سياسة عربية

زيارة الكبيسي للعراق تغضب نشطاء سُنة وتفجر جدلا (شاهد)

الكبيسي زار العراق بدعوة من رئيس الوزراء حيدر العبادي- فيسبوك

فجرت زيارة الداعية الإسلامي العراقي، الشيخ أحمد الكبيسي، إلى بلاده بعد انقطاع دام لسنوات طويلة، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها كثيرون بأنها ذات أبعاد سياسية ودينية تتعلق بالمكون السني العراقي.

 

وقالت مصادر سياسية عراقية، طلبت عدم كشف هويتها لـ"عربي21" إن "زيارة الكبيسي بدعوة من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قبيل إجراء الانتخابات التشريعية، كانت مفاجئة للجميع، وذلك بعد انقطاع عن البلد دام سنوات طويلة".

 

 وفي الوقت الذي لم يعرف أحدا أسباب دعوة العبادي للكبيسي، والحديث الذي دار بينهما، فقد رجحت المصادر السياسية أن يكون الطرفان قد اتفقا على دعم شخصيات سنية قريبة من العبادي، لتكون "مرجعية دينية" لأهل السنة بالعراق.

 

وأوضحت المصادر أن "زيارة الكبيسي إلى ديوان الوقف السني ولقاء رئيسه عبد اللطيف الهميم المقرب من العبادي، وعدم تلبيته دعوة المجمع الفقهي (أكبر مرجعية للسنة في العراق)، يثير شكوكا حول أسباب مجيء الكبيسي للعراق".

 

وذكرت أن "دعوة الكبيسي، لإنشاء مرجعية لأهل السنة في العراق، والتلميح الصريح لأن يكون الهميم على رأسها، خير دليل على المشروع الذي جاء من أجله الكبيسي إلى العراق بدعوة من العبادي".

 

اقرأ أيضا: "فساد" بالوقف السني العراقي وأنباء عن إقالة رئيسه (وثائق)

يشار إلى أن اتحاد القوى السنية (ممثل السنة بالبرلمان والحكومة)، قد أعلن في وقت سابق رفضه تعيين الهميم رئيسا لديوان الوقف السني، لكن العبادي أصر على تعيينه، رغم نص الدستور على أن المجمع الفقهي هو من يرشح الشخصية.

 

ويعرف الهميم، بقربه من إيران. كما وأثيرت حوله شبهات فساد مالي كبيرة منذ تسلمه مهام منصبه في حزيران/ يونيو 2015، حيث طالبت جهات سياسية ودينية، العبادي بضرورة إجراء تحقيق واتخاذ إجراء بحق الهميم.

 

وألقى الكبيسي كلمة في مقر ديوان الوقف السني بحضور الهميم، دعا فيها إلى إنشاء مرجعية دينية للسنة في العراق، قائلا "لماذا إلى اليوم ليس لديكم كبير، ومن أجل هذا يجب أن نعمل من الآن على أن يكون لنا كبير". 

 

وأضاف: "أنا حينما أرى أنتم تخاطبون هذا الرجل ابن هميم، أقول هذه بداية حسنة أن أصبح لنا كبير، يوجهنا نقترح عليه ونطلب منه، وينبغي أن تتجاوز هذا المكان الجغرافي من الحدباء إلى البصرة، أن يكون لدى المسلمين مرجع يسمعونه كل الناس".

 

وأردف: "الأكراد لديهم مرجعية والشيعة والتركمان والأيزيدية، إلا السنة ليس لديهم مرجعية، الآن يبدو في هذا المكان المبارك هناك بدايات أن يكون لديكم مرجع كما أخبرنا الرسول بذلك (..) والحمد لله أننا وجدنا من نأتمنه عليكم وهو هذا الرجل اسمه الشيخ الدكتور عبد اللطيف الهميم".

 

اقرأ أيضا: الحبس لمدة عام بحق رئيس الوقف السني بالعراق (وثيقة)

 

ولاقت كلمة الكبيسي هذه ردود كثيرة على مواقع التواصل، فقد استهجن كثيرون ترويج الكبيسي لشخصية الهميم ليكون مرجعا لأهل السنة في وقت يوجد فيه المجمع الفقهي العراقي الذي يضم كبار علماء السنة في العراق.

