سياسة دولية

كييف تطالب الناتو بـ"باتريوت".. وموسكو: الغرب تنكر لـ"الحرب النووية"

قال لافروف: "نحن قلقون من التمدد السريع لحلف شمال الأطلسي"- فيسبوك
طالبت أوكرانيا الدول الغربية بمزيد من المساعدات العسكرية، من أهمها منظومة باتريوت الأمريكية، فيما قالت موسكو إن الغرب تنكر لمبدأ تجنب الصدام العسكري بين القوى النووية.

وأكد الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس، انقطاع التيار الكهربائي عن 6 ملايين مشترك من مواطنيه جراء استهداف الجيش الروسي البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

وأضاف في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على مواقع التواصل الاجتماعي أن جهود إصلاح البنى التحتية مستمرة لكن التيار الكهربائي مستمر بالانقطاع في جميع أنحاء البلاد.

وأشار إلى أنه بحث مع المسؤولين الأمنيين آخر المستجدات على جميع جبهات القتال مع الروس، لافتا إلى أن قوات بلاده تقوم بتحليل "نوايا الغزاة" وإعداد الإجراءات المضادة لها.





وطالب زيلينسكي الحكومة الألمانية بإرسال منظومة باتريوت الأمريكية للدفاع الجوي إلى بلاده.

وفي حديثه عن نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت، وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قال: "حتى الآن لم يتحدث أي طرف عن هذه المسألة إلا نحن. كنا الوحيدين الذين أثاروا ذلك. ولكن الآن هذه المسألة قيد المناقشة. هذه مناقشة جادة وموضوعية للغاية".

مطالب أوكرانية ومساعدات أمريكية

وجدد الوزير الأوكراني خلال اجتماعات الناتو و مجموعة السبع في العاصمة الرومانية بوخارست، مطالب كييف من الناتو بتسريع تسليح قوات بلاده مع استمرار الحرب.

وقال كوليبا: "إنها إشارة مهمة للغاية بالنسبة لنا، حيث لم يكن لدينا مثل هذا الدعم بالإجماع بشأن هذه النقطة من قبل".

وحول المساعدات الغربية، أوضح الوزير الأوكراني، أن "هذه محولات ومولدات وأسلحة وأزياء شتوية. لا يمكنني الحديث عن كل ذلك، ولكن هناك أيضًا مدفعية عيار 155 ملم وقذائف وعربات مصفحة. كل هذا سيتم تسليمه قريبًا إلى أوكرانيا وتعزيز قواتنا المسلحة".

والثلاثاء ، ذكرت شبكة "سي إن إن"، وفقًا لمسؤول رفيع المستوى من البنتاغون، أن الولايات المتحدة تدرس إرسال نظام دفاع صاروخي باتريوت إلى أوكرانيا لدعم قدراتها الدفاعية الجوية ضد الهجمات الروسية القادمة. 

وحول أزمة البنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب، قال كوليبا: "الخيار الأول هو شراء الكهرباء في الاتحاد الأوروبي. لكن الأسعار في سوق الاتحاد الأوروبي أعلى بكثير مما هي عليه في أوكرانيا، لذا فستكون هناك حاجة إلى دعم مالي إضافي".

وأوضح أن الخيار الآخر يكمن في توفير معدات الطاقة والمحولات والمولدات اللازمة التي ستساعد في تخفيف النقص في الطاقة.

وفي السايق، أشارت شبكة "سي إن إن" إلى أن الولايات المتحدة تعهدت، من بين عدة دول، بتقديم مساعدات جديدة للمساعدة في إصلاح البنية التحتية للطاقة التي تضررت من الهجمات الصاروخية الروسية.

كما تدرس إدارة بايدن توسيعًا كبيرًا في التدريب الذي يقدمه الجيش الأمريكي للقوات الأوكرانية، بما في ذلك توجيه ما يصل إلى 2500 جندي أوكراني شهريًا في قاعدة أمريكية في ألمانيا، وفقًا للعديد من المسؤولين الأمريكيين، بحسب الشبكة.

وبموجب البرنامج الجديد، ستبدأ الولايات المتحدة في تدريب مجموعات أكبر بكثير من الجنود الأوكرانيين على تكتيكات ساحة المعركة الأكثر تعقيدًا، بما في ذلك كيفية تنسيق مناورات المشاة بدعم المدفعية، حيث يكون التدريب "أكثر كثافة وشمولية" مما كانت تتلقاه أوكرانيا في بولندا أو المملكة المتحدة، بحسب الشبكة الإخبارية.

