سياسة دولية

تحذيرات من تجاهل التطرف بين أفراد الشرطة البريطانية

هل تولي الشرطة الاهتمام الكافي للتطرف في صفوفها؟- جيتي

حذرت هيئة رقابية بريطانية من أنه بينما تعمل الشرطة على محاربة التطرف في البلاد، فإنها قد تغفل عن تسلل التطرف في صفوفها.

وجاء هذا التحذير في تقرير لهيئة التفتيش على خدمات الشرطة والإطفاء والإنقاذ، صدر بعد أيام فقط من القبض على عنصر في شرطة لندن بسبب اتهامات متصلة بالإرهاب، حيث يشتبه بانتمائه لمجموعة للنازيين الجدد.

وأعلن مكتب متابعة انضباط سلوك الشرطة أن العنصر البالغ من العمر 21 عاما قد أطلق سراحه بكفالة، بانتظار استكمال التحقيقات.

وأوضح التقرير، الصادر الاثنين الماضي، أن ضباط الشرطة بينما يعملون بشكل جيد على تنفيذ البرنامج الحكومي لمحاربة التطرف، المعروف باسم "بريفنت"، فإنهم لا يمنحون القدر الكافي من الاهتمام لاحتمال تحول زملائهم في الشرطة نحو التطرف.

وقال التقرير إن التطرف داخل الشرطة هو "تهديد حقيقي". وأوضح أن قوة واحدة في الشرطة اتخذت تدابير خاصة بشأن متابعة التطرف بين عناصرها، في حين أن الدوائر الإقليمية للشرطة في عموم إنكلترا وويلز (43 دائرة) اعتمدت على مكاتب مكافحة الفساد والانضباط لمتابعة حالات التطرف.

وذكر التقرير أن قلة من دوائر الشرطة تقر باحتمال تعرض أفرادها للتطرف، بتأثير أفراد عائلاتهم المقربين أو الشريك، في حين أن دائرتين فقط في الشرطة البريطانية أكدتا أنهما أحالتا عنصرين لديهما لبرنامج بريفنت؛ للاشتباه بتطرفهما.

وأكد التقرير أن العاملين في قطاع الشرطة هم "في موضع ثقة، والناس يتوقعون معايير عالية.. النهج الذي تتبناه الشرطة لا يتفق مع برنامج بريفنت".

وبشكل عام، قال التقرير إن الشرطة لم تتعامل بالطريقة الصحيحة مع العديد من حالات الإحالة لبرنامج بريفنت.

وكانت فيونوالا ناي أولين، المقررة الخاصة للأمم المتحدة لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية خلال عمليات محاربة الإرهاب، إن برنامج بريفنت في بريطانيا لمكافحة التطرف ربما ينتهك حقوق الإنسان، بما في ذلك الحريات الدينية، وحرية التعبير، والخصوصية.

وفي حديث لصحيفة الإندبندنت البريطانية، عبّرت المقررة الأممية عن ترحيبها بقرار الحكومة البريطانية لإطلاق مراجعة شاملة لاستراتيجيتها لمكافحة التطرف، وقالت إنه ينبغي التركيز على انعكاساتها على حقوق الإنسان.

 

اقرأ أيضا: تقرير أممي: برامج مكافحة التطرف بالعالم تفاقم المشكلة

وكانت الحكومة قد أعلنت عن مراجعة للبرنامج في كانون الثاني/ يناير 2019، لكن المراجعة متوقفة منذ أواخر العام الماضي.

وبحسب الأرقام الرسمية، فقد تمت إحالة 5700 حالة إلى برنامج بريفنت؛ على خلفية الاشتباه بالتطرف والإرهاب، عامي 2018 و2019.

ومن بين هؤلاء: 24 في المئة من اليمين المتطرف، ومثلهم من "المتطرفين الإسلاميين"، و38 في المئة بسبب أيديولوجيات غير مستقرة أو غير واضحة، و14 في المئة بسبب أشكال أخرى من التطرف.

وتشير الأرقام إلى أن السلطات البريطانية اعتقلت العام الماضي 117 شخصا من البيض؛ للاشتباه بجرائم إرهابية، فيما اعتقل 111 مشتبها به من أصول آسيوية. أما السود، فكانوا 21 مشتبها به.

 

اقرأ أيضا: بريطانيا.. المعتقلون البيض بتهم "الإرهاب" أكثر من غيرهم