مقالات مختارة

الدول الثلاث الضاغطة على المسلحين الأكراد

1300x600

نحن على منعطف حاسم فيما يخص عملية السلام. في حال حدد أوجلان موعدا لإلقاء سلاح حزب العمال الكردستاني في عيد النيروز، ودعا لمؤتمر عام لذلك، فسيكسب نقطة لصالحه وصالح عملية السلام. من المنتظر أن يدعو أوجلان حزب العمال الكردستاني إلى المؤتمر في شهر نيسان/ أبريل المقبل، حتى ذلك الحين تكون لجنة المراقبة قد تم تشكيلها، وبعد عيد النيروز تبدأ باللقاءات والمحادثات بين إمرلي وقنديل.

سيكون من أهم إنجازات هذه اللجنة أخذ قرار من الحزب بالتخلي عن سلاحه. وفي حال تخلى حزب العمال الكردستاني عن سلاحه، فإن باقي العناصر المسلحة ستكون مجبرة على مغادرة البلاد. يُنتظر أن يتم سحب بعض العناصر المسلحة إلى العراق وسوريا، في حين أن قسماً آخر منهم سيعود إلى تركيا بعد إلقاء السلاح، وبالتالي يجب اتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات القانونية من أجل عودتهم إلى تركيا، وهذا يعني بداية أن القانون الخاص تحت عنوان "العودة إلى الوطن" لا بد من تعديله وتحديثه.

لا يعتقد أحد أنه من السهل لحزب العمال الكردستاني إلقاء السلاح والمضي في الخطوات التي ذكرتها قبل قليل.

في كل مرة تصل فيها محادثات عملية السلام إلى نتائج مثمرة، كان يخرج أمامها الكثير من الحواجز لإفشالها. وحصل ذلك سابقاً تحت مسميات مختلفة، مثل محادثات أوسلو، واغتيال باريس، وأحداث 6-8 تشرين الأول/ أكتوبر، وبعضها كان صناعة أجنبية بامتياز. أما الآن فقد وصلنا إلى مرحلة جديدة وحساسة في محادثات السلام.

سوف يتخلى حزب العمال الكردستاني عن سلاحه الذي حمله لأول مرة في 15 تموز/ يوليو 1984 في منطقتي شمدينلي وأروه. وبالرغم من أن حزب العمال الكردستاني يريد اتخاذ هذا القرار، فلا شك بأن هناك دولاً وأطرافاً خارجية تضغط على المسلحين في جبل قنديل للحيلولة دون اتخاذ القرار.

كنت قد تكلمت عن محتوى فاكس وصل لحزب العمال الكردستاني في بداية عملية السلام. تم إرسال الفاكس من جهاز الاستخبارات الأمريكية يقول فيه: " من الممكن أن تخونكم الدولة التركية في عملية السلام. اسمحوا لنا بالتدخل، ودعونا نحمي شعبكم".

عندما كنا في أوسلو قدمت بعض الدول مساعدتها لتركيا، لكن في الوقت نفسه، وبعد تسريب بعض الوثائق والمستندات، كانت هذه الدول تدفع بكل طاقتها لإعاقة المحادثات. وبسبب تدخل هذه الدول في تفاصيل العملية، قررنا أن نبدأ عملية جديدة وهي التي نصفها اليوم بـ"الوطنية".

تحاول الدول التي كانت تعيقنا من الداخل بالأمس في أوسلو أن تضغط من الخارج على المسلحين في جبل قنديل. ليس ضغطاً عادياً كما تظنون. العجيب بالموضوع أن لكل دولة دوراً مختلفاً عن الأخرى، ما هي هذه الدول وماذا تريد؟ الظاهر لنا هو ثلاث دول، والمخفي أكثر.

1- إيران تريد أن تعيق عملية السلام.

قام رجل الاستخبارات الإيراني قاسم سليماني باتخاذ جبل قنديل مقراً له مع بداية عملية السلام. ويتم الحديث عن أن المساعي الإيرانية كانت باتجاه عرقلة أي خطوة باتجاه الحل، هذا بالإضافة إلى الضغط على جميل بايق الذي يملك يداً طولى في قرار وتحركات المسلحين في قنديل.

وهنا أريد أن أخبركم بهذا: عندما وصلت عملية السلام إلى مرحلة حرجة كان السيد مراد كارايلان يعتذر عن الحضور مع هيئة المحادثات. وبعد الإصرار عليه للإفصاح عن السبب، اعترف أن المخابرات الإيرانية تلاحقه، وعليه اتخاذ الاحتياطات اللازمة.

2- لا تريد الولايات المتحدة الأمريكية أن تخرج حزب العمال الكردستاني من المعادلة، وذلك لأن الحزب يُعد أداة جيدة لتمرير مشاريعها في الشرق الأوسط عن طريق الأكراد، هذا بالإضافة إلى أن الحزب يلقى قبولاً عند الدول الغربية بحكم تنظيمه العلماني، وذلك من أجل محاربة التنظيمات الأخرى الأصولية. واستطاعت أمريكا أن تقوي حجتها هذه بعد الأحداث التي حصلت في كوباني بمواجهة داعش. ولهذا السبب لا يريدون إخراج الحزب من المعادلة. وفي حال تم إلقاء الحزب السلاح، فإن تركيا ستخرج من الدائرة الضيقة التي يفرضها الغرب. وهنا نضيف لهذه المعادلة كلاً من إسرائيل وألمانيا.

3- بريطانيا وأمريكا أيضاً تريدان أن تصبحا العين الثالثة. وظهرت هذه النوايا بوضوع بعد تصريح جميل بايق عندما طالب بأن تتدخل دولة أجنبية لتؤدي دور العين الثالثة. لقد كانت خطة بالتنسيق بين بريطانيا وأمريكا. صرح بايق في ذلك الحين بأنهم محتاجون لطرف ثالث، وقد تكون الولايات المتحدة الأمريكية أو لجنة دولية، ولا مشكلة عندهم في ذلك. وكرر بايق ذلك في لقاءات صحفية أخرى، في حين أن أوجلان صرح في أثناء لقائه بوفد من حزب الشعوب الديمقراطي بأنه لا يرحب بأن تكون الولايات المتحدة الأمريكية عيناً ثالثة، وأنه تم تجريب الأمر في أوسلو ولم ينجحوا بذلك.

في نهاية المطاف تم اختيار "العين الوطنية" بدل إقحام الولايات المتحدة أو بريطانيا في عملية السلام. وقريباً ستبدأ لجنة المراقبة عملها. أما أنتم فلا تنسوا أن تضيفوا إسرائيل وألمانيا في كل معادلة تدخل فيها أمريكا وبريطانيا. هل تم إلغاء هذا الخيار تماماً؟ ليس بشكل تام، وهذا أحد أكبر الضغوط التي تواجه عملية السلام حالياً.

(صحيفة يني شفق التركية)