سياسة عربية

الريسوني يتهم جائزة "نوبل" بانعدام النزاهة بسبب "النهضة"

الريسوني: "النهضة" فازت بـ"النبل" وفاز الآخرون بـ"نوبل" ـ أرشيفية
هاجم نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أحمد الريسوني، القائمين على جائزة "نوبل" للسلام، متهما إياهم بافتقاد "النزاهة" و"الموضوعية" بسبب حرمان حزب حركة النهضة، من حقها في الجائزة أو الشراكة فيها على الأقل.

وقال أحمد الريسوني في مقال نشره على موقعه الرسمي، الثلاثاء، منتقدا لجنة الجائزة، "الحقيقة أن المنظمات التونسية الحائزة اليوم لجائزة نوبل، لم تفعل سوى أنها بذلت جهودا حثيثة وضغوطا شديدة على حركة النهضة، لتتنحى وتترك الحكم والحكومة لغيرها".

وتابع الريسوني "وهكذا تمت الإطاحة سلميا بحكومة شرعية منتخبة لا غبار عليها، وتم تسليم السلطة لغيرها، وتم إعطاب المسار الديمقراطي لأجل غير مسمى".

واستغرب الفقيه المقاصدي المغربي، "هذا المنحُ أو هذه المنحة" معتبرا أنه "جاء مفاجئا ومستغربا، وقد نال ما نال من أطنان الإعجاب والترحيب والإطراء والتهانئ في الأوساط العربية".

وأفاد أن "جائزة نوبل للسلام، منحت هذه السنة ـكما هو معلوم ـ للمنظمات التونسية الأربع، التي قامت بوساطات وحوارات وإضرابات، آلت في النهاية إلى تحقيق شكل من أشكال التوافق السياسي بين الأحزاب التونسية، وتشكيل حكومة تونسية جديدة".


وأضاف "نعم لقد آثر (حزب حركة النهضة) السلم والوفاق والتنازل، ولو على حسابه وعلى حساب مكانته المستحقة، وهذا موقف تاريخي مشكور ومقدر".

 وشدد "لو كان أصحاب جائزة نوبل يتسمون بالنزاهة والموضوعية لكانت الجائزة لحركة النهضة، أو على الأقل لكانت شريكة فيها".

وقال: "أما أن يتم التجاهل التام للموقف الشهم والنبيل لحركة النهضة، ويخصص الإكرام والتكريم بالكامل لمن عملوا جاهدين لتحقيق هدف تاريخي عندهم، وهو إسقاط الحكومة المنتخبة، لا لشيء سوى أنها بقيادة حزب حركة النهضة، الموصوف عندهم بالإسلامي، فهذا تقدير مثير للريبة والتهمة، لا للإعجاب والترحاب".

وسجل الريسوني "لقد كان من واجب تلك المنظمات الفائزة بجائزة نوبل أن تدعم الديمقراطية الوليدة في بلادها، وأن تساعد الحكومة الشرعية، وأن تتفهم الظروف والصعوبات الانتقالية التي تمر بها تونس وأول حكومة منتخبة فيها".

وأوضح أن عليها "أن تفضح وتناهض العراقيل والأحداث المفتعلة الموجهة ضدها وضد بقائها، بدل أن تستغل ذلك كله بانتهازية رخيصة، بغية تحقيق شيء واحد، هو تنحية النهضة بأي ثمن".

وأكد الفقيه المقاصدي "ها هي حركة النهضة مرة أخرى، تعطي دروسها الراقية في التعفف وإنكار الذات وإيثار مصالح الشعب والوطن، ها هي تدعم وتسند الحكومة الحالية والرئيس الحالي ـ على علاتهم ـ وتؤازرهم وتتفهم صعوباتهم وعثراتهم، ولا تنتهز أي فرصة من الفرص الكثيرة لممارسة الابتزاز والثأر".

واعتبر أن "العرب والنخب العربية صاروا يفرحون ويرحبون ويتعلقون بكل الأوهام اللامعة والبراقة، وذلك بعدما غرقوا في بحار الإحباط وظلمات الفساد وكوارث الاستبداد".

وختم الريسوني مقال بـ"كلمة للتاريخ" قال فيها: "لقد فازت حركة النهضة بجائزة النبل، وفاز الآخرون بجائزة نوبل".