صحافة دولية

"البايس": أهالي إدلب يجهزون أنفسهم لهجوم كيميائي جديد

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هدد سابقا بالتدخل العسكري في سوريا- جيتي

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن المعاناة التي يعيشها المدنيون في مدينة إدلب السورية، خاصة في ظل تخوفهم من الهجوم الكيميائي المرتقب. 
 
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن أهالي إدلب يشعرون بالخوف من أن يتعرضوا لهجوم كيميائي مماثل للهجوم الذي شُنّ على أهالي الغوطة الشرقية في 21 آب/ أغسطس عام 2013، بالإضافة إلى الهجوم على خان شيخون في الرابع من نيسان/ أبريل سنة 2017.
 
بناء على ذلك، جهز أهالي إدلب بعض المواد البسيطة لمواجهة الهجوم المحتمل، على غرار أكياس بلاستيكية لتغطية الوجه وبعض الأكمام المصنوعة من الورق المقوى التي تم ملؤها بالفحم والقطن. 
 
ونقلت الصحيفة تصريحات حذيفة شهد، وهو شاب عشريني من مدينة إدلب، لوكالة رويترز للأنباء، حيث قال: "نحاول تجهيز أنفسنا بالإمكانيات البسيطة التي نمتلكها على غرار أقنعة بدائية صغيرة يمكننا أن نستخدمها، خاصة من أجل أطفالنا في حال تعرضنا لهجوم كيميائي". كما عرض شقيق حذيفة نفقاً حفرته العائلة خلال السنوات الست الماضية، لحماية أفرادها من التفجيرات الجوية التي دمرت مناطق أخرى في مختلف أرجاء سوريا.

 

اقرأ أيضا: وزير تركي: لن نتخلى عن إنسانيتنا ولكن لا نتحمل هجرة من إدلب
 
وأضافت الصحيفة أن مدينة إدلب تعد واحدة من أولى المناطق التي شهدت اشتباكات بين الموالين لبشار الأسد وحكومته، وبين المعارضين له. كما مكن قرب مدينة إدلب من الحدود التركية معارضي نظام الأسد من التغلب على الموالين له ومحاولة السيطرة على العاصمة بفضل موارد السلاح التي تمكنوا من الحصول عليها. ومنذ ذلك الحين، اعتمد النظام على الهجمات الجوية على الحدود الجنوبية لمقاطعتي حماه واللاذقية، وهو ما نتج عنه مقتل 70 مدنيا من خان شيخون نتيجة استخدام غاز السارين.
 
وأردفت الصحيفة أن موسكو لطالما أكدت على أن الادعاءات المتعلقة بالهجمات الكيميائية السورية مفبركة وغير موثقة، إلا أن الخبراء الدوليين لم يقتنعوا بالحجج التي تم تقديمها والتي تهدف أساسا إلى إفلات بشار الأسد من العقوبات الدولية. وقد أكد مساندو بشار الأسد عن وجود مساعي لتدخل غربي عسكري في سوريا عن طريق اتهام النظام بارتكاب المجازر عبر الهجمات الكيميائية.
 
وخلال الأيام الأخيرة، تصدرت هذه المسألة عناوين الصحف الروسية المدعومة من قبل الكرملين. ووفقا لوكالة الأنباء الروسية "إيتار تاس"، أبلغ الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الصحفيين يوم أمس أن "روسيا تعتبر أنه هناك رغبة، وهي غير مقبولة، في عدم القضاء على الإرهابيين بذريعة حماية المدنيين، بالإضافة إلى السعي إلى إلحاق الضرر بقوات النظام السوري". كما أورد بوتين أن "روسيا لديها معلومات قطعية تؤكد أن العمليات الكيميائية هي من تحضير المليشيات المسلحة من أجل استفزاز الحكومة السورية".

 

اقرأ أيضا: النظام يصعد في إدلب ويلقي عشرات البراميل المتفجرة (شاهد)
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الأطراف المقربة من إدارة بشار الأسد وجهت أصابع الاتهام إلى المعارضة أيضا بخصوص الهجمات الكيميائية دون تقديم أدلة واضحة تدعم موقفها. في المقابل، أكد جيم جيفري، المستشار الخاص لوزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أنه يمتلك أدلة قوية على استعداد النظام السوري لقصف مدينة إدلب بالأسلحة الكيميائية. ومن جهته، أكد البيت الأبيض أنه سيتدخل بشكل "سريع وقوي" إذا استخدمت القوات الحكومية السورية الأسلحة الكيميائية في عملية إدلب.
 
ونوهت الصحيفة بأن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، كان قد هدد سابقا بالتدخل العسكري في سوريا، وقد حام الغموض حول جدية كلامه في الفترة الراهنة، خاصة وأنه أصبح مترددا في عملية التدخل ومؤيدا لسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا. وفي الواقع، تم شن هجمات أمريكية محدودة بشكل كبير على قوات النظام السوري والمليشيات التابعة لإيران.
 
وذكرت الصحيفة أن المدنيين، وهم الأكثر تضررا من الحرب السورية التي أودت بحياة حوالي نصف مليون مدني منذ أكثر من سبع سنوات، يحاولون جمع ما تيسر من الطعام وبعض التجهيزات البسيطة لمواجهة كارثة الهجوم المرتقب.

 

اقرأ ايضا: البنتاغون يطلع ترامب على خطط الرد على كيماوي متوقع بإدلب
 

ووفقا للتقديرات، تأوي إدلب 2.4 مليون مواطن من سكانها الأصليين، فضلا عن 300 ألف نازح من مناطق سورية أخرى تم طردهم منها في أعقاب هجمات النظام. وفي الأثناء، يعيش سكان إدلب الحصار وهم متخوفون من المستقبل المظلم.