ملفات وتقارير

تعرف على المليشيات غير الشيعية الداعمة للأسد (ملف)

ترافقت قوة المليشيات الداعمة للأسد مع ضعف جيش النظام السوري- أ ف ب
ترافقت قوة المليشيات الداعمة للأسد مع ضعف جيش النظام السوري- أ ف ب
مع استمرار الأزمة السورية، والهزائم التي مني بها جيش النظام السوري؛ عمل النظام وداعموه الروس والإيرانيون على حشد وتنظيم المليشيات، دعما للنظام، وحشد المقاتلين من داخل وخارج سوريا، على أسس مختلفة.

وكانت "عربي21" رصدت في تقرير سابق أبرز المليشيات الشيعية الداعمة للنظام السوري، والتي تحشدها وتنظمها وتمولها وتقودها إيران، من مقاتلين شيعة سوريين وعراقيين وإيرانيين، أبرزها "حزب الله" اللبناني، و"مليشيات أبو الفضل العباس" العراقية، و"فاطميون" الأفغانية. 

اقرأ أيضا: ما هي المليشيات الشيعية المقاتلة بسوريا؟ (ملف+إنفوغرافيك)

وفي هذا التقرير، ترصد "عربي21" المليشيات غير الشيعية الداعمة للنظام السوري، والتي حشد بعضها على أسس طائفية وعرقية كذلك، وأخرى على أسس قومية، ومن داخل وخارج سوريا، وأسباب حشدها وكيفيته.

تآكل النظام

بعد هزيمة النظام في معركة إدلب في عام 2015، وفقدانه السيطرة على المحافظة كاملة؛ اعترف رئيس النظام السوري بشار الأسد بأن النظام يعاني من عجز كبير في القوة البشرية، ولذلك كان عليه الانسحاب من جبهات محددة.

وجاء هذا الإعلان بعد أنباء متعددة حول محاولات النظام "اليائسة" للحشد والتجنيد في النظام السوري، حيث بدا الجيش السوري والنظام السوري يعاني تحت وطأة الانشقاقات والهرب، مما أدى لتدخل روسي وإيراني، عسكري مباشر، وتنظيمي للمليشيات المختلفة، لحفظ ما تبقى من النظام.

ورغم أن النظام استطاع تمالك نفسه عبر هذا الدعم الخارجي، إلا أن الديناميات الحاكمة لهذه المليشيات جعلت النظام مشابها لفصائل المعارضة التي يقاتلها، رغم أن جيش النظام السوري لا زال هو العمود الفقري لهذا النظام والمليشيات الداعمة له، بحسب ما يرى الباحث توبياس شنايدر.

وأضاف شنايدر، في مقال بعنوان "تشظي النظام السوري أسوأ مما تعتقد"، أن النظام القوة الخشنة للنظام السوري الآن تتكون من طيف واسع من مليشيات محلية وخارجية، بتمويلات محلية وخارجية وأمراء حرب محليين. 

وأشار، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا التشظي بقوة النظام اليوم نتيجة مباشرة للتفاعل ما بين الضغوطات الدولية والمحلية على الجوانب الاقتصادية والإدارية، حيث تفككت الدولة السورية إلى أجزاء مستقلة إلى درجة بعيدة، سياسيا واقتصاديا، عن العاصمة، مشكلة بجوهرها على أقسى المكونات الطائفية والعشائرية والعصابية لقاعدته الداعمة من المؤيدين.

وأوضح الكاتب أن هذه القوات تتكون من خليط مثير من أمراء الحرب المحليين، وبقايا النظام، والدعم الأجنبي، في تحالفات وغرف عمليات مؤقتة، وأصبحت تملك صلاحيات وقوة لا تستطيع القوة المركزية للنظام السوري في دمشق السيطرة عليها، مما يعني مع الوقت تباعدا في المصالح ما بين المقاتلين والمليشيات المحلية من جهة والنظام من جهة أخرى، وما بين دمشق والداعمين المحليين. 

وعمل النظام على تعويض ضعفه على السيادة أو عجزه عن الدفع لمن يعملون تحت إمرته؛ سعى النظام السوري لتعويض هذه الخسائر سياسيا، بانتخابات مجلس الشعب في نيسان/ أبريل الماضي، حيث حل مهربون وزعماء مليشيات محل قيادات كبيرة في حزب البعث وبقايا النظام السابق.

وإذا استمر الحال كذلك، فلن يجد النظام نفسه أكثر من مجرد "الأول بين الأنداد"، كمهيمن رمزي مشترك حوله تحالف من السارقين والإقطاعيين، أدى في النهاية لتشوه صورة رئيس النظام السوري بشار الأسد نفسه، الذي أصبح العامل المتبقي الأخير لا للدولة، ولكن للنظام، بحسب شنايدر. 

