ملفات وتقارير

توجه أمريكي جديد.. حماية النفط في سوريا "لم تعد مهمتنا"

كان تنظيم الدولة يسيطر على مساحات واسعة تحتوي على آبار نفطية في سوريا- تويتر

أثارت التصريحات الأمريكية الأخيرة حول الملف السوري، وتحديداً حول طبيعة العلاقة التحالفية مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، والأهداف الأمريكية المرجوة من التواجد العسكري في سوريا، العديد من التساؤلات حول دلالاتها.

 

ودارت تساؤلات مؤخرا بين نشطاء مواقع التوصل، عن ما إن كانت التصريحات الأخيرة تؤشر إلى تغيير في طريقة تعاطي الإدارة الأمريكية الجديدة للملف السوري.

وكانت وزارة الدفاع الأمريكية، أكدت أن قواتها في سوريا لم تعد مسؤولة عن حماية النفط، وأن واجبها هو مكافحة تنظيم الدولة، وذلك في موقف لا يتطابق مع مواقف إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

وأضاف المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، الاثنين، أن مهمة جنود بلاده في سوريا وعددهم حوالي 900، هي تعزيز المهمة ضد تنظيم الدولة في سوريا، وأن هذا هو سبب وجودهم هناك.

 

اقرأ أيضا: ما وراء نفي مسؤول أمريكي نية إقامة "دولة كردية" بسوريا؟

تصريحات الدفاع، جاءت متطابقة مع تصريحات أدلى بها السفير الأمريكي وليام روباك، وهو المبعوث السابق إلى شمال شرق سوريا، قبل أيام، قال فيها إن بقاء الجيش الأمريكي في شمال شرق سوريا لن يدوم للأبد، وليس الهدف منه دعم دولة كردية.

وأضاف أن الهدف من "قسد" محاربة التنظيم، وأن "الإدارة الذاتية" ليست دولة، وهي غير مستقرة، ووجودها إجراء مؤقت مرتبط بالوجود الأمريكي.

الموقف الأمريكي من الملف السوري لم يتغير

وفي قراءته للتصريحات الأمريكية الأخيرة، قال رئيس الهيئة السياسية لمحافظة الحسكة مضر حماد الأسعد، إن التصريحات الأمريكية الأخيرة لا تؤشر إلى تغير في الموقف الأمريكي من الملف السوري، وإنما هي تعيد التأكيد على الموقف والتصور الأمريكي.

وأوضح لـ"عربي21"، أن التحالف الأمريكي مع "قسد" كان واضح الأهداف منذ البداية، فواشنطن هدفت إلى القضاء على تنظيم الدولة، لهدف عسكري بحت، يخلو تماما من أي مشروع سياسي متعلق بدولة كردية، أو إقامة كيان مستقل، وفق تقديره.

وقال حماد الأسعد: "إننا اجتمعنا مع قيادات من "التحالف الدولي" في عام 2014، وذلك قبل تشكيل "قسد" وقبل تقديم الدعم للمليشيات الكردية، وعرضوا علينا في حينها قتال تنظيم الدولة، مقابل الدعم المادي ودعم مشاريع إعادة الإعمار، ولم يتحدثوا عن إسقاط النظام".

وأضاف أن الأمريكيين أكدوا أنه ليس لديهم أي برنامج سياسي، ما يعني أن "الموقف الأمريكي عاد إلى ما كان عليه".

 

اقرأ أيضا: مجلس الأمن يفشل في الاتفاق على بيان مشترك بشأن سوريا

وعن دلالة تأكيد الموقف الأمريكي مجددا، قال الأسعد: "صدرت في السابق تصريحات من مسؤولين أمريكيين في إدارة ترامب متعلقة بدعم مشروع قسد السياسي، وكان الهدف منها طمأنة قسد، وإشاعة أجواء إيجابية لا تُعطل مهمة قتال التنظيم".

وأضاف أنه "بعد هزيمة تنظيم الدولة، وبعد تولي الإدارة الجديدة للبيت الأبيض، عادت واشنطن لوضع النقاط على حروف الاتفاق الأولي الذي عقدته مع قسد، واليوم هي تريد التأكيد من جديد أن مهمتها في سوريا مقتصرة على محاربة الإرهاب، ولا تتعداها إلى دعم مشاريع سياسية من شأنها تفتيت وحدة سوريا".

رسائل إلى تركيا

وبحسب الأسعد، فإن "الغرض من هذه التصريحات شرح الموقف الأمريكي للدول الإقليمية، وفي مقدمتها تركيا".

 

وقال: "استقوت قسد بالموقف الأمريكي، وتمادت كثيرا، وبدأت تطلق التصريحات العدائية تجاه أنقرة، وهو ما يشكل خطرا على علاقة التحالف بين الأخيرة وواشنطن".

وتابع بأن التصريحات الأخيرة تشير إلى استحالة تقسيم سوريا، لأن من شأن ذلك تفجير المنطقة، وإدخالها في حالة صراع طويل.

انسجام مع توجه بايدن

من جانبه، قال الدبلوماسي السوري السابق، بسام بربندي، المقيم في الولايات المتحدة والخبير في شؤونها، إن التصريحات الأمريكية الأخيرة حول الملف السوري، تنسجم مع توجه إدارة جو بايدن، لإعادة مفهوم القيم الأمريكية إلى العمل السياسي الأمريكي.

وأضاف لـ"عربي21": "لا تغيير بأهداف السياسة الأمريكية تجاه سوريا، التي سبق وأن أعلن عنها، وهي محاربة الإرهاب ووقف القتل وتفعيل العملية السياسية، والتصريحات الأخيرة تؤكد على القيم الأمريكية وهي العدالة وحقوق الإنسان، وغيرها".

وتسيطر "قسد" بدعم أمريكي على مساحات شاسعة من شمال شرق سوريا، تتركز فيها الثروات الباطنية والزراعية والحيوانية السورية.