تقارير

العلم يرافق مسيرة النضال الفلسطيني لأكثر من 100 عام

العلم الفلسطيني وخلفه قبة الصخرة المشرفة

كشفت جنازة الشهيدة شيرين أبو عاقلة مدى كراهية ونزق سلطات الاحتلال الإسرائيلي لرفع العلم الفلسطيني، فبمجرد رؤيته أصابتهم حالة من فقدان الوعي والاستعلاء فأخذوا في ضرب المشاركين في حمل تابوت الشهيدة بالعصي وأعقاب البنادق وتفريقهم بعنف وشراسة. 

رغم أن الفلسطينيين حملوا علمهم الوطني بشكله الحالي منذ النصف الأول من القرن العشرين للتعبير عن طموحهم الوطني وفي إشارة للحركة الوطنية الفلسطينية عام 1917 وهو علم الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين علي عام 1916 ضد الدولة العثمانية. 

وبعد عقد المؤتمر الفلسطيني في غزة عام 1948 اعترفت جامعة الدول العربية بالعلم على أنه علم الشعب الفلسطيني، وأكدت منظمة التحرير على ذلك في المؤتمر الفلسطيني في القدس عام 1964، ووضعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير نظاما خاصا بالعلم يحدد مقاييسه وأبعاده، وحل اللونان الأسود والأخضر كل محل الآخر، ومع انطلاق الثورة الفلسطينية في عام 1965 اتخذت العلم شعارا لها. 

وفي عام 1988 تبنت منظمة التحرير الفلسطينية العلم ليكون علم الدولة الفلسطينية التي أعلنت من جانب واحد عام 1988.

ورغم أن العلم الفلسطيني هو علم السلطة الفلسطينية إلا أن سلطات الاحتلال أقرت في عام 1967 قانونا يحظر علم فلسطين ويمنع إنتاج أعمال فنية تتكون من ألوانه الأربعة. ومنذ توقيع "اتفاقيات أوسلو" عام 1993، فإن هذا المنع أصبح أقل شدّة ولكنه لا يزال يطبق حيث يواجه أي فلسطيني يحمل العلم عقوبة مشددة.

خلال فترة الانتداب البريطاني على فلسطين بين عامي 1920 و1948، تم استخدام علم فلسطين على أساس أنه راية مدنية بريطانية، كان اللون الأحمر يعني الاتحاد في كانتون، ودائرة بيضاء مع اسم الولاية (فلسطين) باللغة الإنجليزية مزركشة بداخلها.

 

                       علم فلسطين أيام الانتداب البريطاني

لم يعترف الفلسطينيون بهذا العلم لا شعبيا ولا رسميا، إنما كان يرفع فوق المؤسسات الحكومية التابعة لحكومة الانتداب فقط. 

بالإضافة إلى تبني الفلسطينيين لهذا العلم كرمز وطني فقد تبنت في نفس الوقت عدة دول عربية هذا العلم واعتبرته أيضا علمها الوطني وهذه المناطق هي:

ـ الحجاز وكان ذلك ما بين 1921 و1926 أي فترة ما قبل توحيدها مع نجد وتكوين السعودية.

ـ إمارة شرق الأردن حيث تم تبنيه عند تأسيس الإمارة في الأردن منذ 1921 إلى غاية اعتماد العلم الأردني الحالي في عام 1928.

ـ استخدم هذا العلم كعلم حيادي للاتحاد الاندماجي الذي تم بين الأردن والعراق، حين تكون الاتحاد الهاشمي العربي بين المملكتين في عام 1958، الذي دام لأشهر فقط.

ـ يستخدم حزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا كما كان في العراق قبل سقوط بغداد، منذ تأسيسه في عام 1947 هذا العلم، كرمز موحد للقومية العربية. 

ووافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة على رفع علم فلسطين في مقرها في نيويورك في قرار صدر عام 2015. 

وصوت للقرار 119 دولة وامتنعت 45 دولة بينما عارضت 8 دول هي: الولايات المتحدة، كندا، أستراليا، دولة الاحتلال، ودولة تولفو التي تقع في المحيط الهادئ وتبلغ مساحتها 25 كيلومترا، ودولة البالو التي تقع في إندونيسيا وتبلغ مساحتها 395 كيلومترا، وجمهورية جزر مارشال، وولاية مايكرونزيا المتحدة في المحيط الهادئ.

يذكر أن فلسطين أصبحت دولة مراقبة غير عضو في الأمم المتحدة 2012.

 

                علم فلسطين مرفوعا في مبنى سينما الحمرا في مدينة يافا 1937

ورغم رمزية الحدث فإنه يسلط الضوء على تطلعات الفلسطينيين لإعلان دولتهم، وتعزيز أسسها على الساحة الدولية. ويتيح مشروع القرار الذي طرحه الفلسطينيون أمام الجمعية العامة رفع أعلام الدول غير الأعضاء التي لها صفة مراقب، وهو ما ينطبق على فلسطين والفاتيكان فقط، التي نأت بنفسها عن المبادرة الفلسطينية دون معارضتها. 

وقبل أيام قليلة تحدى الفلسطينيون مسيرة الأعلام التي نفذها المستوطنون الإسرائيليون في القدس المحتلة برفع الأعلام الفلسطينية بطرق عدة. كما أظهر مقطع فيديو طائرة مسيّرة تحمل العلم الفلسطيني، وتحلق به فوق مسيرة الأعلام الإسرائيلية بمنطقة باب العامود في القدس.

وقمعت شرطة الاحتلال مسيرات الأعلام الفلسطينية وأطلقت على المشاركين بالمسيرة الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت واعتقلت العشرات وتعاملت بوحشية فاقت الوصف مع كل من حمل العلم الفلسطيني. 

ويقوم جنود الاحتلال والمستوطنون بشكل مكثف بمحاولات لإنزال العلم الفلسطيني حتى من أسطح وأعمدة الإنارة الكهربائية في قرى ومدن الضفة الغربية المحتلة.

المصادر 

ـ علم فلسطين فوق الأمم المتحدة.. وعباس يرحب، العربية، 11/9/2015. 
ـ تعرف على الدول الثماني التي عارضت رفع العلم الفلسطيني، موقع دينا الوطن، 11/9/2015. 
ـ مركز المعلومات الوطني الفلسطيني، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا). 
ـ العلم الفلسطيني يتحدى مسيرة الأعلام الإسرائيلية ويواجه الاحتلال الإسرائيلي، قناة الجزيرة، 29/5/2022. 
ـ نضال محمد وتد، الاحتلال يقونن حظر رفع العلم الفلسطيني فوق المؤسسات "الرسمية"، العربي الجديد، 2/6/2022.