سياسة دولية

بايدن مشيدا بغورباتشوف: "ساهم بجعل العالم أكثر أمانا"

نعى زعماء الغرب غورباتشوف الذين وصفوه بأنه "رجل سلام" - جيتي

أشاد الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بآخر زعيم للاتحاد السوفياتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، قائلا إنه كان قائدا نادرا ساهم في "جعل العالم أكثر أماناً".


وقال بايدن في بيان إنّ غورباتشوف "بصفته زعيماً لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية عمل مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغن للحدّ من الترسانتين النوويتين لبلدينا، ممّا أراح الناس في جميع أنحاء العالم الذين كانوا يصلّون من أجل إنهاء سباق التسلّح النووي".


وأضاف أنّ الراحل و"بعد عقود من القمع السياسي الوحشي، اعتمد إصلاحات ديموقراطية" خلال قيادته الاتّحاد السوفياتي، معتبراً أنّ هذه "كانت تصرّفات قائد نادر - قائد لديه من الخيال ما يكفي ليرى أنّ مستقبلاً مختلفاً ممكن، ومن الشجاعة ما يكفي للمخاطرة بحياته المهنية كلّها لتحقيق ذلك".


وأضاف أنّ "النتيجة كانت عالماً أكثر أماناً وأكثر حرية لملايين الأشخاص".


من جهتها، قالت "مؤسسة ريغن" في تغريدة إنّها "حزينة لرحيل (...) رجل كان في يوم من الأيام خصماً سياسياً لرونالد ريغن وانتهى به الأمر ليصبح صديقاً له".

 

اقرأ أيضا: آخر تصريحات غورباتشوف.. رجل قضى على السوفييت بغير عمد

وتوفي آخر زعيم للاتحاد السوفياتي عن 91 عاماً مساء الثلاثاء في روسيا، بحسب ما نقلت وكالات الأنباء الروسية عن المستشفى حيث كان يتعالج.


ولد غورباتشوف في عائلة مزارعين وسلك مسيرة تقليدية في الحزب الشيوعي قبل أن يصبح في 11 آذار/ مارس 1985 في سن الرابعة والخمسين، زعيما للاتحاد السوفياتي. وكان الاتحاد السوفياتي يومها يعاني من أزمة اقتصادية وغارقا في حرب طال أمدها في أفغانستان.


وتميز بصغر سنه. ففي أقل من ثلاث سنوات بعد وفاة ليونيد بريجينيف في 1982، عرف الحزب الشيوعي السوفياتي أمينين عامين متقدمين في السن هما يوري أندروبوف وقسطنطين تشيرنينكو اللذان توفيا في هذا المنصب.


كان غورباتشوف مدركا أن الأزمة ستتفاقم فأطلق برنامج "بريسترويكا" وسياسة "غلاسنوست" (الشفافية والانفتاح) لإصلاح النظام السوفياتي والحد من نفوذ الحرس القديم في الحزب الشيوعي.


فبات ملايين السوفيات يتمتعون بحريات غير مسبوقة، لكنهم عانوا أيضا من نقص في السلع ومن فوضى اقتصادية وحركات قومية قضت على الاتحاد السوفياتي، وهو أمر لم يغفره له الكثير من مواطنيه.


وقال غورباتشوف لوكالة فرانس برس، في كانون الثاني/ يناير 2011: "بطبيعة الحال أنا نادم على أشياء، ارتُكبت أخطاء كبيرة".


وخلال فترة حكمه حصلت تجاوزات؛ فدخلت الدبابات السوفياتية إلى ليتوانيا وقُمع المتظاهرون السلميون في جورجيا. وفي 1986 وقعت كارثة تشيرنوبل النووية التي بقيت طي التكمان لمدة أيام ما ساهم في تعريض مئات آلاف الأشخاص لتلوث إشعاعي.


في الغرب كان غورباتشوف يثير اهتمام القادة الغربيين، من المستشار الألماني هلموت كول إلى الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، بسبب انفتاحه على الحوار.


وقالت رئيسة الوزراء البريطانية مارغريت ثاتشر عنه: "يعجبني غورباتشوف. إنه رجل يمكن التعامل معه".