ملفات وتقارير

هل "قسد" قادرة وحدها على حماية حقول النفط السورية؟

قوات سوريا الديمقراطية قسد

أثارت تصريحات وزارة الدفاع الأمريكية بشأن عدم مسؤولية الجيش الأمريكي عن توفير الحماية لشركات التنقيب عن النفط وموظفيها شمال شرق سوريا تساؤلات بشأن قدرة القوات المدعومة أمريكيا هناك على القيام بهذه المهمة.

وقال جون كيربي المتحدث باسم "البنتاغون" إن وظيفة القوات الأمريكية العاملة في سوريا، مكافحة "تنظيم داعش الإرهابي فقط".

وأضاف أن الولايات المتحدة لديها 900 عسكري في المنطقة، مبينا أن واشنطن ستواصل تقديم الدعم لما تسمى قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، طالما يواصلون "مكافحة داعش".

وكان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قال قبل نحو عامين، إن "واشنطن تحتفظ بعدد صغير من القوات الأمريكية في سوريا، لحماية النفط"، مضيفا "أننا سنقرر ما الذي سنفعله به في المستقبل".

وكانت الآبار النفطية السورية وجهة الكثير من المجموعات، لا سيما جبهة النصرة سابقا وتنظيم الدولة، حيث نشبت على إثر ذلك معارك ومواجهات مع الوحدات الكردية، وانتهت بسيطرة الأخيرة بدعم من القوات الأمريكية عام 2017.

العقيد أحمد الحمادة قال إن الولايات المتحدة ليست بحاجة لحقول النفط السورية، وهي الدولة الأولى في الإنتاج ولديها مصادر أخرى في العراق والخليج، ودخولها للمنطقة بذريعة حرب تنظيم الدولة له أهداف استراتيجية أكبر من النفط.

وأوضح الحمادة، لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة إبان حكم ترامب، دخلت إلى مناطق شمال شرق سوريا، وعندما صرح بالانسحاب من هناك كانت هنالك اعتراضات تتعلق بمنع الروس والإيرانيين من توسيع نفوذهم.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة، رغم الحديث عن عدم حماية حقول النفط بشكل مباشر، إلا أنها فعليا تحمي المنطقة بالكامل، وهناك أكثر من 20 موقعا عسكريا، وحديث عن إنشاء مطار للحوامات أو قاعدة عسكرية، وهي تركت الحماية المباشرة للنفط على عاتق قوات قسد، التي تمولها وتسلحها بالأساس.

ولفت إلى العملية التي حاولت مرتزقة فاغنر الروسية تنفيذها للسيطرة على حقول النفط هناك، وكيف قصفها الطيران الأمريكي وقتل قرابة 300 عنصر ودمر رتلا عسكريا كاملا لها.

وتابع: "أمريكا معنية بالسيطرة على كامل المنطقة، ومسألة حقول النفط، لا تعنيها كثيرا إلا لتوفير دخل مالي للقوات الحليفة لها العاملة على الأرض".

وشدد على أن الوجود الأمريكي في شمال شرق سوريا، ورقة مهمة لوجودها في الملف برمته، حيث شرق الفرات وملاصقته للأنبار والقواعد في العراق، والبقاء عقبة أمام المزيد من التمدد الإيراني وقطع خطوط إمداد السلاح برا وصولا إلى لبنان.

وأكد على أنه مهما بلغت إمكانيات قوات "قسد"، إلا أن حديث واشنطن عن الانصراف عن دعم مسألة الحقول ليس حقيقيا لأنها بحاجة إلى سند أمريكي لتمكينها.

من جانبه قال المحلل السياسي والباحث جو معكرون: إن "ترامب أراد الانسحاب الكامل من سوريا لكن تم إقناعه بالبقاء لحماية حقول النفط في سوريا، لكن إدارة بايدن تريد إعادة التركيز على قضايا مكافحة الإرهاب بدل الإيحاء أن واشنطن مهتمة فقط بالثروات النفطية".


وأضاف معكرون أن هذا لا يعني بالضرورة "ترك حقول النفط بدون مجمل الغطاء الأمريكي في شمال شرق سوريا، لكن لن يكون هناك جنود أمريكيون يوفرون الحماية لها بشكل مباشر".

وبشأن مسار جديد لواشنطن في تلك المنطقة قال المحلل السياسي: "لا أعتقد أن هناك توجها جديدا، وهناك تكريس للأمر الواقع في شمال شرق سوريا مع محاولة أكثر جدية من إدارة بايدن للضغط نحو خريطة طريق لحل النزاع في سوريا، لكن هناك ضوابط ميدانية في ظل انتشار قوات تركية وروسية قرب القوات الأمريكية وبالتالي سيعتمد الأمر على دينامية علاقة واشنطن مع كل من موسكو وأنقرة".

ورأى أنه "لا يوجد جديد في هذه التصريحات لأن واشنطن لم تتحدث يوما عن دولة كردية، بل هناك أفكار حول أي إطار للحكم الذاتي الكردي ضمن الحل السوري الأشمل عندما يتبلور، والسؤال حاليا إذا ما كانت إدارة بايدن ستكثف دعمها للقوات الكردية في بناء أسس هذا الحكم الذاتي".