ملفات وتقارير

ما انعكاسات عودة "حجاب" للواجهة على الملف السوري؟

حجاب التقى بوزير الخارجية التركي بالتزامن مع لقاء الدوحة- أ ف ب (أرشيفية)

أثارت عودة رئيس هيئة المفاوضات في المعارضة السورية، ورئيس الوزراء السوري الذي انشق عن النظام رياض حجاب، إلى الواجهة مرة أخرى، تساؤلات بشأن انعكاسها على المشهد السياسي واحتمالية لعب دور مقبل.

وجاء ظهور حجاب مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، بالتزامن مع القمة الثلاثية القطرية التركية الروسية، والتي عقدت في الدوحة، من أجل التسوية في سوريا.

وكان آخر لقاءات حجاب الدولية مع المبعوث الأمريكي الخاص بسوريا جويل ريبورن، في آب/أغسطس الماضي، وتضمن اللقاء بحث قانون قيصر ومسائل متعلقة بالوضع السوري بشكل عام.

وعقب لقاء حجاب بتشاووش أوغلو، أدلى بتصريحات تتعلق بمستقبل سوريا، وأن رئيس النظام السوري بشار الأسد، "لن يكون له دور في مستقبل سوريا".

وكان رياض حجاب أعلن انشقاقه عن نظام الأسد في آب/ أغسطس 2012، وتمكن من الخروج من سوريا بالتعاون مع أحد فصائل الجيش الحر عبر الحدود مع الأردن، واستقبل في عمّان، وأجرى العديد من اللقاءات مع جهات دولية.

عضو المجلس الوطني السوري لقوى المعارضة السورية، محمود عثمان، قال إن الفرقاء السياسيين القوى الدولية أو اللاعبين المحليين "باتوا بصدد فعل شيء، لأن الصدام العسكري الخشن انتهى إلا من بعض المناوشات هنا أو هناك، وبات الأمر مفتوحا لعمل سياسي ما لكن شكله غير معروف وكذلك طبيعته وآلياته".

 

اقرأ أيضا: ما أهداف لقاء رياض حجاب بالأمريكيين؟.. مصادر توضح


وأشار عثمان في حديث مع "عربي21" إلى أن الطرف الروسي، نسف كل أدوات الحل السياسي، ومسار أستانة ذهب إلى نقطة النهاية بسبب تعنت موسكو، واللقاءات مع هيئة المفاوضات كانت عبارة عن لقاءات عبثية لا يبنى عليها".

وأضاف: "الطرف الأمريكي والأوروبي يعتبران هيئة المفاوضات وأستانة في المقابل بلا قيمة سياسية، والروس يصرون عليه والنظام يلعب لأجل الانتخابات الصورية، وكأنه إذا قام بها انتهت المشكلة، فيما الإيرانيون يدفعونه لها ولا مشكلة عندهم ببقاء سوريا دولة فاشلة، والشعب السوري يدفع الثمن هناك".

وشدد عثمان على أن دور السوريين بمن فيهم رياض حجاب هو دور ثانوي تماما، لأن القوى الدولية الفاعلة، لا تزال تتحكم بالمشهد ومن المبكر الحديث عن دور السوريين، وبعض اللقاءات تكون عابرة وبروتوكولية، ولا يمكن استخراج موقف سياسي من كل لقاء".

وشدد على أن "احترام تركيا لشخصية ودور حجاب في المعارضة، كان وراء اللقاء عبر وزير خارجيتها، لكن لا يمكن استنتاج عمل سياسي من وراء هذا اللقاء، لو كان الحل بيد تركيا لوحدها لجلسنا وخرجنا بحل منذ زمن، ولم يحن الوقت لا لرياض حجاب ولا مناف طلاس أو من تطرح أسماؤهم للمضي في عملية سياسية".

ولفت عثمان إلى أنه حتى اللحظة، "لا توجد أجندة قابلة للتطبيق بخصوص المرحلة الانتقالية، التي تعقب ذهاب نظام الأسد ولا يزال الروس يسوقون للنظام البائد، رغم كل شيء، وطرح شخصيات لها حضور، يضرها أكثر مما ينفعها ولو كانت هناك خطة عمل مجلس عسكري أو قيادة مدنية، لقلنا إن هناك تحركا جديا".

 

وتابع: "لكن لا أحد يعلم ولم نر خطوطا عريضة لإمكانية الحل، وكثير ممن يتحركون ليسوا هم الفاعلين الأساس، والفاعلون في الملف السوري، هم الأمريكان والروس وتركيا وإيران".

ورأى أن "هذه الغيوم لا تأتي بأمطار، وكل اللقاءات الجارية ليست من النوع الذي تولد منه عملية سياسية أو حل".


من جانبه قال الباحث والمحلل السياسي ياسر النجار، إن رياض حجاب شخصية من أعلى مستوى وظيفي انشق عن النظام، وله مساهمات في بناء مؤسسات المعارضة ووجوده إيجابي للملف السياسي ويقنع الدول التي تقول إن المعارضة في حالة تخبط وتنتفي الاتهامات.

وأوضح النجار لـ"عربي21" أنه حين يشارك شخص مثل حجاب، في لقاءات مع أطراف فاعلة بسوريا، فإن ذلك تكريس لمفهوم المعارضة السورية الحقيقية التي تحمل بعدا سياسيا وتكنوقراط، وعلاقاته الرسمية قبل الانشقاق استثمرت، ولا تزال تسري ضمن هذه البروتوكولات.

لكنه في المقابل قال: "إن ما نحتاجه الآن هو إرادة دولية حقيقية لإيجاد حل سياسي في سوريا، وتفاعل دولي للضغط على الأسد وخاصة روسيا، وضغط في عملية الانتقال السياسي وتطبيق القرارات الدولية، ووجود شخصيات لها وزن تمثل المعارضة في مرحلة انتقالية أمر مهم، وليست المشكلة في الشخوص والممثلين، لكن المشكلة في تعنت النظام ورفضه القرارات الدولية فضلا عن داعميه".

ولفت إلى أن حجاب "شأنه شأن كثير من الشخصيات، لم تحسب على توجه أو دولة ما وهو مستقل قدم نفسه على أنه يخدم الثورة، ولا يمثل أجندة لدول أو حالة تحزب سياسي، ولعب دورا في تنظيم عمل المنشقين عن النظام ومحافظته على استقلاليته أسهم في التواصل الدولي والإقليمي معه".