صحافة دولية

NYT: إسرائيل حاولت ضرب منشآت إيران النووية عام 2012

نيويورك تايمز: أمضى الصقور في إسرائيل وأمريكا أكثر من عقد في التحريض على الحرب ضد إيران- جيتي

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا مطولا، أعده كل من رونين بيرغمان ومارك مازيتي، تحت عنوان "التاريخ السري للدفع باتجاه ضرب إيران". 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن البيت الأبيض كان على منعطف خطير في تموز/ يوليو 2017، لأن الرئيس دونالد ترامب تعهد بالخروج من الاتفاقية النووية "الرهيبة" التي وقعها سلفه باراك أوباما مع طهران، وأقنعه المسؤولون البارزون بالتفاوض معها حول اتفاقية أفضل، لافتا إلى أن دعاة التفاوض استطاعوا الانتصار في تلك الجولة. 

 

ويستدرك الكاتبان بأن قوى أخرى ضد التفاوض كانت تعمل، فقد طلب المستشار المؤثر في حينه في البيت الأبيض ستيفن بانون، من جون بولتون، الذي عين لاحقا في منصب مستشار الأمن القومي أن يعد استراتيجية بشأن إيران تؤدي إلى إلغاء الاتفاقية النووية، وكان بولتون في حينه معلقا في قناة "فوكس نيوز" وسفيرا سابقا في الأمم المتحدة، وكان خارجا عن البيت الأبيض، إلا أن بانون اعتبره شخصية يمكن أن تزيد من تشدد ترامب. 

 

وتقول الصحيفة إن بولتون كونه مسؤولا بارزا في الأمن القومي في إدارة جورج دبليو بوش، فإنه كان من كبار مهندسي غزو العراق، مشيرة إلى أنه لم يدع إلى إلغاء الاتفاقية النووية مع إيران فقط، بل إنه دعا أيضا إلى تغيير النظام هناك، وعبر عن مواقفه في باريس في تموز/ يوليو أثناء اجتماع لمنظمة مجاهدي خلق، التي تدعو لتغيير النظام الإيراني، وأشار إلى الاستراتيجية الأمريكية بأنها السياسة الوحيدة لمواجهة إيران، وأثار حماس الحضور عندما قال إن قادة إيران سيذهبون في خلال عامين و"سنحتفل في طهران". 

 

ويجد التقرير أن الوثيقة التي قدمها بولتون لبانون لم تكن استراتيجية بقدر ما كانت خطة ترويج لتبرير خروج أمريكا من الاتفاقية، ولم تقدم الوثيقة الكثير من أجل التعامل مع اليوم التالي بعد خروج الولايات المتحدة من الصفقة، مستدركا بأن أفكاره لم تكن سرا، فقد عبر عنها في مقال للرأي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" في عام 2015، ودعا فيه إسرائيل لضرب إيران. 

 

ويفيد الكاتبان بأن ترامب خرج من الاتفاقية في أيار/ مايو 2018، بعد أسابيع من تولي بولتون منصب مستشار الأمن القومي، ومنذ ذلك الوقت يتحرك ترامب داخل أزمة تتحرك ببطء. 

 

وتتحدث الصحيفة عن التطورات التي شهدها الصيف من زيادة للوجود العسكري الأمريكي في منطقة الخليج، والهجمات على ناقلات النفط، واحتجاز ناقلة النفط الإيرانية في جبل طارق، ورد طهران باحتجاز ناقلة نفط بريطانية، ثم قيام إسرائيل بسلسلة من الغارات الجوية على مواقع في سوريا والعراق ولبنان. 

 

ويذهب التقرير إلى أن الملمح الأقل إثارة للدهشة من إلغاء ترامب للمعاهدة النووية هو قول إيران الآن إنها لم تعد ملتزمة ببعض بنودها، ما سيسمح لها بتخزين كميات من اليورانيوم المخصب الضروري لبناء قنبلة نووية، مشيرا إلى أن إدارة ترامب ترى أن تصرفات إيران هي المبرر لمواجهتها مع أنها كانت متوقعة.

