قضايا وآراء

رسالة إلى الزعيم البطل محمد مرسي

1300x600
في حياة كل أمة رجال لا تستطيع الذاكرة الجمعية للمجتمعات تجاوزهم مهما حاولت قوى التجهيل والتضليل ذلك؛ رجال سكنوا التاريخ في صفحات المجد والخلود. ترى المجرمين والخونة يستميتون لكسر الرمز والقيمة بكسر الرجل ذاته ولكن تشاء إرادة الله أن تكون تلك المحاولات دفعا لبقائه في ذاكرة الإنسانية؛ فعمر بن الخطاب وعمر المختار وصلاح الدين ونيلسون مانديلا وتشي جيفارا لم يسلموا من محاولات التشويه والتدمير ولكن بقيت أسماؤهم تتردد على ألسنة العالم وبقيت ذكراهم قوة دافعة لأجيال طويلة في سبيل تحقيق أحلامهم وبقيت أحلامهم وبطولاتهم نورا يضيء الطريق لملايين الأحرار حتى الآن.

لم تخل مصر من رموز ومنارات على مر تاريخها، من الأفغاني والنديم ومحمد كريم والبنا؛ رموز بقيت حية في أذهان الأحرار وحاول المفسدون إطفاء تلك المنارات وما زادوها إلا وهجا؛ ومنذ 2 يوليو 2013 أضافت مصر منارة جديدة في عقد أبطالها؛ إلا أن محمد مرسي أصبح رمزا للعزة والصمود ليس في مصر فقط ولكن لكل الأمة التي تبحث عن زعيم.

إن أحرار الأمة يبعثون سلامهم إلى محمد مرسي ويرفعون أيديهم كما رفعها ويقبضونها كما قبضها عزة وكرامة للبطل الصامد؛ فليفعل الخونة مايشاؤون؛ فقد حفر محمد مرسي اسمه في تاريخ الأبطال وأقسم الملايين من أحرار مصر على المضي قدما حتى النصر المبين. 

أقسموا ألّا يكونوا إلا رجالا؛ وسيعْلَم أبناؤنا وأحفادنا أن آباءهم وأجدادهم كانوا رجالا؛ لا يقبلون الضيم؛ ولا ينزلون أبدا على رأي المفسدين؛ ولا يقبلون الدونية في دينهم أو وطنهم أو شرعيتهم؛ سنعلمهم أن بطلا يدعى محمد مرسي وقف وحده وسط الأوغاد والخونة وأبى أن يبيع أمته ووطنه؛ سنعلمهم أن هناك رجلا من هذا الشعب البائس عاش بين الحقول ونما بين الفقراء في قرى مصر ثم أبت الطغمة الحاكمة أن يمتلك الشعب قراره برئيس منهم. سنعلمهم أن الله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

 سنشاهد معهم كيف وقفت وسط أهل مصر الأحرار في ميدان التحرير فاتحا صدرك لهم؛ وسنعلمهم أن مصر لم تركع للخونة وأنها تحررت بدماء أبطالها وشهدائها. 

في بدايات اعتصام الأطهار كان النداء الغالب لك "إثبت يا ريس خليك حديد وراك يا ريس مليون شهيد" وكأننا كنا نخشى منك التراجع؛ عسى الله أن يغفر لنا. ولكنك لم تخن الله فينا ولن نخون الله فيك؛ وسنكمل الطريق حاملين أحلامنا على أكتافنا المنهكة وعيوننا شاخصة على الحلم الذي يرونه بعيدا ونراه قريبا؛ لقد فعلت ما قاله زعيمنا العربي عمر المختار: "كن عزيزا وإياك أن تنحني مهما كان الأمر ضروريا، فربما لا تأتيك الفرصة كي ترفع رأسك مرة أخرى"، وكما قال: "نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت". ونحن على هذا الطريق نمضي.

سلام على المناضل محمد مرسي الذي أعاد أمجاد المناضلين العظماء؛ والذي تجاوز بصموده وإصراره الألقاب والمناصب وأصبح اسمه وحده علما خفاقا. سلام على الرجل الذي أرادوا تحطيمه وكسره فوجدوه صلبا عنيدا لا يبيع وطنه بحفنة من المال؛ سلام على البطل الذي يهتف باسمه أحرار العرب من المحيط إلى الخليج؛ سلام على البطل الذي رفعت صوره على الأقصى. سلام على الرجال والأبطال في كل مكان وزمان.