صحافة إسرائيلية

ضابط إسرائيلي يحدد 5 تحذيرات أمام زيادة نفوذ الصين بإسرائيل

السنوات الأخيرة شهدت فيها إسرائيل زيادة مطردة في امتلاك الصين لشركات بنى تحتية فيها- جيتي

قال ضابط إسرائيلي إن "زيادة النفوذ الصيني داخل إسرائيل من خلال مشاريع البنى التحتية تتطلب وضع حملة ملاحظات أساسية تتناول مخاطر هذا الأمر على الأمن الإسرائيلي، وتكشف عن الجوانب الحقيقية من الاختراق الذي تمارسه بكين داخل إسرائيل، خشية أن تكون مكشوفة أمام عمليات تجسس وهجمات سايبر، وربما يتعدى الأمر إلى إيران". 


وأضاف هارئيل مانشير في مقاله بصحيفة يديعوت أحرونوت، ترجمته "عربي21": "في السنوات الأخيرة شهدت إسرائيل زيادة مطردة في امتلاك الصين لشركات بنى تحتية فيها، والإشراف على إقامة موانئ جديدة، وترميم موانئ قديمة، وتستمر في عملها سنوات طويلة، ما يستدعي من الإسرائيليين أخذ جملة ملاحظات". 

 

وأوضح مانشير، رئيس قسم السايير في المعهد التكنولوجي-حولون، أن "الملاحظة الأولى ترتبط بأن التواجد الصيني بميناء حيفا يمنحها موطئ قدم لشن هجمات سيبرانية استخبارية عبر البنى التحتية في الميناء، لا سيما شبكات الكهرباء والاتصالات ومخازن المياه؛ بغرض جمع معلومات تكنولوجية وصناعية وعسكرية، وتعرض حياة جنود سلاح البحرية للخطر، والأسطول السادس الأمريكي المتواجد بين حين وآخر قبالة الميناء". 

 

وأشار مانشير، وهو أحد مؤسسي منظومة السايبر في جهاز الأمن العام-الشاباك، إلى أن "التواجد الصيني في هذه المنطقة بالذات يتم رغما عن إرادة الولايات المتحدة، مع وجود مخاوف أن تطلب الصين من إسرائيل، بسبب تواجدها بعيد المدى داخلها، أن تقيم قاعدة بحرية لوجستية على شواطئ البحر المتوسط توازي القواعد العسكرية الأخرى للولايات المتحدة وروسيا".

 

وأكد أن "الملاحظة الثانية تتعلق بأن الصين لديها مصلحة لتحقيق اختراق في إسرائيل من خلال بناها التحتية والاتصالات من الجيل الخامس، خاصة للشركات المتطورة مثل هواوي المرتبطة بعلاقات خاصة مع أجهزة الاستخبارات الصينية، وتخوض حرب مقاطعة من الإدارة الأمريكية، ما يمكّن القوة الصينية العظمى من استغلال الموارد الإسرائيلية من خلال الحصول على معلومات تكنولوجية غاية في الخطورة". 

 

وأضاف أن "الملاحظة الثالثة تشير إلى أن الصين لديها خطة استراتيجية بعيدة المدى عنوانها "الصين 2050"، وتشمل السيطرة التدريجية على سوق الاتصالات في العالم، وتشمل إقامة بنى تحتية في العالم، خاصة  في قارة أفريقيا وقارات أخرى، ما يجعل من التدخل الصيني في مشاريع البنى التحتية الإسرائيلية يشكل خطرا علينا، قد يشمل استهداف هذه المنظومات، واستخدمها كمنصات لتنفيذ هجمات ضد إسرائيل".

 

وأوضح أن "الملاحظة الرابعة تتعلق بأن الصين ليس لديها قطاع خاص، النظام شريك غير معلن مع معظم الشركات الكبيرة، وهو نظام مركزي جدا، ويتدخل بصورة تفصيلية في صفقاتها، والصين تبحث وفق كل الطرق عن الوصول للمعارف العلمية الحديثة، وحيازة مواد علمية متطورة وتكنولوجية حديثة، ومقابل بضائعها التجارية رخيصة الثمن، فهي تسعى للسيطرة على مقدرات البنى التحتية المدنية في العديد من دول العالم". 

 

وأكد أن "الملاحظة الخامسة تتعلق بأن التواجد الصيني المستمر في إسرائيل قد يكبل أيديها من مهاجمة إيران، حيث تستثمر الصين هناك في صناعة الطاقة والاقتصاد الإيراني المحلي، وتعتبر الشريك التجاري الأول لإيران على مستوى العالم، وبالتالي فإن أي هجوم على إيران قد يلقي بظلاله السلبية على المواقع الصينية هناك".

 

وختم بالقول إن "الصين دولة مهمة، لا شك في ذلك، ولا يمكن لإسرائيل تجاهل ذلك، بل يجب أن تبرم معها صفقات اقتصادية، ولكن بصورة عقلانية، والأخذ بعين الاعتبار الموقف الأمريكي المتحفظ منها".