ملفات وتقارير

الأسواني يشتكي الأمن لـ"فيسك" ومع منح فرصة للسيسي

علاء الأسواني - أرشيفية
سرد الكاتب البريطاني الشهير روبرت فيسك تفاصيل "دردشته" مع الروائي المصري الدكتور علاء الأسواني في أحد مقاهي القاهرة خلال زيارته الأخيرة للبلاد؛ حيث تجاذب فيسك والأسواني أطراف الحديث حول الديمقراطية في مصر في ظل حكم الرئيس المحتمل عبد الفتاح السيسي، وفقا لمؤشرات أولية لنتائج الانتخابات الرئاسية.

وعبر الروائي المصري علاء الأسواني عن أمله في أن يقوم قائد الانقلاب السيسي، "بعمل ما هو نافع" مع معرفته أن وزير الدفاع السابق الذي أطاح بأول رئيس منتخب ليس "ديمقراطيا حقيقيا"، على حد وصفه.

وقال في مقابلة مع فيسك، "أعتقد أنه يجب أن نعطي حكومة السيسي فرصة لأن الناس يتعرضون للترويع". 

واستهل فيسك مقاله في صحيفة "الاندبندنت" البريطانية سائلا الأسواني "هل ندمت على دعمك للسيسي؟" فردّ الأخير بإمعان قائلا: "أتمنى أن يكون رئيسا جيدا لمصر"، مضيفا: "أعتقد أن السيسي سيفعل الصواب لمصر.. إن المصريين يرون السيسي المنقذ الذي أطاح بالإخوان من سدة الحكم".

وعن الانتخابات الرئاسية قال الأسواني: "أعتقد أن الانتخابات الرئاسية افتقدت لبعض المعايير الديمقراطية، على الرغم من أن السيسي كان سيفوز بها على أي حال، وحتى لو كانت نسبة المشاركة 100% وليس أقل من 50 %".

وتابع الأسواني الذي اضطر لمغادرة قاعة المحاضرات في مركز العالم العربي في باريس بعد أن احتج متظاهرون رافضون للانقلاب العام الماضي: " علينا أن نعطي السيسي فرصة، فالشعب يتعرض للترويع، وهم بحاجة لشخص قوي، ومن لديه المفاتيح للدولة العميقة ويعرف كيف تعمل، ولهذا السبب قدم له الناس أصواتهم"، على حد زعمه. 

وشمل حديث فيسك مع الأسواني مشاكل الكتابة في مصر، حيث اعترف أنه من الصعب الاسترزاق من الكتابة هناك، مشيرا للروائي المصري الحائز على جائزة نوبل للأداب نجيب محفوظ -الذي ظل يعمل في دائرة حكومية حتى تقاعده من العمل- وقال: " من الصعب الأعتماد على الكتابة، وتعيش منها، ولكنني أحصل على عوائد من كتبي التي تطبع في الخارج"، ويكتب الإسواني مقالا دوريا في صحيفة "نيويورك تايمز"، ويثير كتابه الجديد "تسقط جمهورية كأن"، لأنه يتحدث عن الديكتاتوريين ومظرهم.

وفي المقابلة التي تمت بمقهى وسط القاهرة، ذكّر الأسواني فيسك كيف نقلت الصحافة المصرية حديثه قبل عام معه على أنه حاول إقناع فيسك أن السيسي هو دوايت أيزنهاور آخر.

وتابع بأن "الصحافة المصرية قامت بنقله على أنني قلت أن السيسي هو أيزنهاور آخر". واشتكى من "سوء فهم الإعلام المصري وتلاعبه بالكلام"، على حد قوله، مضيفا أنه "متهم للعمل لصالح قطر وأنني أعمل مع الشيخ حمد (حاكم قطر السابق)، وعثرت في الإنترنت على موقع مزيف يتحدث عن لجنة وضع اسمي فيها، ماذا يعني هذا، أعتقد أنه الأمن".

وأشار فيسك إلى أن مؤلف "عمارة يعقوبيان" وغيرها من الروايات أصبحت هدفا، قائلا: "جاءتني مكالمة تقول إن التلفزيون الكويتي عرض صورا وأشخاصا يقومون بركلي وأنا خارج من غرفة الاقتراع، وما كان في الحقيقة هو صورة متطرفين قاموا بالهجوم على عيادتي قبل عامين"، ومضيفا "هؤلاء يمكنهم قتلك وما بنيته في 35 عاما يمكنهم تدميره في 35 يوما، القنوات المصرية الخاصة، ورجال أعمال مبارك، وقد دمر هؤلاء الشباب الثوري". 

وتابع: "يقولون الآن أن هؤلاء الثوريين هم عملاء للسي أي إيه، وهناك مزاعم تقول إنني سرقت رواياتي، وأنني عميل وتعلمت في مدرسة فرنسية وذهبت لجامعة أمريكية"، على حد قوله. 

وقال فيسك إن الأسواني اتهم بأنه ليس طبيب أسنان، في حين اتهم مقدم البرامج يسري فودة بأنه يقضي عطلة نهاية الأسبوع في إسرائيل. 

وأعرب الأسواني عن تشككه في أنه تم التلاعب بنتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين الفريق أحمد شفيق والرئيس المنتخب محمد مرسي، مؤكدا على أن شفيق هو من فاز بالانتخابات، ولكنه تم إعلان فوز مرسي؛ "لأنه كانت هناك خطة للدفع بالإخوان لسدة الحكم"، على حد قوله.

ونوه فيسك إلى أن الأسواني سبق وأن اتهم بأنه ليس طبيب أسنان، وإنما ينتحل صفة طبيب، والتقط منه الأسواني طرف الحوار، مشيرا إلى "طرفة" بشأن هذا الاتهام جمعته مع الإعلامي يسري فودة الذي تم اتهامه أيضا بأنه يطبع مع إسرائيل ويزور تل أبيب بأيام عطله، قائلا: "عند ظهور تلك الاتهامات لي ولفودة، كان فودة يتردد على عيادتي لتركيب طربوش في أسنانه، وبعد أن انتهيت من تركيبه قلت له أعتقد أنك تستعد الآن للذهاب إلى إسرائيل، فرد فودة ضاحكا: وأنا أعتقد أنك دكتور مزيف، وليس لديك عيادة".

وعلق الكاتب البريطاني على حوار الأسواني، قائلا: "من الجيد أن يكون لديك أصدقاء على هذا القدر من الشجاعة التي يمتاز بها فودة، وخاصة في ظل الشكوك التي تساورك حول الرئيس المصري الجديد وهو شخص عسكري يرتدي نظارة شمسية".