سياسة عربية

ليبيا تحتفل بـ"عيد التحرير" من القذافي.. ما الذي تغير؟

الحصادي: يوم التحرير سيظل تذكيرا لكل مستبد طامع في السلطة بانتهاء مرحلة حكم الفرد إلى حكم السلطات المدنية- جيتي

يحتفل الليبيون في الثالث والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر بما يسمونه "عيد التحرير"، الذي يأتي بعد 3 أيام من ذكرى مقتل العقيد الليبي، معمر القذافي، وذلك احتفاء بتخلص البلاد من هذا النظام ورأسه، لكن تظل تساؤلات تطرح في كل احتفال حول ما الذي تغير في البلاد، وهل حققت الثورة الليبية أهدافها.

كما أن اعتبار هذا اليوم عطلة رسمية في البلاد يتعارض مع بعض المشروعات، التي تطالب بمصالحة وطنية تجمع بين ثوار 17 شباط/ فبراير وبين أتباع القذافي من أجل ليبيا موحدة، في حين يرى البعض أن الثورة هي من تفرض نفسها وشروطها للمصالحة حال حدثت.

"عطلة وتحرير"

وقرر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق احتساب يوم الأربعاء، الثالث والعشرين من أكتوبر، عطلة رسمية بمناسبة عيد التحرير، واستثنى قرار المجلس المرافق الإنسانية والأمنية من التعطيل، مشيرا إلى حفظ حق العاملين بها في الحصول على مقابل عمل هذا اليوم.

وأعلن رئيس المجلس الانتقالي سابقا، مصطفى عبدالجليل، من مدينة "بنغازي" (معقل الثورة الليبية)، في مثل هذا اليوم عام 2011 تحرير كافة التراب الليبي، وذلك بعد ثلاثة أيام من تحرير مدينة "سرت"، ومقتل "القذافي" على أيدي الثوار بمساندة حلف "الناتو".


"عرس وانتهاء حكم الفرد"


من جهته، قال رئيس تجمع أهالي ونشطاء مدينة "درنة"، عبدالحميد الحصادي، إن "ليبيا عاشت من تاريخ 23 تشرين/ أكتوبر 2011 حتى تاريخ 15 أيار/ مايو 2015 تاريخا ديمقراطيا وممارسة للتداول السلمي على السلطة لم تمارسه طيلة اختطاف "القذافي" للحكم، إلى أن جاء "انقلاب" مايو الأسود 2015 بقيادة "حفتر"، الذي انقلب فيه على السلطة والثورة، لينهي 3 سنوات عاشها الليبيون في روح الثورة".

وأوضح في تصريح لـ"عربي21" أن "يوم التحرير سيظل تذكيرا لكل مستبد طامع في السلطة بانتهاء مرحلة حكم الفرد إلى حكم السلطات المدنية. أما الحديث عن المصالحة، فهو باب يلجه كل مقتنع بالسلام والدولة المدنية، ويكون شريكا حقيقيا دون اجترار الماضي واستحضاره"، كما قال.

ما الذي تغير؟

ورأى الأكاديمي الليبي، مفتاح شيتوان، أن "أهم أهداف الثورة كانت حرية التعبير، وأن هذا الهدف تحقّق، على الأقل في المناطق التي لا يحكمها العسكر، لكن ما زال الشعب يناضل ويجتهد لتحقيق باقي أهداف الثورة، بالرغم من العراقيل التي يساهم في وضعها الفساد، وغياب الوعي، والأنظمة الإقليمية المناهضة للحرية".

وأضاف لـ"عربي21": "وبخصوص تعارض الاحتفال مع المصالحة، فالأخيرة هدف كل مواطن يراعي مصلحة الوطن أولا، ويجتهد لبناء مؤسسات بلاده، وأن المصالحة الحقّة هي تعاون الكل لبناء هذا الوطن"، وفق تعبيره.

"نكبة وليست ثورة"

لكن الناشطة الليبية في مجال حقوق الإنسان، المؤيدة لنظام "القذافي"، آمال الشويهدي، وصفت ما حدث بأنه "نكبة قام بها عملاء، وليست ثورة، وأنه بعد هذه "النكبة" تحولت ليبيا إلى منطقة حرب بالوكالة للدول المتصارعة، وأصبح الشعب الليبي ضحية بما فعلته الأيادي الخبيثة والعملاء من المليشيات والإخوان"، حسب وصفها.

وتابعت في تصريحات لـ"عربي21": "التاريخ لن يرحم هؤلاء العملاء، الذين هم من أبناء ليبيا مع الأسف، ويوم سقوط "القذافي" سقطت ليبيا معه وضاعت؛ لأنه كان زعيما وصمام أمان للأمة"، كما زعمت.

"ثورة مضادة"

وقال الناشط من الجنوب الليبي، إسماعيل بازنكة، إنه "بعد مرور 8 سنوات على ذكرى إعلان تحرير ليبيا، لا تزال الدولة المدنية مهددة من قبل مشروع "الثورة المضادة"، لكن الشعب الليبي لديه رغبة حقيقية في الحفاظ على ثمرة نضاله من مدنية وحرية التعبير وممارسة الديمقراطية".

وأشار إلى أن "اختيار يوم للتحرير لا يتعارض مع مشروع المصالحة الوطنية؛ لأن الدولة المدنية لكل الليبيين، بمن فيهم أنصار النظام السابق، عكس الدولة العسكرية التي كانت محصورة في مجموعة صغيرة هي من تحكم وتسيطر"، وفق قوله لـ"عربي21".