سياسة دولية

زيلنسكي يعلن استعادة خيرسون.. وموسكو تشيد بواشنطن

أعلن زيلينسكي، الجمعة، أن قواته استعادت السيطرة على أكثر من 40 منطقة بجنوب البلاد- جيتي

أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الجمعة، دخول قوات بلاده مدينة خيرسون، بعد إعلان القوات الروسية اكتمال انسحابها منها صباح اليوم.


جاء ذلك في خطاب للأوكرانيين، ألقاه زيلينسكي عبر تقنية الفيديو، حسبما ذكرت وكالة "أوكرين فورم" المحلية.

وقال: "اليوم يوم تاريخي. نستعيد جنوب بلادنا، ونستعيد خيرسون. الآن تقترب قواتنا من المدينة، ولكن توجد بالفعل وحدات خاصة من قواتنا في المدينة".

وأضاف: "كان أهل خيرسون ينتظرون، لم يتخلوا أبدا عن أوكرانيا. يسعدني أن أرى كيف يعتز الناس بالأعلام الأوكرانية، وإيمانهم بأوكرانيا، رغم كل القمع وانتهاكات المحتلين".

وأشار زيلينسكي إلى أن أهالي المدينة "يزيلون بأنفسهم الرموز الروسية من الشوارع والمباني وأي آثار لبقاء المحتلين في خيرسون"، وفق الوكالة.

وصباح الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية اكتمال انسحاب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يقسم مقاطعة خيرسون الأوكرانية.

 

وأضاف: "كل ما يحدث الآن تحقق خلال شهور من المقاومة، تحققت بالشجاعة والألم والخسارة. ليس العدو هو الذي يرحل. الأوكرانيون هم الذين يطاردون المحتلين بثمن باهظ".

 

وأوضح زيلينسكي أن "وحدات الشرطة انتقلت إلى عدة مناطق في خيرسون، لكن تحرير الأراضي الأوكرانية كان مجرد خطوة أولى في عملية طويلة".

وتقول كييف؛ إنها استعادت بلدة سنيهوريفكا الرئيسية، التي تبعد 50 كيلومترا إلى الشمال من خيرسون.

كما أعلنت مواصلة الضغط الكبير على جبهتين بالقرب من خيرسون، بما في ذلك تقدمها بنحو 7 كيلومترات في بعض المناطق.

 

 

 

تشكيك أوكراني بانسحاب روسيا

 

وفي السياق، قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي الخميس؛ إن سحب روسيا قواتها من مدينة خيرسون الجنوبية، سيستغرق أسبوعا على الأقل، وإن الشتاء سيبطئ العمليات في ساحة المعركة، مما يمنح الجانبين فرصة لإعادة تنظيم صفوفهما.


وأضاف ريزنيكوف، في مقابلة مع وكالة رويترز، أن روسيا لديها 40 ألف جندي في منطقة خيرسون، ولا تزال لديها قوات في المدينة وحولها وعلى الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.


وأوضح المسؤول الأوكراني أنه "ليس من السهل سحب هذه القوات من خيرسون في يوم أو يومين. (سيستغرق) الأمر أسبوعا على الأقل"، معترفا بصعوبة التنبؤ بأفعال روسيا.

 

"خيرسون كيان روسي"

أعلنت الرئاسة الروسية "الكرملين"، الجمعة، أن منطقة خيرسون كيان تابع لروسيا الاتحادية، مؤكدة أن هذا الوضع ثابت ولا يمكن إجراء تغييرات عليه.


جاء ذلك في تصريح لمتحدث الكرملين دميتري بيسكوف، بعد إعلان وزارة الدفاع الروسية بدء انسحاب قواتها من الضفة اليمني لمدينة خيرسون الأوكرانية إلى مواقع على الضفة اليسرى من نهر دنيبرو.


وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن في نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي ضم خيرسون وثلاث مناطق أوكرانية أخرى إلى روسيا.

والأربعاء، أعلنت روسيا انسحابها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو التي تضم مدينة خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها موسكو منذ اندلاع الحرب على أوكرانيا في شباط/فبراير الماضي.


