سياسة عربية

إحياء ذكرى المولد النبوي.. واستمرار الغضب ضد ماكرون

أثارت فرنسا غضب العالم الإسلامي بسبب الرسومات المسيئة للنبيﷺ- جيتي

يحيي المسلمون الخميس، ذكرى المولد النبوي الشريف، التي تحل في شهر ربيع الأول من كل عام، وتستمر الاحتفالات في بعض البلدان نحو شهر كامل.

 

احتفالات هذه السنة تأتي بظروف خاصة، ابتداء من تداعيات فيروس "كورونا" التي أجبرت عديد البلدان على اختزال الاحتفالات، وثانيا بسبب الرسوم الفرنسية المسيئة للنبي محمد عليه السلام، والتي حظيت بدعم رسمي من الرئيس إيمانويل ماكرون.

 

ويتواصل الغضب في العالم الإسلامي تجاه ماكرون، إذ غرّد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بآيات قرآنية: "قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم). وقال تعالى (إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ). صدق الله العظيم. اللهم صلّ وسلم على سيدنا محمد".

 

وغردت عقيلته الملكة رانيا العبد الله: "في حياته، تعرض نبينا محمد صلى الله عليه وسلم للأذى والاساءة. وفي كل مرة ثبّت الله قلبه. نغار عليك يا رسول الله ونعلم أن لا اساءة تستطيع المساس بك وبسيرتك الشريفة. وندعو الله أن يثبتنا على خطاك لنمضي على نهجك في التسامح والصبر والسلام الذي يعيش في قلوب محبيك".

 

وقال رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري، إن "الإساءة لنبي الرحمة كأعمال القتل والإرهاب".

 

وغرّد: "إذا كانت أعمال القتل والإرهاب مدعاة للشجب والرفض والإدانة، فإن الإساءة لنبي الرحمة إنما هي كذلك اعتداء على مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".


وأضاف: "يبقى الاعتدال والوسطية قاعدة الإسلام للتعايش والتلاقي والحوار بين الشعوب".

وتابع: "ذكرى ولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، تعود محمّلة بأجمل المعاني، وأحلى الصفات، كيف لا وقد امتدحه ربه بقوله (وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)، وهو القائل (إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق)".




 

فيما قال شيخ الأزهر، أحمد الطيب خلال احتفالية وزارة الأوقاف بذكرى المولد النبوي، وأمام عبد الفتاح السيسي، إنه "من المؤسف والمؤلم أن نرى الإساءة للإسلام والمسلمين في عالمنا وقد أصبح أداة لحشد الأصوات والمض".

 

وقال الأزهر إن "الرسوم المسيئة لنبينا العظيم عبث وتهريج وانفلات من كل قيود المسؤولية والالتزام الخلقي والعرف الدولي والقانون العام وعداء صريح لهذا الدين الحنيف وللنبي صلى الله عليه وسلم".

 

وتابع: "نرفض وبقوة وكل دول العالم الإسلامي هذه البذاءات، وندعو المجتمع الدولي لإقرار تشريع عالمي يجرم معاداة المسلمين والتفرقة بينهم وبين غيرهم في الحقوق والواجبات".

 

فيما غرد السفير الصيني في الرياض شين ويغنغ، أن ذكرى المولد النبوي دعوة لاستذكار "رسالة السلام والتسامح والوسطية التي نشرها النبي الكريم وبقيت آثارها خالدة حتى يومنا هذا. صلوا على من بُعث رحمةً للعالمين".

 

 

 

 

 

مظاهرات


في شرق آسيا، تواصلت المظاهرات الغاضبة من ماكرون، إذ انطلقت مسيرة في العاصمة البنغالية دكا الأربعاء، تضم مواطنين وناشطين من حزب "أويكيا غوت" الإسلامي.

ورفع المحتجون لافتات عليها عبارات مناهضة لفرنسا وماكرون، وطالبوا رئيسة الوزراء، شيخة حسينة واجد، بـ"إدانة فرنسا وتصريحات ماكرون".

وفي تصريحات أدلى بها على هامش الفعالية، قال أبو الحسنات أميني، زعيم الحزب المذكور، إن هناك الكثير من البلدان العربية التي قاطعت المنتجات الفرنسية، مطالبًا حكومة بلاده بالاتجاه لحظر دخول تلك المنتجات إلى بنغلادش.