 

ويلفت الكاتبان إلى وثيقة وزعتها وكالة الاستخبارات الأمريكية قبل قرار ترامب، وجاء في نتيجتها أن العناصر الراديكالية في الحكومة الإيرانية ستعزز قوتها على حساب المعتدلة، وأن إيران قد تحاول استغلال الأزمة الدبلوماسية من خلال شن هجمات في منطقة الخليج أو العراق ومناطق أخرى. 

 

وتنقل الصحيفة عن المسؤول البارز في وزارة الدفاع أثناء إدارة أوباما، إيلان غولدنبرغ، قوله إن المواجهة التي حدثت قبل توقيع الاتفاقية النووية كانت بمثابة خداع من ثلاث طرق، فإسرائيل كانت تريد دفع العالم للاعتقاد أنها ستضرب إيران، أما طهران فكانت تريد أن ينتشر الاعتقاد بأنها قادرة على إنتاج القنبلة النووية، وكانت الولايات المتحدة تريد أن يعرف العالم أنها مستعدة لاستخدام القوة العسكرية لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية، لافتة إلى أن الدول الثلاث كلها كانت تريد إرسال تهديدات موثوقة، ولم تكن متأكدة من موقف الطرف الآخر. 

 

ويبين التقرير أنه مع إلغاء الاتفاقية فإن ترامب أحيا لعبة البوكر، وفي هذه المرة مع رئيس يحب التباهي بالقوة الأمريكية، لكنه يتردد في استخدامها عندما تستدعي الضرورة، مشيرا إلى أن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف علق بخطاب له في إستوكهولم ألقاه الشهر الماضي، قال فيه: "على الرئيس ترامب ألا يتوقع أن يكون غير قابل للتنبؤ ويدعو الآخرين للوضوح". 

 

ويعلق الكاتبان قائلين: "يبدو أن هدف ترامب هو ضرب اقتصاد إيران، وإجبارها على التفاوض على اتفاقية بشروط محبذة لأمريكا، ووقف دعمها للجماعات الوكيلة في لبنان والعراق وغيرهما، إلا أن هذه الاستراتيجية قائمة على مقامرة، وهي أن إيران ستنهار قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2020، وهذا كله لتحقيق هدف لم يتبناه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو فقط بل الدول العربية أيضا، وهو ما يقول عنه مساعدو ترامب إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتصبح فيه السيادة لإسرائيل وعدد من الدول السنية المختارة على إيران الشيعية والجماعات الموالية لها". 

 

وتفيد الصحيفة بأنها رؤية مختلفة عن تلك التي كان باراك أوباما يخطط لها، أي منع إيران من الحصول على القنبلة النووية، والحفاظ على طهران قوة موازية للتأثير السعودي، ولهذا دعا الدولتين للمشاركة في "الحوار"، وهي فكرة ترفضها إدارة ترامب، لافتة إلى قول أحد المسؤولين: "قررنا التعامل مع إيران كما هي وليس كما ستكون".

 

ويورد التقرير نقلا عن مستشار أوباما للأمن القومي توم دونيلون، قوله: "تجنبنا الحروب غير الضرورية، وجلبنا الإيرانيين إلى الطاولة، وحصلنا على وقت ومكان للتفاوض، وحققنا اتفاقا ناجحا غير مسبوق للتحكم في السلاح" النووي، وأضاف أن الاتفاقية منعت إيران من الحصول على القنبلة النووية، وسمحت للمجتمع الدولي بمراقبة نشاطاتها، ومن هنا أثار قرار ترامب الخروج من الاتفاقية، والأحداث الأخيرة المخاوف من إمكانية تورط الاطراف في عمل عسكري تقوم به أمريكا أو إسرائيل، لكن من خلال جهلها وغطرستها. 

 

ويرى الكاتبان أنه مهما كانت الغارة على إيران محدودة في أهدافها فإنها ستفتح باب الفوضى والعمليات الانتقامية التي تقوم بها جماعاتها الوكيلة. 

