سياسة عربية

مسيرة لليسار التونسي تطالب بإسقاط "المنظومة" (شاهد)

طالب المشاركون من الحكومة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات الأخيرة- الأناضول

اعتصم عشرات الناشطين في العاصمة التونسية ضد "فساد المنظومة الحاكة"، بحضور شخصيات بارزة من اليسار.

 

وطالب المشاركون من الحكومة إطلاق سراح المعتقلين على خلفية الاحتجاجات التي وقعت في كانون الثاني/ يناير الماضي.

 

وتجمع العشرات من المحتجين بشارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة، بحضور بعض الوجوه اليسارية التي طالبت بضرورة إسقاط "المنظومة الفاسدة ".


وأكد المشاركون أن المسيرة "ارفعوا أيديكم عن تونس" ستتواصل من خلال التحرك في الجهات، نافين أن تكون المسيرة إجابة على خروج النهضة السبت الفارط.


وقال النائب منجي الرحوي، في تصريح لـ"عربي21"، إن المسيرة جاءت للتعبير عن رفض منظومة الفساد "سيب تونس" التي تحكم البلاد منذ سنوات، والتحرك لن يتوقف، بل سيشمل كل الجهات".


ودعا الرحوي إلى إطلاق سراح تونس، ومواصلة الضغط الشعبي، وأن البديل يتمثل في التوجه نحو إجراء انتخابات سابقة لأوانها في أفق سنة 2022 بعد تنقيح القانون الانتخابي".


مسيرة الارتباك
اعتبر الصحفي والمحلل كمال الشارني، في قراءة تحليلية خاصة بــ"عربي21" للمسيرة التي خرجت اليوم: "هناك حالة استقطاب اليوم في تونس النهضة وخصومها، والخروج اليوم ليس ضد الحكومة أو الوضع الاقتصادي المتدهور، بل كرد عن النهضة، وعلى الرغم من أن من خرج اليوم ينفي ذلك".


وأوضح كمال الشارني أن "تونس تعيش في حالة غير صحية اليوم، وهي الاستقطاب الثنائي بين النهضة وخصومها، والسؤال الغامض أن الاتحاد لم يخرج اليوم في المسيرة، وهو له ثقل كبير، ويمكن فهم ذلك من خلال وجود سوء تنسيق، وأيضا لم نشاهد وجوه بارزة".


ووصف الشارني المسيرة "بالمخيبة للآمال من حيث الشعارات والمواضيع، فهي لم تستقطب لا المعارضة ولا من هو رافض للوضع، المسيرة فشلت في التجميع، وبالتالي هذه المسيرة لن تغير شيئا في الوضع".


وعن مدى اعتبار أو تسمية المسيرة بالفاشلة، يرد الصحفي والمحلل الشارني: "نقول مسيرة مرتبكة، ولم تنجح في جمع ما كان يفترض جمعهم".


في المقابل، يرى الكاتب والمحلل محمد الفوراتي، في حديث لـ"عربي21"، أنه لا يمكن اعتبار المسيرة ردا عن حركة النهضة، لأن الأطراف التي يمكن أن ترد على النهضة غير موجودة، من ذلك أنصار الرئيس قيس سعيد، أو الداعمين لعبير موسي، أو حركة الشعب والتيار الديمقراطي".


وقال الفوراتي: "هي مسيرة ضعيفة العدد، وتضمنت شعارات أساسية تتعلق بإطلاق سراح موقوفين، البعض منهم صدرت بشأنهم أحكام قضائية، أما شعار إسقاط المنظومة فهي عبثية، والمتظاهرون ليس لهم تمثيل كبير في الشارع التونسي عكس مسيرات أخرى، والأطراف السياسية الداعمة للمسيرة ليس لها وزن أو تمثيل في البرلمان، نحن في دولة ديمقراطية لا يمكن أن نسقط منظومة بالشعارات والفوضى، وإنما التغيير بالصندوق".

 


محاولة الإحياء
على عكس ما يذهب إليه كل من محمد الفوراتي، وكمال الشارني، يقول المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي، في تصريح لـ"عربي21": "قيمة هذه المسيرة ليست في عدد من حضرها أو شارك فيها، ولكن الأهمية من خلال محاولات إثبات الوجود، وإحياء توحيد الصفوف، والتحول إلى قوة خاصة من أحزاب أقصى اليسار، وتغيير موازين القوى".


واستدرك الجورشي: "ولكن هذه الأطراف ما زالت تعاني من التفكك والخلافات ذات الطابع السياسي، قوى اليسار لم تسطع الاستفادة من التحركات الاحتجاجية على الرغم من أهميتها".


وأكد الجورشي أيضا أن "المسيرة جاءت للرد على حركة النهضة، لكنها فشلت، فهي دون الطموح".