بدورهم، أعرب عدد من مسلمي إندونيسيا عن استنكارهم الشديد لخطابات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وأفعاله المناهضة للإسلام والمسلمين.

وقال الناشط الإسلامي رحمت حكيم بوسنيا: "ندين بشدة ماكرون الذي حاول بتصريحاته أن يهز مكانة الدين الإسلامي، ونعارض كافة أشكال أفعاله الاستفزازية الترهيبية المناهضة للإسلام".

وأضاف قائلا إن "استمرار إهانة الإسلام أمر من شأنه أن يثير غضب المسلمين أكثر"، متابعًا بأن "النبي محمدﷺ قدوة لجميع المسلمين. لهذا السبب، يجب دائمًا حماية الدين الإسلام ونبيه واحترامهما''. 

في السياق ذاته قال مفتاح العارفين، وهو مدرس تربية إسلامية، إن "تصريحات ماكرون المناهضة للدين الإسلامي، غير عادلة على الإطلاق، وذلك لأن وظيفة رئيس الجمهورية في أي دولة تتمثل في حماية شعبه، دون تمييز على أي أساس عرقي أو ديني أو مذهبي، والعمل على إثراء ذلك".

وأكد معارضته الشديدة لتصريحات ماكرون التي قال إنها تؤجج ظاهرة الإسلاموفوبيا المناهضة للإسلام، داعيًا المسلمين الإندونيسيين إلى تعقب سياسات ماكرون في بلده فرنسا.

 

 

في العاصمة العراقية بغداد، أحرق مشاركون باحتفالات المولد النبوي، العلم الفرنسي، في محيط مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان.

 

وقالت ميادة عمر وهي واحدة من الحاضرين إنهم يقفون صفا واحدا ضد رئيس فرنسا وتصريحاته. وأضافت "إحنا الحمد لله والشكر... نوقف وقفة واحدة ضد الرئيس الفرنسي ومقالاته يعني نوجه له كلنا كلمة وضربة واحدة إنه أنت تحت أقدامنا أنت يا رئيس فرنسا تحت أقدامنا".

وقال الدكتور عبد الوهاب السامرائي إمام مسجد أبي حنيفة النعمان "إن ما قام به الرئيس الفرنسي لا يخدم المصالح المشتركة لفرنسا مع العالم الإسلامي ككل.. هذا لا يدل على وعي ولا على حكمة تهيج شعور وتستفز شعور مليار ونص المليار من المسلمين لتصرف بعض الحمقى بعض المندفعين بانفعاليتهم ويقول هذا إرهاب ينبغي أن يظبط القادة ألسنتهم ينبغي أن يسعى القادة لتوحيد الشعوب وتكامل الثقافات لا لصراعها وصدامها".

 

مقاطعة مستمرة

 

تتواصل حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بنشاط كبير للأسبوع الثاني على التوالي، ما دفع بعض الشركات الفرنسية في الدول العربية إلى إرسال تهاني بذكرى المولد النبوي، في إشارة إلى محاولة وقف خسائرها بحسب ناشطين.

 

وتقول تقارير إن حجم التبادل التجاري بين فرنسا والدول الإسلامية سنويا، يفوق الـ100 مليار دولار.

 

وقوبلت حملة مقاطعة المنتجات الفرنسية بتفاعل كبير في الدول الإسلامية، لا سيما من قبل التجار والموردين الذين أعلنوا استغناءهم عن المنتج الفرنسي.

 

وكانت فرنسا دعت رسميا الدول الإسلامية إلى الكف عن مقاطعة منتجاتها، مطالبة الحكومات بوقف هذه الدعوات.

 

 

 

 

وشهدت فرنسا خلال الأيام الماضية نشر صور ورسوم كاريكاتورية مسيئة للنبي محمد، عليه السلام على واجهات مبانٍ، ما أشعل موجة غضب في أنحاء العالم الإسلامي.

وفي 21 تشرين أول/ أكتوبر الجاري قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا لن تتخلى عن "الرسوم الكاريكاتورية"، ما ضاعف موجة الغضب في العالم الإسلامي، وأُطلقت في بعض الدول حملات مقاطعة للمنتجات والبضائع الفرنسية.