سياسة عربية

الإسلاميون يتفوقون بمعركة صعبة في انتخابات معلمي الأردن

تعد هذه النتيجة للتيار الإسلامي متواضعة بالنسبة لنتائج الدورة الماضية ـ عربي21
حافظت جماعة الإخوان المسلمين على سيطرتها في انتخابات الهيئة المركزية لنقابة المعلمين الأردنيين للدورة الثالثة على التوالي، بمجموع 164 مقعدا من أصل 316 مقعدا، ما يضمن لها التفوق في انتخاب في مجلس النقابة المكون من النقيب ونائبه و13 عضوا في شهر نيسان المقبل. 
 
وأظهرت النتائج تراجعا لمرشحين محسوبين على الجماعة في عدد من محافظات المملكة وتقدمها في مناطق أخرى ذات كثافة سكانية، حيث تقدم الإسلاميون في مدن كبيرة (كإربد وعمان والزرقاء) وتراجعوا في مدن أخرى ضمن معركة انتخابية وصفها معلمون بـ"الصعبة".

وتعدّ هذه النتيجة "متواضعة" للإسلاميين، مقارنة مع ما حققوه في انتخابات الدورة الثانية التي اكتسحوا فيها مقاعد الهيئة المركزية بمجموع 280 مقعدا من أصل 316.

وقال عضو نقابة المعلمين عن التيار الإسلامي، أيمن العكور، لصحيفة "عربي21": "إن (قائمة المعلم) سجلت "خسارة في مدن أردنية منها "العقبة والطفيلة والسلط وعجلون ومادبا والكرك"، بينما تصدرت القائمة المقاعد في محافظة معان (جنوبي المملكة) بالتزكية؛ لعدم ترشح كتلة مقابلها، وفازت في مدينة جرش بمجموع 1430 صوتا".

بينما فازت القائمة المهنية (قوميون ويساريون، وإسلاميون) بكافة المقاعد في محافظة الكرك والمقاعد الفردية، وبفارق تجاوز الـ800 صوت عن قائمة "المعلم".

وردا على من شكك في قدرة التيار الإسلامي على حسم انتخابات نقابة المعلمين، قال الناطق باسم جماعة الإخوان المسلمين في الأردن بادي الرفايعة لـ"عربي21": "إن هناك من يتربص بنا ويريد البناء على تصريحاتنا، للطعن بالانتخابات؛ بدعوى أننا نتدخل فيها".
     
وحول تراجع الإسلاميين في بعض المناطق، قال الرفايعة إن "الإسلاميين تنازلوا عن20 بالمئة من المقاعد للآخرين، حيث لم يترشح لها أحد من التيار الإسلامي، بمعنى أن نسبة النجاح للمرشحين هي أعلى منها بالنسبة لكل المقاعد".
 
691 مرشحا خاضوا الانتخابات
 
وبلغ عدد صناديق الاقتراع في هذه الدورة (363) صندوقا في كل منها (150 - 400) ناخب، حسب المنطقة، في حين إن عدد الصناديق في الدورة الماضية بلغ (395) صندوقا.
 
بينما بلغ عدد المترشحين (691) مرشحا على الفردي و(23) بالنسبة للقائمة، موزعين في كافة محافظات المملكة.
 
وقال الناطق الإعلامي باسم لجنة الإشراف العليا على انتخابات نقابة المعلمين الأردنيين، الدكتور أكرم عبدالقادر، إن "اللجنة رفضت 11 طلب ترشح؛ لعدم تطابق الشروط عليها، وإن قائمة التغيير في المفرق انسحبت، بسبب انسحاب بعض أعضائها، وترشحت قائمة جديدة باسم قائمة الوفاء".
 
تسجيل خروقات
 
من جهته، وثق برنامج راصد (مؤسسة مجتمع مدني لمراقبة الانتخابات) "ممارسات من قبل اللجان الانتخابية، من شأنها المساس في نزاهة العملية الانتخابية"، بحسب تقرير صادر عنه.
 
وقال مدير مركز راصد د.عامر بني عامر لـ"عربي21" إن "عددا كبيرا من المعلمين تقدموا بشكاوى حول عدم وجود أسماء لهم في كشوفات الناخبين، علما بأنهم مسددون للاشتراكات في نقابة المعلمين، وقد تكررت هذه الحالة لأكثر من 500 معلم في مختلف محافظات المملكة".

وبين بني عامر وجود "اختراق لسرية الاقتراع، من خلال وجود دعايات انتخابية داخل المعزل المخصص للاقتراع، ووجود أكثر من مقترع في آن واحد عند المعزل".

وأوصى راصد بضرورة متابعة شكاوى المعلمين التي لم ترد أسماؤهم ضمن الكشوفات، وتبيان الخطأ المرتكب للمعلمين؛ للحفاظ على حق المعلم في الانتخاب.

من الجدير بالذكر أن نقابة المعلمين الأردنيين ولدت من رحم الحراك الإصلاحي الأردني عام 2011، بعد سلسلة إضرابات واعتصامات نفذها المعلمون أجبرت الحكومة الأردنية من خلالها على التراجع عن "فتوى عدم دستورية النقابة"، وسيطر التيار الإسلامي على مجمل مقاعد النقابة، وحصد منصب النقيب ونائبه في الانتخابات الماضية.

و تتهيأ الحركة الإسلامية في الأردن لخوض معركة انتخابية أخرى في النقابات المهنية تحت اسم "القائمة البيضاء" في كل من نقابات: الأطباء وأطباء الأسنان والصيادلة، بينما أجلت الجامعة الأردنية انتخابات اتحادها الطلابي الذي يسيطر عليه في العادة التيار الإسلامي، وقالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين إن " تأجيل الانتخابات يأتي من باب تخوف الأجهزة الأمنية الأردنية من سيطرة الإسلاميين على الاتحاد".