صحافة إسرائيلية

"يديعوت": خوف تل أبيب من موسكو منعها من نقل أسلحة لكييف

أكد الكاتب أن إسرائيل تبذل كل ما في وسعها كي لا تجد نفسها في الوسط - الأناضول

كشفت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، عن رفض حكومة الاحتلال الإسرائيلي تزويد أوكرانيا بأسلحة ومنظومات دفاعية خوفا من ردة الفعل الروسية. 


وذكر الكاتب والصحفي الإسرائيلي نداف ايال في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل تبذل كل ما في وسعها كي لا تجد نفسها في الوسط، بين الغرب وأوكرانيا من جهة والروس من جهة أخرى، وفي السنة الماضية وجدت إسرائيل نفسها أمام رغبة كييف بالتزود بمنظومة القبة الحديدية، وكان من الممكن أن يضع تزويد إسرائيل أوكرانيا بتلك المنظومة الاحتلال في أزمة شديدة للغاية حيال موسكو، خاصة في ذروة هذه الأيام وقبل لحظة من الغزو الروسي، وفق التقديرات". 


وأضاف: "منذ الصيف الماضي، بدأت إسرائيل سلسلة من الخطوات في محاولة لمنع الصدام مع الأمريكيين (ومع الأوكرانيين في القضية)، ونجحت في شطب الموضوع من جدول الأعمال، ومحافل في أوكرانيا أعربت عن خيبة أملها من موقف إسرائيل".  


ورأى أن "السلوك حول القبة الحديدية يعكس جيدا الوضع الاستثنائي الذي وجدت إسرائيل نفسها فيه، وبشكل عملي، هي لها حدود مشتركة مع موسكو، بسبب السيطرة الفعلية في سوريا، وفي إسرائيل يعتقدون أن إدارة بايدن وزعماء الكونغرس يفهمون الحاجة الإسرائيلية للحذر، ولهذا فقد تصرفوا بحذر ومسؤولية على حد تعبير هذه المحافل، بالنسبة للقبة".  


ونوه ايال، أن "منظومة الدفاع ضد الصواريخ وقاذفات الهاون، القبة الحديدية، تم تطويرها في إسرائيل ولكنها مشروع مشترك مع البنتاغون الأمريكي، والاتفاق بين الطرفين لا يسمح ببيع المنظومة لدولة ثالثة دون موافقة مشتركة"، كاشفا أن "أوكرانيا تعمل بجد في واشنطن لإقناع مشرعين أمريكيين بالمبادرة لنقل منظومة الدفاع ضد الصواريخ إليهم". 


وأشار إلى أن "أوكرانيا طلبت بشكل رسمي من إدارة جو بايدن نقل صواريخ باتريوت والقبة الحديدية إليها في الربيع الماضي، ولم يكن الغزو الروسي يظهر في الأفق، ولكن الإدارة الأمريكية – ديمقراطيين وجمهوريين - مالوا لنهج أكثر عدوانية تجاه الكرملين حول استمرار الصراع المسلح شرقي أوكرانيا، وهكذا أضيف إلى قانون الدفاع الأمريكي لعام 2022 تعديل يفترض أن يضغط على إدارة بايدن لكي تبيع لكييف منظومات دفاع جوية وأخرى ضد الصواريخ والقاذفات، أو إرسال بطاريات القبة الحديدية المأهولة بالجيش الأمريكي لاحقا، وهذا التعديل نفسه طلب من الإدارة رفع تقرير إلى لجنة القوات المسلحة يشرح لماذا لا تباع منظومات قائمة كهذه للأوكرانيين". 

 

وأفاد الصحفي الإسرائيلي أن "إسرائيل أوضحت للإدارة الأمريكية في محادثات غير رسمية، أنها لن تتمكن من الموافقة على نقل بطاريات القبة الحديدية إلى كييف بسبب العلاقات مع روسيا".  


وقال: "الأوكرانيون الذين شعروا بالنشاط الإسرائيلي، توجهوا في الأشهر الأخيرة مباشرة لحكومة بينيت – لبيد وطلبوا دعما إسرائيليا وتزويدهم بالمنظومة، وتحدث وزير خارجية أوكرانيا عن رغبة بلاده في منظومة الدفاع الإسرائيلية في بداية الشهر، كما طلبت أوكرانيا بطاريات باتريوت من واشنطن، والتي أخذ فيها قرار مبدئي حتى تشرين الثاني/نوفمبر، بعدم تزويدهم بمنظومات دفاع من هذا النوع".  


وزعم أن "الإدارة الأمريكية اقتنعت بالحجج الإسرائيلية، فشطب نقل "القبة الحديدية" إلى أوكرانيا من جدول الأعمال تماما، لأن نقلها كان من الممكن أن يضع إسرائيل في موقف معقد جدا وأن تتورط في مواجهة موسكو، وكان من المهم جدا لإسرائيل أن تتم الأمور بصمت كي لا تسيء لكييف أيضا".

 

اقرأ أيضا: تقدير إسرائيلي لأزمة أوكرانيا يستعرض المخاطر والفرص

وفي مؤشر على عدم رضا أوكرانيا عن التصرف الإسرائيلي، أكد وزير الدفاع الأوكراني، من جهته في بداية الشهر الحالي، أن "بطاريات القبة الحديدية لن تقدم جوابا لغرض الدفاع عن المنشآت الاستراتيجية في الدولة مثل المهارات والمنشآت النووية، لأنها مخصصة للصواريخ وقاذفات الهاون التي تنتج في معامل دول مجاورة". 


وأكد الكاتب، أن واشنطن تصر على رفض تزويد أوكرانيا بصواريخ "باتريوت" رغم رغبة الأخيرة بها، لافتا أن "مكتب وزير الخارجية، لم يعقب على ما ذكر سابقا".