ملفات وتقارير

مخيم الزعتري للاجئين السوريين في مهب الرياح

يبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الأردن 640 ألف لاجئ - أ ف ب
اقتلعت الرياح المرافقة للعاصفة القطبية "هدى" عددا من الخيم في  مخيم الزعتري للاجئين السوريين في شمال المملكة الأردنية، بعدما وصلت سرعتها  إلى 100 كيلومتر في الساعة.
 
وغرقت قطاعات واسعة في المخيم بالظلام لليوم الخامس على التوالي بعد تكرار تعطل المحول الكهربائي الرئيس نتيجة الحمل الكهربائي الزائد.
 
وقال لاجئون لـ"عربي21"، إن الانقطاع مازال مستمرا منذ أيام رغم مناشداتهم للجهات المختصة إيصال التيار الكهربائي الذي يعتمد عليه اللاجئون في التدفئة.
 
وبث ناشطون حقوقيون صورا لعائلات في المخيم تفترش الأرض دون تدفئة، بينما بثت صفحة تنسيقية الزعتري على "فيسبوك" صورا لخيام مقتلعة وأغبرة تغطي وجوه أطفال الزعتري بعد هبوب العاصفة على المنطقة الصحراوية التي بني عليها المخيم.
  
ويعيش 45 ألف لاجئ سوري في مخيم الزعتري ظروفا صعبة في ظل تعمق تأثير العاصفة "هدى" على بلاد الشام، وشكلت الجهات الأردنية المختصة فريق إنقاذ للتعامل مع أي طارئ في المخيم، خاصة ما يتعلق بالإخلاء وتصريف المياه وفتح أقنية داخل المخيم بعد تكرار غرق المخيم في المواسم الماضية.
 
الناطق الإعلامي باسم شركة كهرباء الشمال -المسؤولة عن إيصال التيار الكهربائي لشمال الأردن- هشام حجازي، حمل اللاجئين السوريين مسؤولية تكرار تعطل المحول الكهربائي بسبب لجوئهم لربط أحمال كهربائية زائدة على المحول الرئيس، حيث يقوم الجهاز الفني في الشركة بحل المشكلة والتخفيف من الأحمال الكهربائية.
 
ودعا حجازي اللاجئين لعدم ربط أي تجهيزات كهربائية على الشبكة وتحديدا المدافئ الكهربائية لضمان عدم تكرار انقطاع الكهرباء، مؤكدا وضع "خطة طوارئ لاستدامة التيار الكهربائي من خلال استبدال الكوابل ورفع قدرات محطات التحويل لمواجهة الأحمال الكهربائية المرتفعة وتركيب محطات كهربائية جديدة".
 
 ويتوزع اللاجئون السوريون في الأردن على خمسة مخيمات، هي الزعتري والمخيم الإماراتي الأردني (مريجب الفهود) ومخيم الأزرق ومخيم الحديقة ومخيم سايبر سيتي. بينما تقطن النسبة الأكبر من اللاجئين في المدن الأردنية.
 
مساعد الإعلام والاتصال الجماهيري في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين نصر الدين طوايبية أوضح في حديث لـ"عربي21"، أن "المفوضية بالتعاون مع الجهات المختصة وضعت خطة للطوارئ للتعامل مع العاصفة هدى والأحوال الجوية، تتضمن إعادة تحسين جودة الكرفانات والخيام داخل المخيم، وحفر خنادق صغيرة لتصريف المياه والحيلولة دون حدوث فيضانات، كما أن المفوضية قامت بتوزيع البطانيات والتدفئة والغاز على اللاجئين عن طريق كوبونات مالية، حيث يقوم اللاجئ بشراء مستلزماته".
 
وعملت المفوضية على تجهيز خيم طوارئ كبيرة الحجم مجهزة بالتدفئة، توزع على المخيم وسائل التدفئة كما أنها تستقبل العائلات.
 
وفي أثناء ذلك، نشطت حملات تطوعية محلية لإغاثة اللاجئين السوريين منها حملة "دفا" التي وزعت 120 ألف بطانية، بالإضافة للألبسة الشتوية والقبعات الثلاثاء، على اللاجئين في الزعتري، حسب ما قاله المحامي سميح البكري أحد القائمين على المبادرة.
 
ظروف قاسية يعيشها اللاجئون السوريون وسط تحذيرات من عجز أممي في تقديم التمويل اللازم، بالإضافة إلى تنامي موجات النزوح في ظل تقليص الخدمات الإغاثية المقدمة من المجتمع الدولي.
 
وقال المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس في تصريحات صحفية، إن هنالك "تحديا لإبقاء اللاجئين السوريين على قيد الحياة في الشتاء القاسي وتساقط الثلوج، حيث تفتقر المفوضية لـ 58 مليون دولار لهذا المشروع فقط".
 
بينما لوح برنامج الغذاء العالمي بتخفيض المساعدات الغذائية المقدمة للاجئين السوريين بنسبة 60 بالمئة الشهر القادم، في حال عدم حصوله على دعم.
 
وقالت الناطقة باسم برنامج الغذاء العالمي جويل عيد لـ"عربي21"، إن قيمة ما يحتاجه البرنامج لسنة 2015 مليار ونصف المليار دولار ليستمر في تقديم المساعدات.
 
وأوضحت عيد أن "البرنامج جمع السنة الماضية 88 مليون دولار لاستكمال المساعدات حتى نهاية السنة، وقرر البرنامج الاستمرار في المساعدات من خلال تخفيضها 30% في الشهر الأول من عام 2015، حيث تم خفض المساعدات من 24 دينارا إلى 20 دينارا للفرد. وفي حال وفي حال لم يصل تمويل إضافي فإنه سيتم تقليص المساعدات 60% خلال الشهر القادم".
 
وبحسب إحصائيات أردنية رسمية، فإن 7% فقط من اللاجئين السوريين بالمملكة يقيمون في المخيمات الخمسة للاجئين، فيما تتوزع النسبة الباقية على باقي المحافظات.
 
ويبلغ عدد اللاجئين السوريين المسجلين في الوثائق الأردنية الخاصة باللاجئين 640 ألف لاجئ، بينما تقول الحكومة الأردنية إن العدد الكلي للاجئين السوريين يصل إلى مليون وأربعمائة ألف لاجئ.