 

وعلق الناشط عبد الوهاب محمود قائلا: "نريد أن تكون مرجعية، لكن لم تحصر برجل واحد وليس في مجمع كما هو الحال بالمجمع الفقهي؟ ولم لا يرشح مجموعة من الكبار الذين يشهد لهم بالصلاح والتقوى ويتم انتخابهم ؟". 

 

وكتبت فاطمة قائلة "أول مرة أسمع أن الملائكة تبارك الساكتين عن الحق والناسين أهلهم والناهبين مناطقهم، والمتملقين لأسيادهم"، فيما كتب سلام حجي سبهان إن "كل الذي قاله محترم إلا ابن هميم".

 

وقال أسامة المهداوي إنه "كلام جميل ولكن تعيين مرجع من قبله بهذا الأسلوب. مع عدم إعطاء المبررات. لترشيحه دون غيره هو مثال جدل وشكوك. وتهم بالفساد واتخاذه إيران مرجعية مسألة مزرية"، متسائلا: "لماذا لم يلق خطبة الجمعة في جامع أبو حنيفة كما أشيع سابقا".

 

وأبدى عبد الرزاق أسفه على حديث الكبيسي بالقول إن "أحمد الكبيسي تاه وتاهت مراكبه وضاعت خيوله وما حطت طيور أحلامه إلا على ابن هميم".

 

أسباب الزيارة

 

من جهته، قال الإعلامي العراقي، سالم مشكور إن "الشيخ الكبيسي في العراق موفدا من أحد محوري الصراع على ارض العراق (لم يوضح الجهة) المطلوب نزع شرعية الحزب الإسلامي وتظهير مرجعية سنيّة".

 

وأضاف الإعلامي العراقي في تغريدة له على حسابه في "تويتر" أن "الأحزاب الإسلامية الشيعية تتمسك بالحزب الإسلامي السنّي الذي بات قريبا من محورها".

 

ويعيش الداعية أحمد الكبيسي، في دولة الإمارات منذ خروجه من العراق قبل الغزو الأمريكي للبلاد عام 2003، وعاد إليه بعد عام من الغزو وألقى خطبة في جامع أبو خنيفة النعمان وسط بغداد، وبعدها عاد إلى الإمارات.

 

ونقلت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، الجمعة، عن مصادر قولها إن "زيارة الكبيسي تتقاطع عند طموحات للهميم في إزاحة المجمع الفقهي من المشهد، وتأسيس مرجعية سُنّية على غرار الأزهر في مصر، أو الحوزة العلمية في النجف".

 

وأوضحت "الكبيسي، حل ومن دون أيّ مقدمات، وعلى مدى اليومين الماضيين، ضيفا كريما على كبار المسؤولين العراقيين في بغداد، حيث كان في مقدمتهم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي استقبله في مكتبه".

 

وخلال استقباله للكبيسي، قال الهميم في تصريحات إعلامية إن "زيارة قامة مثل الكبيسي إلى العراق مهمة، ومحبيه بانتظار سماع كلام منه، ومجيئه إلى العراق سيفتح افاق جديدة على مستوى تحديث الخطاب الديني، أو محاربة الإرهاب والغلو".

 

وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، قد استقل في بغداد، الأربعاء، الداعية الإسلامي العراقي، الشيخ أحمد الكبيسي.

 

وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان وُزع على وسائل الإعلام، إن العبادي استقبل في مكتبه، ببغداد، الداعية الإسلامي الشيخ أحمد الكبيسي.

 

وذكر البيان أنه خلال اللقاء "تمت مناقشة أهمية توحيد الكلمة بين أبناء البلد، بعد الإنجاز الكبير الذي تحقق بتحرير الأراضي التي احتلها داعش، وهزيمة هذا التنظيم الإرهابي".

 

بدوره، هنّأ الكبيسي العبادي "بالانتصارات التي تحققت على عصابات داعش الإرهابية"، مشيدا بقيادة "العبادي للنصر ولوحدة البلاد"، داعيا الله عز وجل "أن يتم إكمال الانتصارات في مجال البناء والإعمار".

 

 

الشيخ الكبيسي في العراق موفداً من أحد محوري الصراع على ارض العراق. المطلوب نزع شرعية الحزب الاسلامي وتظهير مرجعية سنيّة. الاحزاب الاسلامية الشيعية تتمسك بالحزب الاسلامي السنّي الذي بات قريباً من محورها. pic.twitter.com/TvrVyvwYu0