ملفات وتقارير

دراسة تتناول وضع اللاجئين السوريين بأوروبا ومصيرهم

آلاف السورييين اضطروا إلى اللجوء إلى دول أوروبية- جيتي

تناولت دراسة سورية، ملف اللاجئين السوريين في أوروبا، مقدمة قراءة شاملة للأسباب التي دفعت بالبلدان الأوروبية إلى استيعاب اللاجئين، وأهم المشاكل التي تواجههم في هذا الملف، وصولا إلى الحديث عن فرص العودة والعوائق التي تحول دونها.

 

وأجرى الدراسة كل من الدكتور جمال قارصلي، وهو نائب سابق في البرلمان الألماني، والباحث السياسي المعارض طلال الجاسم.


واستعرضت الدراسة أسباب قبول أوروبا باستضافة اللاجئين السوريين، وعزت ذلك إلى عوامل إنسانية، وديموغرافية، ودينية.

 

وجاءت الدراسة بعنوان "اللاجئون السوريون بأوروبا..إلى أين"، وتسلمت "عربي21" نسخة عنها.

لماذا استقبلت أوروبا اللاجئين السوريين؟

وفي الإطار العام، أرجعت الدراسة قبول عدد كبير من اللاجئين السوريين والتسهيلات الكبيرة التي قُدمت لهم، إلى عامل "حاسم"، وهو "العامل الانساني، مؤكدة أن هناك حالة تعاطف كبيرة مع السوريين عند غالبية الشعوب الأوروبية، نابعة من تجارب أليمة عاشتها من قبل، وكذلك من قيم مترسخة لديها".

ومن بين الأسباب الهامة، أشارت إلى ما اعتبرته وضعا ديموغرافيا معقدا في "القارة العجوز"، مبينة أنه مع حلول عام 2030 سيكون عدد المتقاعدين في القارة الأوربية كبيرا جدا، حيث ستحتاج فئة كبيرة من كبار السن إلى الرعاية والخدمات البشرية في سن الشيخوخة وكوادر أخرى لكي يبقي الاقتصاد في حالة نمو واستقرار وربما يتطور.

وبحسب الدراسة، فإن الدول هذه تركز على سرعة إدماج الكوادر الطبية في سوق العمل، بينما هناك عدم استعجال في تأهيل باقي الكفاءات، أو توجيه الشباب للتأهيل العملي من خلال بناء مقدرات تمكنهم من دخول سوق العمل في تلك البلدان.

وتضيف الدراسة سببا آخر يفسر فتح أوروبا أبوابها أمام اللاجئين السوريين، وهو سبب متعلق بالأقليات المشرقية، موضحة أنهه عندما بدأت الصراعات العسكرية أولا في لبنان ثم العراق، ثم سوريا، وصلت نسبة من هاجروا ما يزيد على 70 % من الطوائف المسيحية وفي بعض المناطق وصل الرقم إلى 90%، مؤكدة أن الكثير من الدول الغربية منحت فرصا للعديد من المسيحيين للانتقال إلى أوروبا.

الحلقة الأضعف

وقبل أن تأتي على مناقشة مصير اللاجئين، تأتي الدراسة على نصائح عدة للسوريين، في مقدمتها دفع اللاجئين نحو العمل أو الدراسة، لأنهما الضمانة الوحيدة للاستمرار في هذه البلدان.

من جانب آخر، تجزم الدراسة بأن اللاجئين هم "الحلقة الأضعف في المجتمع، لذلك سيدفعون ثمن أي خلافات سياسية بين الأحزاب الأوروبية، ما لم يتمكنوا من المشاركة الفاعلة في العملية السياسية بفاعلية، وتشكيل لوبيات ضاغطة لحفظ حقوقهم والدفاع الفاعل عن مصالحهم".

أخطاء في التعاطي مع اللاجئين

وسلطت الدراسة الضوء على ما تعتبره ممارسات خاطئة ترتكبها الدول المضيفة في إدارة ملف اللجوء، ومنها عدم إشراك اللاجئين في التخطيط لإدماجهم في المجتمع المضيف بشكل فعال، وعدم مشاركتهم في إدارة هذه العملية.

وكذلك استخدامهم كعناوين رئيسة في كل الانتخابات الأوروبية وإخضاع هذا الأمر للشعبوية، الأمر الذي  ينتج عنه انعكاسات خطيرة، حتى صار استخدام اللاجئين ككبش فداء لكسب أصوات انتخابية وصل إلى مستوى فوبيا العداء للأجانب.

ومن بين الأخطاء الأخرى، استخدام موضوع اللاجئين، وكأنه المشكلة الوحيدة التي تعاني منها البلدان المضيفة، فضلا عن نشر الكراهية والعداء، وتعميم الأخطاء الفردية على الجميع.

فرص العودة والعوائق

وبناءا على معاينات ولقاءات ميدانية فقد تبين للقائمين على الدراسة، أن هناك رغبة أكثر لدى اللاجئين الأغنياء في العودة إلى سوريا أكثر من الفقراء، مقابل ارتفاع الرغبة بالعودة لمن هم فوق 50 عاما بنسبة أعلى بكثير من الفئات العمرية بين 20 و 40 عاما.

وبيّنت الدراسة، أن السبب وراء ذلك، يعود للخدمة الإلزامية، واضعة إياها على رأس الأسباب التي تمنع اللاجئ من العودة.

أما السبب الثاني، فهو عدم الاستقرار في سوريا، والخوف من الملاحقة الأمنية، إلى جانب المستقبل العلمي للأبناء.

وختمت الدراسة بالتأكيد على أن "التجنيد الإجباري يعتبر العائق الأول أمام العودة، ومن ثم التوصل إلى الحل السياسي المقبول ثانيا، ثم الاستقرار والحفاظ على الممتلكات ثالثا، ويأتي رابعا الخوف من الملاحقة الأمنية، وخامسا وجود مسكن مناسب للعودة".