 

وتكشف الصحيفة عن قصة محاولات ضرب إيران والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، بناء على شهادات مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وأوروبيين مطلعين على الأمر، وكيف اقتربت إسرائيل عام 2012 من ضرب إيران، ما اضطر إدارة أوباما لتطوير خطتها الطارئة، بما في ذلك إمكانية ضرب منشآت إيرانية في الصحراء بقنابل زنتها 30 ألف رطل، وكيف راقبت أمريكا إسرائيل بينما راقبت الأخيرة إيران.

ويكشف التقرير عن تفاصيل جديدة حول الضغوط التي قام بها نتنياهو على ترامب للخروج من الاتفاقية النووية، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية لن تؤثر على القضية الإيرانية، فقد أصبح مداها معروفا في وقت تحدث فيه ترامب في قمة الدول السبع الأخيرة عن إمكانية لقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، ما أثار مخاوف إسرائيلية من أن الرئيس الذي استثمر فيه المسؤولون كثيرا قد فقد توازنه، وقال نتنياهو في تصريحات له إنه ليس قلقا من إمكانية تبني ترامب خيار أوباما ذاته، "فهذه المرة لدينا القدرة على التأثير". 

 

ويشير الكاتبان إلى أن أول كشف عن نشاطات إيران في مجال تخصيب اليورانيوم ظهر في عام 2002، من خلال وثائق سربتها جماعة مجاهدي خلق، لافتين إلى أنه بسبب كون واشنطن كانت منشغلة بحرب العراق فإنها اختارت الحوار والعقوبات، ما أكد نتيجة المسؤولين الإسرائيليين، وهي أن أمريكا تخوض الحرب ضد البلد الخطأ. 

 

وتلفت الصحيفة إلى أن مخاوف إسرائيل زادت بانتخاب محمود أحمدي نجاد عام 2005، الذي زاد من دعم الجماعات الوكيلة، وسرع من نشاطات إيران النووية، وفي عام 2006 بعد إصابة أرييل شارون بجلطة دماغية، وتولي إيهود أولمرت الحكومة، أعطى الموساد والخلايا السرية اليد الحرة لمنع إيران من الحصول على القنبلة النووية أو تأخير ذلك.

 

ويذكر التقرير أن إيهود باراك أصبح في عام 2007 وزيرا للدفاع، وطلب تطوير خطة لعملية عسكرية واسعة ضد النشاطات النووية الإيرانية، إلا أن أولمرت، كما يقول اليوم، اعتقد أن مهمة مواجهة النشاطات الإيرانية ليست إسرائيلية، وأن إسرائيل يمكنها النجاة مع إيران نووية، كما حدث مع باكستان نووية، فيما كان لدى نتنياهو، زعيم المعارضة وزميل دراسة المرشح الجمهوري ميت رومني رأي آخر، وهو أن أمريكا هي القادرة على منع "التداعيات الكارثية" لإيران النووية. 

 

ويقول الكاتبان إنه انطلاقا من هذا فإنه قاد حملة شخصية ضد إيران، ودعا في عام 2007 في كلمة أمام "إيباك" لفرض عقوبات عليها، والتقى مع نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، حيث حذر من فشل أمريكا في التحرك، وبالتالي حصول إيران على القنبلة النووية، ووجد نتنياهو في تشيني أذنا صاغية؛ لأنه ظل يدعو إلى عمل عسكري ضد إيران طوال فترة بوش الثانية. 

 

وتفيد الصحيفة بأن تشيني تجادل مع وزير الدفاع روبرت غيتس في لقاء مع الرئيس بوش، حيث رأى غيتس أن ضربة عسكرية أمريكية أو من إسرائيل ستقوي المعسكر المتشدد في إيران، وعندما قال غيتس إن على أمريكا إخبار أولمرت وبصراحة ألا يقوم بعمل من جانب واحد ضد إيران، خالفه تشيني وقال إن العمل ضروري، وأقل ما يمكن لأمريكا عمله هو مساعدة إسرائيل. 

