سياسة دولية

رغم الإدانات.. ماكرون يدعو إلى الحزم بمنع العباءة الإسلامية في المدارس

تحظر فرنسا ارتداء الحجاب في المدارس الحكومية منذ عام 2004- الأناضول
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة إلى الحزم في منع ارتداء العباءة وغيرها من الملابس الإسلامية، في المدارس الفرنسية.

وقال ماكرون خلال زيارته مدرسة ثانوية جنوب فرنسا، قبل ثلاثة أيام من بدء العام الدراسي، "إن حكومته لن تدع أي شيء يمر، وعلى السلطات أن تتعامل بشكل حازم مع محاولات تحدي النظام الجمهوري".
 
وأضاف، "أنه لا يجوز أبدا ترك المعلمين ومدراء المدارس يواجهون بمفردهم الضغوط أو التحديات القائمة بشأن هذه القضية".


وأكد ماكرون أن من سماهم "فرسان الجمهورية" لديهم الحق في الدفاع عن العلمانية، داعيا إلى تأييدهم عندما يتعرضون للتهديد والضغط.

ووعد الرئيس الفرنسي، بتخصيص موظفين لمساعدة مدراء المؤسسات والمعلمين في المدارس الثانوية أو الكليات الأكثر حساسية، للمشاركة في الحوار الضروري مع العائلات والطلاب.

ومساء الخميس، أرسل وزير التربية الفرنسي غابرييل أتال مذكرة إلى رؤساء المؤسسات التعليمية أكد فيها "أن ارتداء العباءة والقميص الطويل يعبر عن انتماء ديني في البيئة المدرسية ولا يمكن التسامح معه فيها"، بحسب فرانس برس.

وكانت المتحدثة باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، مارتا هيرتادو، انتقدت الثلاثاء الماضي، قرار فرنسا بحظر ارتداء العباءة الإسلامية في المدارس الابتدائية والثانوية.


وقالت هيرتادو إن "المعايير الدولية لحقوق الإنسان تنص على ضرورة عدم فرض قيود على المظاهر المرتبطة بالدين أو المعتقد، بما فيها اختيار الملابس، إلا تحت ظروف محدودة للغاية، بما فيها تلك المرتبطة بالسلامة والنظام والصحة أو الأخلاقيات العامة".

وأوضحت أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان على علم بإعلان فرنسا حظر ارتداء العباءة في المدارس، لكنه "لا يستطيع التعليق بشكل مفصل في الوقت الحالي؛ لعدم وضوح الخطة المعلنة أو كيفية تطبيقها".

وأضافت المتحدثة الأممية أن "تحقيق المساواة بين الجنسين يتطلب إدراك الحواجز التي تمنع النساء والفتيات من اتخاذ اختيارات حرة، وتهيئة بيئة تدعم قراراتهن، بما في ذلك اختيار الملبس".

وفي 27 آب/أغسطس الماضي أعلن وزير التعليم الفرنسي غابريال أتال، حظر ارتداء العباءة في المدارس الفرنسية، مشيرا إلى أن ارتداء هذا الزي الإسلامي يعد انتهاكا للقوانين العلمانية الصارمة المطبقة في مجال التعليم في البلاد.

وجاء القرار عقب جدل استمر أشهرا حول ارتداء العباءات في المدارس الفرنسية، حيث تحظر السلطات ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية منذ عام 2004.

وسبق أن تحدثت تقارير عن تزايد ارتداء العباءات في المدارس، ووجود توترات داخل بعض المدارس بين المعلمين وأولياء الأمور بهذا الشأن.

وذكرت فرانس برس أن اليمين المتطرف مارس ضغوطا من أجل إصدار قرار الحظر، الذي رأى فيه اليسار الفرنسي تعديا على الحريات المدنية.

وكانت فرنسا التي تضم أكبر أقلية مسلمة في أوروبا حظرت ارتداء الحجاب الإسلامي في المدارس الحكومية عام 2004.