وبشأن التهديد بشن هجوم نووي روسي في بلده، استبعد وزير الدفاع الأوكراني ذلك، معتبرا أن احتمال تفجير موسكو سد كاخوفكا الجنوبي الكبير في أثناء انسحابها أمر صعب، واصفا الفكرة بأنها "جنون".


وأوضح أن هذه الخطوة ستؤدي لغرق مناطق تسيطر عليها موسكو، وتمنع أيضا وصولها إلى إمدادات المياه العذبة عبر قناة من دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.


وفي رده على سؤال حول تغير أساليب استراتيجية موسكو العسكرية تحت قيادة الجنرال سيرجي سوروفيكين للجيش الروسي، قال ريزنيكوف: "نعم، لقد غيرها لأنه يتبع أساليب إرهابية مع المدنيين وأهداف البنية التحتية باستخدام صواريخ كروز وقذائف صاروخية وطائرات مسيرة، طائرات إيرانية خاصة مسيرة".

 

اقرأ أيضا:  MEE: روسيا تنشر مقاتلين سوريين لتعزيز دفاعاتها بأوكرانيا

 

قصف على ميكولاييف

 

وعلى الصعيد الميداني دائما، أكدت القيادة العسكرية الأوكرانية مقتل شخصين على الأقل وجرح اثنين آخرين في منطقة ميكولاييف جراء قصف الروسية.

 

وأوضحت رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة ميكولايف، فيتالي كيم، عبر حسابه في تلغرام، أن القصف الروسي استهدف مبنى سكني من خمسة طوابق في ميكولايف خلال الليل، بحسب ما أفاد  صباح الجمعة.

 

ومن جانبه، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة؛ إن المبنى دمر من الطابق الخامس إلى الطابق الأول، وأن عمليات البحث والإنقاذ مستمرة.

 

قال زيلينسكي في منشور على حسابه بفيسبوك: "هذا رد الدولة الإرهابية على نجاحاتنا في الجبهة.. لن نتخلى عن كفاحنا. وسيُحاسب المحتلون عن كل جريمة ضد أوكرانيا والأوكرانيين".

 

 

 

 

 

معارك بدونيتسك

 

وفي شرق البلاد، أعلن الحاكم الروسي لإقليم دونيتسك، دينيس بوشيلين، السيطرة على بلدة بافلوفكا وتطهيرها بنسبة 90 بالمئة، وفقا لما ذكرته وكالة تاس الروسية.

وقال بوشيلين: "تم تحرير بلدة بافلوفكا.. لقد تم تطهير ما يقرب من 90 بالمئة من المدينة، ويمكن القول؛ إنه تم تحريرها، وتم رفع العلم هناك".


وفي وقت سابق، أعلن بوشيلين، أن القوات الروسية تتقدم على طول خط التماس تقريبا في الجمهورية، ولاسيما في منطقة بلدة مايورسك الواقعة شمال بلدتي غورلوفكا وبيرفومايسكويه بضواحي مدينة دونيتسك.

 

زابوروجيا..اتهامات روسية

 

وفي منطقة زابوروجيا التي أعلنت موسكو ضمها مؤخرا، قال عضو مجلس الحكم الروسي الحاكم للمنطقة الأوكرانية، فلاديمير روجوف؛ إن سلطات كييف حشدت عددا كبيرا من "المرتزقة" من بولندا في اتجاه المقاطعة.


وقال روجوف لوكالة ريا نوفوستي: "على جبهة زابوروجيا، حشدت أوكرانيا عددا كبيرا من المرتزقة.. ووفقا لتقديراتنا، هناك أكثر من خمسة آلاف مرتزق من بولندا فقط".

 

وأشار روجوف إلى وجود "مرتزقة مهاجرين من جورجيا ومن مختلف الجماعات الإرهابية الدولية".

وأكد روجوف، اعتمادا على بيانات استخباراتية، أن هناك مسلحين من 34 دولة في المنطقة، وفقا لوكالة نوفوتسي.

 

 

واشنطن.. لا ضغط على كييف

 

وعلى الصعيد السياسي، قال مستشار الرئيس جو بايدن للأمن القومي، جيك سوليفان، للصحفيين؛ إن الولايات المتحدة "لا تضغط على أوكرانيا"، تعليقا على تقارير سابقة بشأن حث مسؤولين أمريكيين لكييف على الانفتاح على المحادثات.