 

وبحسب التقرير، فإنه عندما زار بوش إسرائيل في آخر زيارة له حين كان رئيسا، فإن أولمرت حاول دفعه للتعاون الأمني ضد إيران، وعندما استقبله في مقر إقامته، قال: "دعنا نفتح الكتب ونتسم بالشفافية"، ووافق بوش، ما قاد إلى تعاون شامل وصفه أولمرت "بالتعري المتبادل"، وقاد إلى عملية "الألعاب الأولمبية"، التي تم فيها تطوير برمجيات خبيثة، بما فيها فيروس "ستكسنت" الذي خرب أجهزة الطرد المركزي الإيرانية. 

 

ويلفت الكاتبان إلى أنه في الزيارة ذاتها تردد بوش في لقاء باراك، الذي كان مثل تشيني من دعاة ضرب إيران، وعندما قدم باراك محاضرة طويلة فإن بوش ضرب على الطاولة، قائلا: "هل تعرف ماذا تعني لا؟ لا هي لا".

 

وتجد الصحيفة أنه مع أن باراك يقدم رواية أخرى عن اللقاء، إلا أنه يقول إن مواقفه وتحذيراته ليست مهمة؛ نظرا لأن إسرائيل لم تكن لديها في نهاية عام 2008 خطة واضحة لضرب إيران. 

 

وينوه التقرير إلى أنه مع وصول أوباما إلى البيت الأبيض كان لدى نتنياهو اعتقاد أن هناك قاسما مشتركا بينهما في مسألة إيران، فالرئيس طالما عارض الحرب في العراق، لكنه حذر أثناء حملته من خطر إيران، وفي أول لقاء مع الرئيس في أيار/ مايو 2009، وبعد لقاء خاص في المكتب البيضاوي خرج نتنياهو مصدوما، وبحسب أحد مساعديه فإن "بيبي لم يقل شيئا وبدا شاحبا"، وقال بعد ساعات إن أوباما هاجمه، وطالبه بتجميد المستوطنات، وألا يزيد ولا طوبة واحدة. 

 

ويستدرك الكاتبان بأن العلاقة تحسنت على المستوى الوزاري، حيث التقى مسؤولو الطرفين لمناقشة موضوع إيران، مع إصرار واشنطن على السرية، وكان الموضوع الحاضر في ذلك الوقت هو عمليات بناء منشأة نووية إيرانية قرب مدينة قم، وكذلك منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، التي اكتشفت عام 2008 من خلال مصدر يعمل للمخابرات البريطانية، مشيرين إلى أنه على خلاف منشأة ناتنز فإن فوردو لم تكون كبيرة. 

 

وتذكر الصحيفة أن الأمريكيين والإسرائيليين وجدوا في ذلك الوقت أن محاولات الهجوم الإلكتروني على المنشآت النووية قد فشلت، ما أكد رؤية إيهود باراك من أن الوقت ينفد قبل أن تصبح لدى إيران الحصانة، مشيرة إلى أن مسؤولين أمريكيين بدأوا يزورون إسرائيل حاملين تحذيرات، فتقول ويندي شيرمان التي عملت في وزارة الخارجية أثناء إدارة أوباما: "كانت رسالتنا هي: نفهم مظاهر قلقكم، لكن لا نريدكم الخروج عن الخط وبدء حرب لأنكم ستحتاجوننا". 

 

وبحسب التقرير، فإنه في أول زيارة لغيتس إلى إسرائيل، بصفته مسؤولا في إدارة أوباما في شهر تموز/ يوليو 2009، حيث وصل بعد الثورة الخضراء، أخبر نتنياهو غيتس أن النظام الإيراني هش، وأن ضربة للمنشآت النووية ستوقف المشروع، وتحفز الشعب الإيراني على الإطاحة بالنظام، لكن غيتس رفض الفكرة، كما رفضها قبل عام مع تشيني، وقال إن نتنياهو ضلله التاريخ، صحيح أن العراق لم يرد بعد ضرب مفاعل أوزيراك عام 1981 وسوريا عام 2007، لكن إيران مختلفة، فهي دولة قوية ولديها جيش ضخم وجماعات وكيلة مثل حزب الله. 

