سياسة عربية

لماذا تصمت أسرة عبدالناصر على اتهام صهرها بالعمالة لإسرائيل؟

أشرف مروان متزوج من منى ابنة الرئيس جمال عبد الناصر- أرشيفية
تتواصل الاتهامات الإسرائيلية لصهر الرئيس جمال عبدالناصر، ومستشار الرئيس أنور السادات، بالعمالة لتل أبيب على مدار 28 عاما، ما أثار التساؤل حول صمت أسرة عبدالناصر إزاء تلك التصريحات.
 
وكشف مسؤول إسرائيلي السبت، عن دور العميل المصري أشرف مروان صهر الرئيس جمال عبدالناصر، في إمداد إسرائيل بمعلومات حيوية عن فكر القيادة المصرية وتسليح مصر العسكري وموعد الحرب ضد إسرائيل.
 
وقال تسفي زامير، الذي ترأس الموساد أثناء حرب 1973، لصحيفة "ميكور ريشون" إن أشرف مروان "كان أفضل مصدر استخباري تمكن الموساد من تجنيده حتى ذلك الوقت".
 
وأضاف أن مروان كان يطلعنا على نوايا القيادة المصرية السياسية وتوجهاتها إزاء إسرائيل ويضعنا على القدرات العسكرية المصرية من اجتماعات السادات مع كبار قادته العسكريين، وتزويدنا بالموعد الذي حددته مصر وسوريا لشن حرب 73 ومجمل خطة الحرب.
 
ليس الاتهام الأول
 
وكشف مسؤولون إسرائيليون سابقون الجمعة، لصحيفة "يسرائيل هيوم" عما أسموه بـ"المعلومة الذهبية" التي وصلتهم من أحد المسؤولين المصريين الكبار إبان حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973، والتي غيرت مسار الحرب لصالح إسرائيل، مشيرين إلى أنه ليس أشرف مروان، ومؤكدين أن "مروان كان أيضا عميلا للموساد، وزود إسرائيل بمعلومات بالغة الأهمية والخطورة قبل الحرب وخلالها وبعدها".
 
وتنتج إسرائيل فيلما عن مروان، مأخوذ عن كتاب "الملاك: الجاسوس المصري الذي أنقذ إسرائيل"، ويثبت الفيلم الذي يعرض منتصف 2018، أن مروان كان عميلا مخلصا لإسرائيل على مدى 28 عاما، وأنه أنقذ إسرائيل من هزيمة أكبر بكثير مما لحق بها عام 1973؛ حينما أخبر تل أبيب بموعد حرب تشرين الأول/ أكتوبر قبل اندلاعها بيوم كامل.
 
وأثار حضور السفير الإسرائيلي بالقاهرة، ديفيد جوفرين، حفل زفاف أحمد ابن أشرف مروان، داخل فيلا منى عبدالناصر بالمقطم، في آذار/ مارس الماضي، ردود فعل غاضبة بين المصريين.
 
وأشرف مروان هو صهر عبد الناصر وزوج ابنته منى عام 1966، وعمل مساعدا لعبد الناصر ومستشارا للرئيس أنور السادات، ورئيسا للهيئة العربية للتصنيع حتى عام 1979، ولقي مصرعه عام 2007 بطريقة مريبة بعد أن سقط من شرفة شقة في لندن.
 
صمت هنا ورد هناك

والسؤال هو: لماذا تصمت أسرة الرئيس عبدالناصر على الاتهامات الإسرائيلية؛ في الوقت الذي ينبري فيه عبدالحكيم عبدالناصر للرد على ما كتبه أمين عام الجامعة العربية الأسبق عمرو موسى، حول استقدام والده أفخر أنواع الأطعمة السويسرية بالطائرة؟
 
وكان موسى قد قال في مذكراته التي حملت عنوان "كتابي" إن عبد الناصر كان يستورد طعاما خاصا من سويسرا، واصفا إياه بالديكتاتور الذي قاد مصر للهزيمة في حرب تموز/ يونيو 1967، ومتهما سياساته بالتسبب في اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011.
 
وهي الاتهامات التي قابلها عشرات الناصريين في مصر بالرد، وبينهم عبدالحكيم جمال عبدالناصر، الذي قال إن موسى زوّر التاريخ وحرّف الحقائق، وكلامه هراء غير حقيقي، والتاريخ يشهد بما فعله الرئيس لبلده وشعبه، مطالبا من "يكره عبدالناصر يشوف له بلد تانية".
 
لماذا أصيب بالخرس؟

وفي تعليقه على ما اعتبر أنه تناقض من أسرة عبدالناصر، قال الكاتب الصحفي سمير العركي عبر صفحته على "فيسبوك": "عبد الحكيم ابن جمال عبد الناصر الذي طالب كارهي أبيه بترك مصر؛ أصيب بالخرس مع سيل التقارير الإسرائيلية عن عمالة صهره أشرف مروان للصهاينة".
 
ما علاقة مبارك؟

ومن جانبه، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق الدكتور عبدالله الأشعل أن "أشرف مروان منطقة خطرة للحديث حولها، واتهامه من قبل إسرائيل بالعمالة يسيء بشدة لعبدالناصر ويضع ابنته منى -زوجة مروان- وأولادها في حرج كبير، في الوقت الذي يعد فيه الهجوم والرد على عمرو موسي أمرا سهلا".
 
وفي سؤال حول عدم نشر الدولة وثائقها الرسمية وكشف الحقائق حول مروان، قال الأشعل لـ"عربي21"، إن "الدولة يديرها العسكريون وهم يتسترون بعضهم على بعض"، مضيفا أن "هناك من يقول بشبهة تورط حسني مبارك مع أشرف مروان".
 
وأكد السفير السابق أن الموقف الرسمي المصري هو أن أشرف مروان شخص وطني وليس عميلا لإسرائيل، وأن الدولة لا تعلق علي الكتابات الإسرائيلية في هذا الشأن.
 
وحول ما يتردد من أن صمت أسرة عبدالناصر والدولة على التصريحات الإسرائيلية يؤكد وجهة النظر الإسرائيلية ويعني أن مروان متورط مع إسرائيل، قال الأشعل: "بحسب هذه النظرية فالاتهام يبدو صحيحا".
 
أكاذيب لا تنتهي

وعلى الجانب الآخر أكد رئيس حزب الجيل الديمقراطي، ناجي الشهابي، أن "أسرة الزعيم جمال عبد الناصر لم تلتزم الصمت إزاء الاتهامات الإسرائيلية بحق السيد أشرف مروان زوج السيدة منى عبد الناصر بالعمالة للكيان الصهيوني".
 
وفي حديثه لـ"عربي21"، أوضح الشهابي ذو التوجه الناصري، أن "المخابرات العامة والدولة المصرية ردتا على تلك الاتهامات في حينها وقت تشييع جنازة مروان رسميا، وتم إصدار بيان حول وطنيته وأنه كان يعمل بعلم مصر".
 
وفي سؤال حول ما يثيره كل تصريح لأحد مسؤولي الكيان الصهيوني من لغط ووجوب الرد والتوضيح من أسرة عبدالناصر ومروان في كل مرة، قال الشهابي إن "أكاذيب الكيان الصهيوني لن تنتهي وستستمر لأنها لا تريد الاعتراف بانتصار المخابرات المصرية على مخابراتها وأنها عاشت في وهم كبير".