وقال مسؤول رفيع المستوى في إدارة بايدن لشبكة "سي إن إن": "إننا لن نتقدم في القرارات التي لم يتم اتخاذها، لكننا نبحث باستمرار عن طرق للتأكد من أن الأوكرانيين لديهم المهارات التي يحتاجونها. بحاجة للنجاح في ساحة المعركة حيث تدافع أوكرانيا عن أراضيها من العدوان الروسي ".

وقال خبير في الجيوش الروسية والأوكرانية في مركز التحليلات البحرية، مايك كوفمان: "إنها فكرة جيدة لأنهم [الأوكران] بحاجة إلى كل التدريب الذي يمكنهم الحصول عليه".

وأضاف: "لن يكون الأوكرانيون فعالين في مناورات الأسلحة المشتركة إذا لم يكن لديهم ذخيرة مدفعية كافية".

عقد ناسامز

ومن جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الأمريكية، الأربعاء، إن المقاول العسكري الأمريكي الرئيسي، رايثيون، فاز بعقد لتوريد أنظمة صواريخ أرض جو (ناسامز) بقيمة تزيد على الـ 1.2 مليار دولار كجزء من المساعدات الأمريكية لدعم أوكرانيا وسط العملية العسكرية الروسية الخاصة.

وقالت الدفاع الأمريكية في بيان صحفي: "حصلت شركة رايثيون، توكسبوري، ماساتشوستس، على عقد سعر ثابت بقيمة أكثر من 1.2 مليار دولار لشراء أنظمة صواريخ أرض جو (ناسامز) والمعدات والخدمات وقطع الغيار المرتبطة بها لدعم الجهود المبذولة في أوكرانيا".

وقال البيان إن التاريخ المقدر لإنجاز العقد محدد في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2025، وفقا لوكالة رويترز.

فاغنر.. مطالب

وفي السياق، طالب رئيس شركة فاغنر الروسية يفغيني بريغوزين، الذي لعبت مجموعته دورًا بارزًا في الصراع في أوكرانيا، الشركات الروسية بإتاحة الوقت للموظفين للتدريب في معسكرات المجموعة العسكرية الروسية الخاصة.

وفي بيان صادر عن مجموعة كونكورد، قال بريغوزين إن "العديد من المتطوعين، وخاصة من منطقتي بيلغورود وكورسك، يتلقون حاليًا تدريبات عسكرية في قواعد فاغنر العسكرية الخاصة".

وأضاف: "لسوء الحظ، تمنعهم بعض الشركات التي يعمل فيها أفراد المليشيات المتطوعون من أخذ إجازة قصيرة الأمد لأغراض التدريب".

وقال بريغوزين إن هذه الشركات "مملوكة للدولة ومملوكة من قبل كبار رجال الأعمال الذين يعيشون بعيدًا عن منطقتي كورسك وبلغورود (عادة في مكان ما في موسكو)".

واتهم بريغوزين أجزاء من المؤسسة الروسية بعدم كفاية الدعم للجيش الروسي وانتقد وزارة الدفاع لضعف التنظيم، بحسب شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

في وقت سابق يوم الأربعاء، ذكرت شبكة "سي إن إن" أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس تصنيف مجموعة فاغنر كمنظمة إرهابية أجنبية وسط جهود مستمرة لفرض تكاليف على روسيا مقابل حرب أوكرانيا.

روسيا.. الغرب يزج بأوكرانيا

ومن الجانب الروسي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأربعاء، إن "الغرب يزج بأوكرانيا نحو مواصلة الحرب التي يشنها ضد روسيا، متنكرا بذلك لمبدأ تجنب الصدام العسكري بين القوى النووية"، وفقا لوكالة سبوتنيك الروسية.

وأشار لافروف خلال الكلمة التي ألقاها في ملتقى "حوار من أجل المستقبل" إلى أن موسكو ستواصل دفاعها عن الأمن والاستقرار العالميين.

بحسب لافروف: "بمبادرة من روسيا، في 16 حزيران/ يونيو 2021 أكد الرئيسان فلاديمير بوتين وجو بايدن موقفهما الداعم لـ"صيغة غورباتشوف وريغان.. لا يمكن أن يكون هناك طرف رابح في الحروب النووية، ولا ينبغي أبدا إطلاقها".

وأوضح الوزير: "نحن قلقون من التمدد السريع لحلف شمال الأطلسي، وهذا يأتي أيضا في سياق الحرب التي يشنها الغرب ضدنا في أوكرانيا، وتهديدها للأمن العالمي".