ملفات وتقارير

رغم إعلانها الانتصار.. لماذا تحذر واشنطن من عودة "الدولة"؟

مقاتلون من تنظيم الدولة خلال اشتباكات في صحراء سوريا- حسابات التنظيم

يطرح الحديث المتكرر للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن انتصار إدارته على "تنظيم الدولة" في سوريا والعراق، رغم التقارير والتحذيرات التي يقدمها البنتاغون، بشأن استمرار نشاط التنظيم واتساع نفوذه، تساؤلات بشأن الهدف الذي يسعى وراءه ترامب، وارتباطه بما يصفه مراقبون بحالة "الابتزاز" ضد دول في المنطقة.

وأشار تقرير لـ"سي أن أن"  إلى أن البنتاغون حذر من استمرار نشاط التنظيم بالمنطقة، واتساع نفوذه في أفغانستان وشمال أفريقيا.

وأشار تقرير الشبكة الأمريكية إلى تقديرات بوجود نحو 15 ألف عنصر من التنظيم في سوريا والعراق، رغم القضاء وإنهاء وجوده الفعلي ومواقع تمركزه في البلدين.

ولفت إلى أن مخيمات النازحين في شمال شرق سوريا تشكل كتلة بشرية قد تنفذ إليها أيديولوجيا التنظيم.

 

إقرأ أيضا: دراسات جديدة تثبت عودة تنظيم الدولة إلى ساحة سوريا والعراق

وأشار إلى أن الهجوم الدموي الأخير في أفغانستان، والذي استهدف حفل زفاف وأوقع أكثر من 62 قتيلا و200 جريح، شكل تحذيرا شديد اللهجة بشأن قدرة التنظيم على التوسع في المناطق الرخوة أمنيا حول العالم.

في المقابل تحدث عن صعوبة مهمة وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في شرح سبب استمرار تكرار تلك الهجمات رغم الحديث عن الانتصار عليه.

 

رسائل للغرب

المحلل العسكري العقيد أديب عليوي قال: إن تنظيم الدولة "ومنذ اليوم الأول توسع تحت نظر الولايات المتحدة، وامتد نفوذه بعد تسهيل حركته في العديد من المناطق بسوريا والعراق".

وأوضح عليوي لـ"عربي21" أن ترامب يريد استمرار العلاقة مع الجهات التي قاتلت ضد التنظيم، خلال السنوات الماضية خاصة المليشيات الكردية المسلحة في سوريا، فضلا عن بقاء قواعده العسكرية في دير الزور وغيرها من المناطق الاستراتيجية.

ولفت إلى رسائل توجهها الإدارة الأمريكية إلى أوروبا، من أن التنظيم "رغم قضائنا عليه فهو لا يزال موجودا، وعليكم العمل معنا والمساهمة بكل الوسائل وعبر التحالف الذي تقوده واشنطن لإنهاء وجوده بسوريا والعراق".

وأضاف عليوي: "الجميع تابع ما جرى في الموصل، والتقارير الاستخبارية كشفت أن سيطرة التنظيم عليها، كان بترتيب ورعاية أمريكية" متسائلا "كيف لـ 700 مقاتل أن يجتاحوا مدينة ضخمة كالموصل، وتسقط فيها كل الفرق والألوية العسكرية والمرافق ويسيطروا عليها عام 2014".

لكن المحلل العسكري في المقابل استبعد أن يعود تنظيم الدولة لزخمه، لأنه في هذه الحالة "تنكشف اللعبة التي حاكتها الولايات المتحدة، لكنه سيبقى يتحرك ضمن الهامش المتاح له لاستمرار ابتزاز المنطقة".

وتابع: "التنظيم مخترق بكافة مستوياته وخلاياه معروفة، وتتم تعذيتها لحين الحاجة إليها، وهناك عناصر مغرر بهم يسهل توجيههم، فضلا عن أن الكثير من قيادات التنظيم انخرطت في أعمال تجارة، بمناطق سيطرة (قسد) ومناطق سيطرة العشائر".

 

تنافس مع الكبار

من جانبه قال الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية مروان شحادة: إن الولايات المتحدة "تعي انتهاء سيطرة التنظيم عمليا مكانيا وكقوة فعلية على الأرض، بعد فقدان مشروعها في سوريا والعراق لكنها لا تريد الانسحاب الكلي من المنطقة".

وأشار شحادة لـ"عربي21" أن الإدارة الأمريكية تستخدم التنظيم ذريعة، للحفاظ على مصالحها مع الدول والحكومات المتحالفة معها بملفات تسليح ومصالح أخرى.

 

إقرأ أيضا: التايمز: ما دلالات تعيين البغدادي التركماني قرداش خليفة له؟

ولفت إلى أن التنظيم عادت فعاليته في بعض المناطق، عبر حرب الاستنزاف والاغتيالات والتفجيرات الانتحارية والمفخخات، بناء على بعض الأهداف التي وضعها لنفسه، خاصة حربه مع تنظيمات أخرى مثل هيئة تحرير الشام بسوريا.

وشدد على أن الإدارة الأمريكية تسعى لاستمرار التمويل لعملياتها وضرباتها ضد مواقع تواجد التنظيم، بعد انتهاء مرحلة العمل فوق الأرض إلى تحت الأرض.

وأضاف: "أيضا هي مساع لبقاء حالة التنافس، بينها وبين الأطراف الأخرى الفاعلة في المنطقة، مثل الصين وروسيا وإيران".