ملفات وتقارير

كيف يفكر مستشارو السيسي؟ 6 تصريحات تكشف حقيقتهم

اللواء أحمد جمال الدين - وزير الداخلية السابق - مصر
وصف اللواء أحمد جمال الدين، المستشار الأمني لقائد الانقلاب في مصر عبد الفتاح السيسي، الأخير بأنه "طبيب جراح"، واعتبر أن ما يقوم به السيسي لـ"إنقاذ مصر" هو "عملية جراحية" وليس علاجا بالمسكنات، وذلك في إشارة لقرار "تعويم الجنيه" وتخفيض "دعم الوقود" وما تبعهما من موجة ارتفاع جديدة في الأسعار.

جاء ذلك خلال مؤتمر للشباب عقد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، الأحد، وحضره المستشار الأمني للسيسي.

ووصْفُ جمال الدين، وزير الداخلية الأسبق الذي أقيل في عهد الرئيس محمد مرسي، لم يكن التصريح "الغريب" الوحيد الذي أطلقه مستشارو السيسي، فمنهم من ادعى بأن "أنوار الوحي تسري على يد المخلصين (يقصد السيسي)"، ودعا آخر الشعب  للشرب من مياه الصرف الصحي، فيما طالب أحدهم بإلغاء نظام الثانوية العامة. كما قال مستشار للسيسي: "لازم تجوع الشعب لأنه طول عمره مرفه ومدلل"، فيما طالب آخر بإقالة خمسة ملايين موظف اعتبرهم عالة على الدولة.

تلك التصريحات المثيرة التي أثارت غضب المصريين ودعتهم للتندر عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ ترصدها "عربي21" في هذا التقرير:

"اشربوا من المجاري"

وفي تصريح اعتبره المراقبون تبريرا لفشل الانقلاب في حل أزمة حصة مصر من مياه النيل، بعد بناء أثيوبيا سد النهضة، دعا هاني الكاتب، مستشار السيسي لشؤون الزراعة والري، المصريين للشرب من مياه الصرف الصحي، وقال إنه لا توجد مشكلة علميا في شرب تلك المياه بعد تدويرها، رغم تكلفتها العالية جدا.
وقال الكاتب خلال ندوة بجامعة القاهرة، في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، إن المصري "يكره أولاده، وأحفاده"، متهما الشعب بأنه يسرق موارد الأجيال القادمة من الأرض والمياه، ولا يعمل على إيجاد حلول لمشكلات الزراعة.

"وحي السيسي"

وبعد وصف الأستاذ بجامعة الأزهر، سعد الدين الهلالي، السيسي ووزير داخليته السابق محمد إبراهيم، إثر انقلاب 2013، بأنهما رسولان مثل موسى وهارون عليهما السلام، قال الشيخ أسامة الأزهري، المستشار الديني للسيسي وعضو مجلس النواب، في خطبة عيد الفطر في 6 تموز/ يوليو 2016: "سينحسر الإرهاب ويزول، أمام أنوار الوحي التي تسري إلى البشرية كلها على يد الأمناء المخلصين من أبناء هذا الوطن".

وهو ما فسره البعض على أنه يقصد نزول الوحي على السيسي الذي كان حاضرا الخطبة، بقوله "المخلصين من أبنائها"، وهو ما أثار غضبا مصريا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، علما بأن الأزهري مكلف من السيسي بملف تجديد الخطاب الديني.



"لصالح السعودية"

ومن بين تصريحات الأزهري المثيرة للجدل أيضا، ادعاءه في حوار عبر فضائية "سي بي سي"، أن "مؤتمر أهل السنة والجماعة" جاء تماما في صف السعودية، رغم أن المؤتمر الذي شهدته غروزني، في آب/ أغسطس الماضي، أغضب الرياض من شيخ الأزهر أحمد الطيب؛ لعدم اعتراضه على تجاهل المؤتمر للتيار السلفي كأحد العناصر المكونة لأهل السنة والجماعة.

وكانت صورة للأزهري، وهو يصافح كلبا في قصر أحد الأثرياء، في كانون الثاني/ يناير الماضي، قد أثارت سخرية المصريين عبر صفحات التواصل الاجتماعي.

"إلغاء الثانوية العامة"

وتحدث طارق شوقي، الأمين العام للمجلس الاستشاري الرئاسي للتعليم، عن إلغاء نظام الثانوية العامة.

وقال في تصريحات صحفية، في الأول من تموز/ يوليو الماضي، إن هذه هي رغبة السيسي، فيما أكد أن النظام الجديد سيتم تطبيقه على من يلتحق بالتعليم الأساسي في أيلول/ سبتمبر 2017. كما أشار إلى أنه سيتم إلغاء جميع الامتحانات السابقة، ليتم تنظيم امتحان تقييمي واحد يحدد مصير الطالب.

جاء ذلك على خلفية موجة الغش الجماعي التي ضربت البلاد في امتحان الثانوية العامة، وشملت ترتيب لجان خاصة بأبناء القضاة والجيش في الصعيد.

"شعب مدلل"

وجاءت أغرب التصريحات على لسان الطبيب النفسي أحمد عكاشة، المستشار الطبي للسيسي، الذي قال إنه طالب قائد الانقلاب خلال أحد اجتماعاته بضرورة تجويع الشعب المصري للنهوض بالبلاد، بدعوى أنه شعب عاش منذ قديم الأزل مدللا ومرفها.

وأكد عكاشة خلال مؤتمر صحفي في القاهرة، في 11 آذار/ مارس 2015، أنه ناشد السيسي لإعلان حالة الطوارئ في البلاد، وطالبه بألا يتعلم في الجامعة سوى 20 في المئة من خريجي الثانوية العامة، لكي يتحول الباقي إلى التعليم الفني.

"كفاية مليون موظف"

أما محمد بهي العيسوى، مستشار السيسي في مجال الجيولوجيا، فقد قال لـ"موقع فيتو" الموالي للانقلاب، في أيلول/ سبتمبر 2014، إنه تجب إقالة كل من لا يعمل في الحكومة، ويجب رفد"إقالة " خمسة ملايين موظف من بين الستة ملايين الذين يعملون بالحكومة؛ لأنهم "عالة" ويكفي مليون موظف فقط، ما أثار موجة سخط مصرية في ظل معاناة الملايين من البطالة.

المستشار المزور

ومن الطريف أن أحد المصريين كان قد انتحل صفة مستشار السيسي، وتقاضي مبلغ 650 ألف جنيه من إحدى شركات الأغذية على سبيل الرشوة، مقابل توريد كميات من السكر المدعوم للشركة، حيث تواجه البلاد أزمة غذائية من بينها السكر، فيما ألقت الرقابة الإدارية القبض على المستشار المزور.