القومي في بلاد المسلمين والعرب خاصة هو: هل الأزمة التربوية الفكرية الطاحنة التي تعيشها البلاد الإسلامية والعربية خاصة لا تهدد الأمن القومي لهذه البلاد؟ ماذا تنتظرون يا من في سدة التخطيط الاستراتيجي والقومي؟
 
 إن هذه الأزمة التربوية الطاحنة التي نعيشها هي أشد بلا حدود ولا مقارنة في خطرها بمن يعمل عملا إرهابيا فرديا أو منظما (وندينه ونشدد على ردعه بكل ما أوتينا من وسيلة)  فيكون تأثيره محصورا وقتيا أو مكانيا حيث لا مكان لقبوله وترعرع فكره في المنظورين القريب والبعيد. ولكن الأزمة التربوية الفكرية الطاحنة التي نعيش هي متجذرة في سلوك الفرد، والدين الإسلامي بريء منها، ولا نبرئ الأحزاب والجماعات الإسلامية قاطبة عندما يكون أعضاؤها لا يمثلون التربية الحقة للدين الحنيف في سلوكياتهم. 
 
وبعد سنوات من طلب العلم والعمل والبحث العلمي، فكان لا بد لي من تقييم الذات وعمل مراجعات مع النفس ومحاسبتها ليتبين لي تكرارا ومرارا الخلل في منهجية تربيتنا لأنفسنا وليس أصلح من إدانة النفس لذاتها، وبهذا أدين نفسي قبل غيري، لأقول إننا بحاجة لوقفة تربوية مع النفس فردا وأسرة ومجتمعا وحكومة، كل يحتاج إعادة نظر في تربية فكرية متكاملة بعيدة عن الهوى. 
 
للأسف ، لقد عشعشت النقابات المهنية في بلادنا دونما بعد فكري تربوي، فهل كان لها دور بعدما يتتلمذ الطالب في الجامعة ليتخرج أستاذا أو محاسبا أو طبيبا أو صيدليا أو مهندسا .. إلخ؟ وذلك كي يلتزم بأسس ومنهجية تحكم أخلاقياته العلمية والحرفية والاجتماعية ضمن ضوابط يحاسب عليها.  
 
نتذكر هنا كيف دعا الشيخ محمد عبده قبل أكثر من مئة عام إلى تقديم العمل التربوي الجماهيري على العمل السياسي؟ وللأسف لم ننجح إلى عصرنا هذا في كليهما.  فالفساد التربوي والسياسي قد تعشعشا هرميا من الأعلى إلى الأسفل؛ تربية وتطبيقا فرديا فأسريا فمجتمعيا من الأسفل إلى الأعلى. وفي أصول علم هندسة نظم الأنظمة وفيما ندرسه في علومنا الهندسية أن رؤية وتصميم الحلول للمنتج يجب أن تكون تكاملا وإصلاحا ونزاهة للنظم الهندسية من الأعلى للأسفل، وفي نفس الوقت من الأسفل للأعلى بطريقة تراكمية متكاملة طريقة أو منهجية ملتقية مع مرحلية التكامل +والإصلاح والنزاهة من الأعلى للأسفل. 
 
وقد يأتيك قائل أو مُنظر ليقول لك: عندنا أزمة في النصوص الشرعية كيف نقرأها ونعيد فهما وكتابتها وهي التي تسببت في تلوث فكري عند بعض من لووا أعناق النصوص لتجري مع هواهم. ولا يساورني الشك هنيهة أننا بحاجة لدراسات علمية بمنهجية وطرق بحثية مؤصلة لكثير من تراثنا الإسلامي ولأحوال المجتمع المسلم في دراسات مقارنة على مدى عصور سابقة مع عصرنا هذا. ولكني مع قولي هذا، فلا يعطى الخبز إلا لخبازه؛ فهذه الدراسات ليست للرعاع ولا الأغمار الذين يخرجون على الفضائيات يتفوهون ويحدثون فتنة تزيد التمزق تمزقا، وتجلب كل متربص خبيث ليقتات عليها في ازدراء تراث أمة أهل السنة والجماعة. 
 
ونعاود القول لمن يتقمص ثوب النصوص الشرعية ليرمي بها  الأسباب وكواهل ما ترهل عندنا فكريا  لنرد قوله ونذكره كيف بدأ عبدالرحمن ابن باديس والإمام محمد عبده، وتلميذه محمد رشيد رضا، ومن بعدهم في عملية إصلاحية تربوية فكرية وركزوا على الفرد في هرمية من الأدنى للأعلى، فهل سُمِح لهم بإكمال منهجيتهم؟ ولماذا لا نعيد قراءة ما نظروا له ونستفيد منه؟

ونقول أيضا كم عدد هؤلاء الذين لووا أعناق النصوص وأخذوا العنف أو التطرف أو كليهما، والذين ندينهم؛ فكرا وتنظيما ومرجعية؟ هل تقارن هذه الأعداد بظاهرة أزمة تربوية فكرية في وعائها الجماهيري المجتمعي في سياق بعض من أمثلة ذكرتها أنفا؟
 
وأختم القول مكررا بسؤال لابد من إعطائه حقه: ألسنا بهذه الأزمة التربوية الفكرية الطاحنة على أبواب تهديد أمني مجتمعي قومي؟
 
رحم الله أمتنا فردا وأسرة ومجتمعا وهدانا إلى سواء السبيل؛ علما ومعرفة وفكرا وتربية، بعد أن أنعم علينا بأعظم كتاب أنزل، وخير رسول أرسل للبشرية قاطبة.