سياسة عربية

تفاصيل دور سليماني في تشكيل تحالف العبادي والعامري

مصادر سياسية وإعلامية أكدت نجاح قاسم سليماني في جمع العبادي مع العامري بتحالف انتخابي- أرشيفية

شكل إعلان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تحالفه مع ائتلاف يمثل الحشد الشعبي، بزعامة هادي العامري، مفاجأة في الأوساط السياسية والشعبية العراقية، ولا سيما حليفه الأقرب، زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.


وعقب الإعلان عن توقيع اتفاق لدخول رئيس منظمة بدر، هادي العامري، بتحالف انتخابي مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، تحت تشكيل أطلق عليه تحالف "النصر"، انتقد الصدر خطوة العبادي هذه ووصفها بـ"الاتفاقات السياسية البغيضة".


وقال الصدر في بيان له: "أعزي الشعب المجاهد الصابر مما آلت إليه الاتفاقات السياسية البغيضة من تخندقات طائفية مقيتة لتمهد عودة الفاسدين مرة أخرى وقد عرض علينا الالتحاق وقد رفضنا ذلك رفضا قاطعا". 


وأضاف رجل الدين الشيعي في العراق قائلا: "العجب كل العجب مما سار إليه الأخ العبادي الذي كنا نظن به أول دعاة الوطنية ودعاة الإصلاح"، في إشارة لتحالفه مع العامري.

 

وسبق أن أعلن الصدر، خلال مقابلة تلفزيونية في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، دعمه لتولي رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، ولاية ثانية، متوقعا في الوقت ذاته "استقلاله" بالمرحلة المقبلة.

 

اقرأ أيضا: هل يتحالف العبادي مع "الحشد" لمواجهة المالكي انتخابيا؟

وقال مصدر سياسي عراقي قريب من التحالف الشيعي، إن "قائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني، أشرف بشكل مباشر وقاد تفاوضات بين العامري والعبادي لجمعهم في تحالف انتخابي واحد لدخول الانتخابات المقبلة".


وأكد المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته في حديث لـ"عربي21" أن "الجانبين استجابا لدعوة الجنرال الإيراني سليماني، بعدما كانا الأبعد في التحالف قبل أيام قليلة".


وتداول محللون سياسيون وإعلاميون عراقيون، الأنباء ذاتها، حيث قالوا إن تحالف العبادي والعامري، جاء بترتيب من قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، بحضور الجانبين، إضافة إلى نائب رئيس الحشد الشعبي أبي مهدي المهندس.


وكتب الإعلامي العراقي، حسام الحاج، على حسابه في "فيسبوك" قائلا إن "اللواء قاسم سليماني وصل إلى بغداد الساعة الرابعة والنصف من مساء اليوم (أمس) وترأس اجتماعا رباعيا بين العبادي والعامري والمهندس، انتهى الاجتماع الساعة العاشرة باتفاق نهائي بعد أيام من الخلافات المستعرة بين الأطراف السياسية".

 

وتعليقا على هذه الأنباء، قال الباحث العراقي في شؤون الجماعات المسلحة هشام الهاشمي، على حسابه في "تويتر" إن "للبيت السياسي الشيعي سليماني يرتبه ويحميه".


من جهته، قال المتحدث باسم الحراك السني بالعراق، الشيخ فاروق الظفيري، إن "العراقيين سيستيقظون قريبا على صورة سليماني يجلس على كرسي رئاسة الوزراء رسميا ممثلا بوصول حشده الإرهابي إلى سدة الحكم عن طريق الانتخابات الصورية". 

 

اقرأ أيضا: الصدر يعلق على تحالف العبادي مع العامري بالانتخابات

إلى ذلك، قال النائب عن تحالف القوى السنية، عبد القهار السامرائي في تصريحات نشرها على حسابه في "فيسبوك" إن "تحالف العبادي ولّد قلقا في محافظاتنا كون (العبادي)، ربما لن يستطيع تنفيذ ما يصرّح به من حصر للسلاح بيد الدولة بعد إقامته لهذا التحالف، وهذا التخوّف موجود داخل كتل وشخصيات وطنية مهمة كسماحة السيد مقتدى والمعتدلين الآخرين".


وأضاف أن "من تحالف مع العبادي من أبناء محافظاتنا همهم الأساسي الحصول على ملفّين وهم يعلنوها بشكل واضح أمامنا، وهي الاستفادة من السلطة لرئيس الوزراء، واستخدام ثقل التحالف من خلال الفصائل السياسية المسلّحة التي تضغط على المواطن للتصويت لصالحها هي وتحالفها من خلال السلاح".


وشدد النائب عن محافظة صلاح الدين أن "الفصائل السياسية لم يكن لها وجود سياسي سابق في مناطقنا، واليوم توجد لها مكاتب ومرشحون، وهذا يولّد مخاوف لدى الجمهور من طبيعة إجراء العمليات الانتخابية في ظل وجود هذا السلاح غير المنضبط".


وعلى الصعيد ذاته، نقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر مطلع، الاثنين، أن منظمة بدر وحركة العصائب انسحبتا من ائتلاف "نصر العراق" الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، دون ذكر أسباب الانسحاب.


وبحسب مراقبين عراقيين، فإن إعلان الانسحاب ربما يكون مناورة لامتصاص حالة النقمة الكبيرة التي خلفها توقيع العبادي والعامري على تحالف انتخابي على أسس طائفية.

 

وأضافوا أن "العبادي قد نكص على عقبيه، بعد عودته إلى الحضن الإيراني، ما يؤكد فشل النموذج الأمريكي الجديد (العبادي) بعد أن حظي بعدمهم في المرحلة السابقة".


يشار إلى أن ائتلاف "النصر" الذي يترأسه العبادي وائتلاف "الفتح" الذي يترأسه العامري، يضمان معهما المجلس الأعلى برئاسة همام حمودي، وثمانية فصائل للحشد الشعبي، منها عصائب أهل الحق.


وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي، قد أعلن، الأحد الماضي، تشكيل ائتلاف "النصر"، وقال إنه العابر للطائفية والتفرقة والتمييز، داعيا "المخلصين والكيانات السياسية إلى الانضمام لائتلافنا الوطني الجديد".

 

 

 

سليماني على كرسي الوزراء


سيستيقظ العراقيون قريبا على صورة سليماني يجلس على كرسي رئاسة الوزراء رسميا ممثلا بوصول حشده الارهابي الى سدة الحكم عن طريق الانتخابات الصورية
ليقود الحشد الارهابي العراق في صفحة من اكثر الصفحات دموية في تاريخه
وسوف ترون
صورة تجمع سليماني وهادي العامري pic.twitter.com/H4heXb8flF