وأوضح سوليفان أن الولايات المتحدة "تتشاور فقط كشركاء" مع أوكرانيا، وأنها تظهر الدعم لها من خلال التصريحات العامة والدعم المادي الملموس من المساعدات العسكرية.


وأضاف: "الأمر متروك لأوكرانيا لاتخاذ قرارات بشأن مسارها الدبلوماسي، ومهمتنا أن نضعهم أمام أفضل خيار على أرض المعركة".


وتأتي هذه التصريحات بعد أيام من صدور تقرير لصحيفة "واشنطن بوست" قالت فيه؛ إن الولايات المتحدة أبلغت أوكرانيا "سرا" بالانفتاح على المحادثات مع روسيا، وطالبت المسؤولين في كييف بالتخلي عن محادثات السلام المشروطة بعزل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن منصبه.


وقالت الصحيفة، السبت، نقلا عن مصادر مطلعة على المناقشات مع كييف؛ إن المسؤولين في إدارة بايدن "لا ينوون دفع أوكرانيا نحو طاولة المفاوضات".


وأضافت أن المسؤولين وصفوا المناقشات بأنها "محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ الحكومة في كييف على دعم الدول الأخرى، التي تواجه دوائر انتخابية حذرة من تأجيج الحرب لسنوات عديدة قادمة".


وفي سياق آخر، قال سوليفان؛ إن الولايات المتحدة ستعلن عن حزمة إضافية من المساعدات الأمنية لأوكرانيا، تشمل أنظمة الدفاع الجوي "هوك" وأربعة أنظمة من طراز "أفينجر"، مزودة بصواريخ "ستينجر".


والأربعاء، قالت متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي عقدته بالعاصمة موسكو؛ إن بلادها "منفتحة على المفاوضات، ولم ترفضها أبدا".

 

خطوة أمريكية "صحيحة"

 

وعلى الصعيد الدبلوماسي، وصف السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنتونوف القرار الأمريكي برفع القيود المفروضة على البعثات الدبلوماسية الروسية بـ"خطوة بالاتجاه الصحيح"، وفقا لوكالة تاس. 


وقال أنتونوف؛ إن قرار وزارة الخزانة الأمريكية برفع القيود المالية عن البعثات الدبلوماسية الروسية، خطوة في الاتجاه الصحيح، رغم أنه جاء متأخرا.

وأضاف: "أملنا في أن تدرك البنوك (الأمريكية) بشكل صحيح إشارة الجهة الرقابية المالية، وأن تتوقف عن عرقلة التحويلات اللازمة لضمان سير عمل المؤسسات الأجنبية الروسية بشكل طبيعي".

 

روسيا: عقلانية أوروبية

 

وفي سياق غير منفصل، أكد نائب ممثل روسيا لدى "منظمة الأمن والتعاون في أوروبا" مكسيم بوياكيفيتش، أن قوى سياسية في الاتحاد الأوروبي باتت تظهر "مزيدا من العقلانية فيما يتعلق بمسألة الدعم المالي لأوكرانيا"، وفقا لما أوردته وكالة نوفوتسي.


وأشار الدبلوماسي الروسي، الخميس، في كلمته خلال اجتماع للمجلس الدائم للمنظمة، إلى أنه "من بين القوى السياسية المختلفة في الاتحاد الأوروبي، تظهر الفطرة السليمة أكثر فأكثر تدريجيا فيما يتعلق بتكلفة حملة روسفوبيا المسعورة والدعم الأعمى لنظام كييف، على أوروبا".

وأردف بوياكيفيتش، أنه يشار في هذا الخصوص إلى تعليقات رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي على التكلفة البالغة 22 مليار يورو لإقراض فريق "الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، وبيان المفوضية الأوروبية بأن 3 مليارات من تلك القروض الموعودة للعام الحالي لن يتم تقديمها".


وأكد الدبلوماسي أن هناك اعتراضات قويّة تُسمع بالفعل فيما يتعلق بتخصيص اعتمادات جديدة لنظام كييف لعام 2023، بإجمالي 18 مليار يورو، وفقا لوكالة نوفوتسي الروسية.