مقالات مختارة

أمام مشاريع الهيمنة... أين مشاريع العرب والمسلمين؟! (3)

1300x600
كتب خالد حسن هنداوي: كي لا ننسى الفكرة والمهم الجديد هذا الأسبوع في عالم السياسة والاجتماع والتاريخ فإننا نُذكّر بدعم ألمانيا /ميركل لإسرائيل الإرهابية الأولى! - لأنها صنيعة معظم حكام العالم في المنطقة وخصوصا أمريكا وروسيا وألمانيا وبريطانيا وفرنسا بل والصين بل ومصر مبارك والسيسي وسورية الأسدين وعراق "المالكي"-الذي حاول أحد مرافقيه اغتياله مؤخّرا- و"العبادي" من قبل ومن بعد- بغواصة حربية بقيمة 400 مليون دولار لزيادة الخناجر بخواصرنا جميعا، سيّما دول المواجهة التي نُصّب عليها حكام خدام هم رهن إشارتها حفاظا على كراسيهم المتحركة؛ نقول: نعم الصهاينة بدولتهم المغتصِبة التي اجتمعت كلمة الدول الاستعمارية على إقامتها في فلسطين كامتداد سرطاني للمدنيّة الغربية اليهودية المسيحية التي ستكمل المشوار بتفتيت بلاد العرب والمسلمين الباقية إلى اثنين وثلاثين بلدا آخر وتحكيم "فرّقْ تَسُدْ" على أسس اثنية وهو ما ذكره المستشرق الصهيوني "برنارد لويس" إبّان قيام إسرائيل، وتمتد هذه البلدان من باكستان إلى المغرب.

 وقد ذكرت مجلة "البنتاجون" وزارة الدفاع الأمريكية حينها أن كل كيان منها ستشلّه الخلافات لِتصبح جميعها أضعف من إسرائيل، ولقد كانت اتفاقية (سايكس-بيكو) السرية بين إنجلترا وفرنسا عام 1916م قد وُقِّعت لهذا الغرض وتوزيع إرث الخلافة العثمانية ، حتى أقام الإنجليز تمثالا (لسايكس) في قريته متقلدا سيفه وتحت قدميه يرتمي مسلم فوقه لافتة (ابتهجي يا قدس)! ولما اقتحمها الجنرال اللنبي تحدّى: " اليوم انتهت الحروب الصليبية"! وبعد ذلك قال الملك الصليبي (ريتشارد قلب الأسد): "وأخيرا تحقق حلمي"! حيث هُزم الجيش العثماني في القدس أثناء الحرب الأولى، لكنْ مع أن معركة الألمان كانت مع غريمهم الإنجليزي إلا أن الصليبية جمعت بينهما ضد الإسلام فقرعت كنائسُهما البروتستانتية والكاثوليكية أجراسَها فرحا! وهذا ما ذكره مفتي القدس الحاج (أمين الحسيني ت: 1974م) للدكتور (توفيق الشاوي ت: 2009م) حيث أثبته في كتابه (مذكرات نصف قرن من العمل الإسلامي) ط: دار الشروق 1998م.

تماما كما تجمع كنيسة البابا في روما بينهما، أليس البابا قد تدخّل للقاء أوباما وبوتين مؤخرا؟! أليست الكنيسة الأرثوذكسية في موسكو قد اعتبرت الحرب في سورية مقدسة فماذا أجاب الآخرون؟ هذا ولأن التاريخ يعيد نفسه فهل ننسى ما صرّحت به " كاثرين آشتون " منسقة الاتحاد الأوربي: إن سقوط العسكر في مصر اليوم سيُنهي الأزمة السورية لصالح الإسلاميين وسيجعلهم في ليبيا وتركيا وتونس أقوياء جدا، وهذا ما سيدفع الشرق الأوسط إلى سياسات لن تكون في مصلحة لا روسيا ولا أمريكا ولا الاتحاد الأوربي" تريد دق جرس الانتباه سريعا قبل فوات الأوان! نعم هذه بعض مشاريعهم، وهل نغفل عن اختراق أمريكا سيادة سورية في عهد الأسد السفاح لشعبه الحامي لإسرائيل معها حيث الصهاينة ومسألة الطاقة خط أحمر، أليس بمعونة اليهود وأمريكا وروسيا وإيران يُروّج لموقف الأسد من داعش، حتى لقد ماعت معظم مواقف الغرب تجاه الثورة ! وأنهم ينهشون الضحية بتقاسم الأدوار ونهَمِهم القذر! 

وأما روسيا المتوحشة -كما هو تاريخها من قبل فكذا هنا وبعد عهد الاتحاد السوفييتي الدب الغبي- فإن بوتين لم يَظهر إلا من خلال السلطة التي وضعها بقبضته وحده كما هي بيد خامنئي في إيران والأسد في سورية مثلا ، وكما قالت الكاتبة "ليليا شيفتسوما" في (روسيا بوتين ) ص 183 و206: فإنه كان منذ تسلّمه الرئاسة غامضا وحائرا جدا في اتخاذ القرارات؛ وخصوصا في حرب الشيشان الذين هزموه و" يلتسن" قبله ، فما كان ردّه إلا القصف الوحشي الذي خلّف القتلى وتدمير البلاد كاملا، ولم يبق إلا بعض الأطفال الجائعين والكبار النحيلين من الجنسين- كما في سورية اليوم !- وكما قال أسامة أبو زيد المتحدّث باسم الجيش الحر: أين المتحدّث باسم بوتين ليقول لنا: أيّ منطقة سيطروا عليها.

 وهكذا فحتى "مدفيدف" لم يصرّح بشيء. وكأنه لم يُسمح إلا لبوتين اللهم إلا عندما وضّح أنه سيقدّم السلاح للجيش الحر ضد داعش، وصحّح الكرملن بأن المراد منه جيش الأسد !! لكنْ بعد يومين ذكروا أن روسيا تقدّم السلاح للحر ، ونفى الحر ذلك، وهكذا فالتعامل مع هذه الشخصية سيكون صعبا للغاية؛ فلك الله يا شعبنا السوري الصامد منه، ولك الله يا أردوغان بشخصيتك الإسلامية المحاوِرة من حقده وجنونه.

 وأما التحالف الإسلامي بمبادرة الرياض فإننا نرحّب به محذّرين من الإملاءات الخارجية والكيد الداخلي وخصوصا الطائفي ملتفّين حول مصابنا الجلل كما قال شوقي: إن المصائب يجمعْنَ المصابينا، وقال إقبال:
كلنا يعشق الرسول ويهوى    فلماذا لا يلتقي العشاق
طلّقوا الخـوف والخنوع ثلاثـا    إنه اليوم قد أُبيح الطلاق

(عن صحيفة الشرق القطرية)