 

وينوه الكاتبان إلى أن العلاقات مع إدارة أوباما بدأت تتدهور، وكما قال سفير إسرائيل في واشنطن في حينه مايكل أورين، فإن نتنياهو بدأ يقول إن أوباما هو جزء من المشكلة لا الحل، إلا أن أوباما بدأ يفكر في إمكانية قيام إسرائيل بعملية عسكرية، ولهذا بدأت الأقمار الصناعية الأمريكية تراقب طائرات إسرائيلية دون طيار وهي تنطلق من قواعد عسكرية في أذربيجان، وتحلق جنوبا فوق الحدود الإيرانية، وتلتقط صورا للمنشآت الإيرانية، وتراقب إمكانية ملاحظة إيران التسلل. 

 

وتقول الصحيفة إن القادة العسكريين بدأوا في البحث عن التوقيت الإسرائيلي للعملية، وأجرى المسؤولون العسكريون الأمريكيون ألعابا حول الكيفية التي سترد فيها إيران، وقرر البيت الأبيض أنه لن يشارك في عملية وقائية لو قامت إسرائيل بها، وبدأ أوباما بشكل هادئ بزيادة القوات في منطقة الخليج قبل أي هجوم محتمل، بدلا من التعجيل بها، وحتى لا تفسر إيران الحشد العسكري بأنه دعم للعملية الإسرائيلية.

 

ويكشف التقرير عن أنه تم نشر نظام باتريوت في الإمارات وبقية دول الخليج، وتم الإعلان عن بعض الحشود كعمليات روتينية لدعم الحربين في أفغانستان والعراق، وقال مسؤول أمريكي سابق: "لم نكن نريد أن تفهم إسرائيل خطأ أنه ضوء أخضر"، وفي عام 2010 طور نتنياهو خطة للضرب، إلا أن رئيس هيئة الأركان غابي أشكنازي أخبر المسؤولين بأن إسرائيل لم تصل بعد "القدرات العملياتية". 

 

ويفيد الكاتبان بأن رسالة أخرى مثبطة جاءت من مدير الموساد مائير داغان، الذي حذر من عملية عسكرية قد تضيع كل ما تم تحقيقه عبر الحرب السرية، وعارض مدير شين بيت في حينه يوفال ديسكن الضربة، وقال ديسكن إن نتنياهو وباراك وإن لم يهتما بالنصح إلا أنهما لم يملكا الصلاحية. 

 

وتقول الصحيفة إنه يبدو أن ضغوط نتنياهو المستمرة على أوباما أدت إلى نتائج غير مقصودة، وهي بدء المحادثات مع إيران، حيث ركب مستشارا ترامب للأمن القومي، دينس روس وبونيت تالوار، طائرة تجارية إلى مسقط، وطلبا من حاكم عمان المساعدة في أداء دور في القنوات السرية مع إيران. 

 

ويستدرك التقرير بأنه رغم السرية التي أحيطت بها المحادثات، إلا أن إسرائيل عرفت بها منتصف عام 2012، أي في الفترة التي بدأت فيها المحادثات بين المسؤولين الإيرانيين والأمريكيين بشكل منظم، مشيرا إلى أن مستشار نتنياهو للأمن القومي ياكوف أميردور، قام بمواجهة السفير الأمريكي في إيران دان شابيرو، الذي لم يكن مطلعا على المحادثات. 

 

ويقول الكاتبان إن رد إسرائيل على المحادثات كان هو محاولة توجيه ضربة في صيف عام 2012، مشيرين إلى أن الهجوم كاد أن يحدث رغم المعارضة الأمريكية، وبعد جولات من النقاشات والتهديدات قررت إسرائيل في تشرين الأول/ أكتوبر التخلي عن العملية. 

 

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن "نتنياهو فشل في وقف الاتفاقية، الأمر الذي كان بمثابة النكسة، التي لم تكن دائمة، فما لم يستطع تحقيقه في عهد أوباما حققه له ترامب".

 

لقراءة النص الأصلي اضغط (هنا)