سياسة دولية

سُخرية من مفتي تونس بسبب هلال شهر محرّم

بطيخ - أرشيفية
سخر نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من مفتي البلاد التونسية، عثمان بطيخ، الذي أعلن، ظهر الأربعاء، رسميا عن تاريخ رأس السنة الهجرية 1439 ودخول شهر محرّم.

وكان المفتي عثمان بطيّخ أعلن، حوالي منتصف النهار بالتوقيت المحلّي، في بلاغ نشرته الصفحة الرسمية لديوان الإفتاء بتونس في فيسبوك، أنّ الخميس 21 سبتمبر/ أيلول 2017 هو أول يوم من شهر محرم 1439 هجريا .

واستغرب النشطاء من توقيت الإعلان عن تاريخ دخول العام الهجري الجديد الذي يفترض، بحسب هؤلاء، رؤية هلال شهر محرّم، وهو ما يعدّ مستحيلا عند الظهيرة بتونس، حيث لم يحدث ذلك من قبل.

الشمس بازغة


وكان المعهد الوطني للرصد الجوّي نشر على موقعه الإلكتروني الإمكانيات الفلكية لرؤية هلال شهر محرم 1439 بتونس والبلدان العربية والإسلامية، حيث أورد أنّه "يمكن رؤية الهلال ابتداء من الأربعاء 20 سبتمبر/ أيلول من الساعة الثامنة و39 دقيقة مساء بالتوقيت المحلي لتونس، انطلاقا من وسط المحيط الأطلسي، ثم تباعا باتجاه الغرب".

 وتابع المعهد أنّ القمر يمكث بعد غروب شمس الأربعاء في كامل البلاد التونسية 24 دقيقة، ولمدّد متفاوتة، أقصاها 26 دقيقة في كل البلدان العربية والإسلامية، و32 دقيقة في المدن العالمية.

وأعلنت رئاسة الحكومة في تونس، الأربعاء أن أعوان الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة الإدارية يتمتّعون بعطلة بيوم واحد، الخميس، بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية.

وتساءل الناشط محمد صالح الحدري، بمنشور في فيسبوك: "هل تمّ الأربعاء 29 ذو الحجة 1438 رصد هلال العام الهجري الجديد 1439 قبل صلاة العصر والشمس بازغة؟" عجبا والله! ماذا جرى لمفتي الجمهورية؟".

وخلص بالقول: "أصبح المفتي يعتمد الحساب الفلكي دون الرؤية؟ أم أنّه اتبع ما تقرّر في السعودية؟ ما وقع اليوم لم نشهده من قبل في تونس! لا حول ولا قوّة إلا بالله".

فوضى الرؤية

وعلّقت الأكاديمية ومديرة معهد الصحافة السابقة، سلوى الشرفي بن يوسف: "هذه المرة اعتمدت الدولة الحساب في الإعلان عن دخول الشهر. المفتي أعلن ذلك صباحا".

وأضافت بمنشور في فيسبوك: "طيب بما أنكم تخليتم عن الرؤية كملوا المزية وأعلنوا التواريخ قبل سنة في الرزنامة؛ لأن التوانسة لم يتعودوا أبدا على فوضى الرؤية وتعطيل المواعيد. وكما قال عبداللطيف الفوراتي (إعلامي متقاعد): لقد عاد الدر إلى معدنه".

 الاستئناس بالحساب


ويقصد الأخير بقوله "عاد الدر إلى معدنه" الطريقة التي كانت تعتمد خلال نظام بن علي، وتقوم على مبدأ "الرؤية مع الاستئناس بالحساب".

وهذه الطريقة نجدها إلى اليوم مدوّنة في الموقع الإلكتروني لديوان الإفتاء كمهمة أساسية موكولة للمفتي بمقتضى الأمر الجمهوري المؤرخ في 8 أبريل 1988 (أي مع بداية نظام بن علي).

وجاء في الأمر الجمهوري أن المفتي "يعيّن بداية كل شهر قمري باعتماد الرؤية مع الاستئناس بالحساب، وذلك عملا وتبعا لذلك، يعين مفتي الجمهورية تواريخ دخول السنوات القمرية والمواسم والأعياد الدينية".

بينما، على أرض الواقع، يتم اعتماد الرؤية أساسا في منذ ثورة 14 كانون الثاني/ يناير2011.

 وسخر أحمد بوعلاق في فيسبوك بقوله: "سمعنا بالنجوم في القايلة.. أما الهلال أيضا؟".

بينما كتب زهير بريري: "أول عام الرؤية تظهر قبل المغرب، وإلا أصبحنا نتبع الحساب، ربي يقدر الخير، كل شيء أصبح بالسرعة حتى رؤية الهلال قبل الوقت".

الحساب مع الاستئناس بالرؤية

وبأسلوب ساخر، خاطب أبو مريم المفتي بمنشور في فيسبوك: "يا سي عثمان أكيد الحاجة طبخت قدّيدا اليوم هذاكا علاش قلت غدوة رأس عام بسرعة باش طنجرة الملوخية تبات من الليلة.. ولا تنسى تحمل صحيّن (تصغير لصحن) للبجبوج (قايد السبسي)".

وقالت سميرة رويسي "بركاتك يا شيخ الهلال، يتشاف في نصف النهار ههههه، أما علاش هلال رمضان صعيب وين يتشاف حتى كيف يكون الطقس جميل والعصافير تزقزق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يتساءل مراقبون".

وعلّق وجيه الحاج علي في فيسبوك "معناها انتقلنا من الرؤية مع الاستئناس بالحساب إلى الحساب مع الاستئناس بالرؤية إن وجدت، رؤية أصلا!!! الحمد لله على كل حال..".

وكتب اسامة عكروت: "هل تعلم: مفتي بلاد تونس اقوى من تليسكوبات العالم الحديثة، فهو يرى الهلال في القيلولة".

 وساخرا، تساءل علي غربال في فيسبوك: "اعتمادا على هلال الشابة أم على هلال مساكن؟ (اسما فريقين رياضيين بالساحل - الوسط الشرقي).

وطالب ناسه وشام في فيسبوك: "نحب نعرف علاش في هلال رمضان والعيد نقعدو ننتظر حتى الثامنة ليدل، طالما هو قادر يرى الهلال منتصف النهار".