"القوة في الضعف"

من جانب آخر، عمل النظام على استغلال شبكات الزبائنية والمحسوبية في جيش النظام السوري، والتي تعود إلى ما قبل الحرب، وتحويلها لسلسلة موازية من القيادة تشد عضد النظام، فعمل على سحب الجيش من خطوط أمامية محددة، وتجنيد المليشيات لتلبية احتياجاته من المشاة.

ورأى الباحث خضر خضور، في بحث له على مركز "كارنيغي"، أن الجيش يشكل العمود الفقري اللوجستي للمليشيات التي يرعاها النظام وقناة مهمة لداعمي النظام: روسيا وإيران، بحيث وفرت المليشيات معظم احتياجاته من المشاة، مقابل تأمين القوة الجوية والأسلحة الثقيلة.

وبإدراك النظام أهمية الجيش، كان عليه معالجة النقص في القوة البشرية ، فعمل على تفعيل المجموعات شبه العسكرية والتجنيد من خلالها، عبر الشبكات المحلية غير الرسمية والروابط العائلية أو المجتمعية أو الطائفية.

وتوفر هذه المليشيات مقابلا ماديا أفضل من المقابل الذي يوفره الجيش، كما أنه يسمح للمقاتلين في البقاء قريبا من ديارهم، ليدافعوا عن منازلم ومجتمعاتهم المحلية أكثر مما يريدون الدفاع النظام.

أما أبرز المليشيات الداعمة للنظام، فهي كالتالي:

المليشيات المحلية

وهي مليشيات تشكلت من متطوعين في مناطقها، تحت إشراف أو تنسيق أو قيادة مع جيش النظام السوري أو المليشيات الأخرى أو الفروع الأمنية.

قوات الدفاع الوطني

تعتبر "قوات الدفاع الوطني" أكبر مليشيا داعمة للنظام على الإطلاق، وهي تشكلت في صيف عام 2012، وتضم الآن أكثر من مئة ألف متطوع لدعم النظام في مناطق عملهم، وهي مكونة من وحدات على امتداد سوريا، تحت إشراف موحد على يد العماد في جيش النظام السوري حواش محمد.

بدأت قوات "الدفاع الوطني" على تنظيم وتدريب مئات المتطوعين في اللجان الشعبية، تحت قيادة "قوات الدفاع الوطنية"، وهي تختلف عن "الشبيحة" الذين تلقوا تدريبا وتسليحا وتمويلا من النظام، لكنهم استدخلوا ضمن قواتها.

يعتقد أن مليشيات الدفاع الوطني تشكلت تحت إشراف قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني"، حيث أقر مسؤولون سوريون أن إيران وحزب الله لعبوا دورا أساسيا في تشكيل هذه المليشيات، على شكل مليشيا "الباسيج" التطوعية التابعة للحرس الثوري الإيراني.

قوات النمر

تم استحداث هذه القوة كمليشيا داخل جيش النظام السوري، وهي تعمل تحت إشراف العقيد سهيل الحسن، الذي تم ترقيته إلى عميد، وبدأت بعد أن وصفت عمليات الحسن بـ"الناجحة"، وهو يلعب دورا كبيرا في حملات عام 2016، وهي تتكون من وحدات فرعية مثل "قوات الفهود".

صقور الصحراء

تأسست مليشيا صقور الصحراء على يد محمد جابر، وهو رجل أعمال تربطه صلات وثيقة بالنظام، وهي مكونة من ضباط سابقين ومحاربين ومتطوعين من مليشيات أخرى، بأعمار 25 - 40 عاما، ووصفت بأنها "قوات نخبة".

تعمل "صقور الصحراء" في المناطق الصحراوية، وشاركت في هجوم "القريتين"، وساهموا في استعادة السيطرة على بلدة "كسب" في الساحل السوري،

مليشيات "البستان"

تعمل هذه المليشيات تحت إشراف ابن خال الرئيس رامي مخلوف، الذي أسس "جمعية البستان للأعمال الخيرية"، وأنشأت لاحقا فرعا أمنيا، يجتذب إجمالا العلويين من مركز الطائفة العلوية في الساحل، وهي تنتسب عمليا وإداريا لإشراف قطاع الجيش المحلي في مناطق عملها، وتنسق عملياتها مع "الفرقة الثامنة عشرة"، بينما يرى باحثون أن هذا التشكيل كان يهدف لوضع مسافة بين مخلوف والنظام.

أبرز هذه المليشيات هو: "كتائب الجبلاوي" في حمص، وعملت في الغوطة، نسبة إلى القيادي القتيل في الجيش السوري مازن علي أحمد الجبلاوي، الذي قتل في درعا في عام 2013، وهي أكثر استقلالية من مليشيات الدفاع الوطني وأكثر عداء ووحشية، 

ومن هذه المليشيات أيضا "فهود حمص"، التي تشكلت في عام 2013، وامتدت حتى عام 2015، على يد شادي جمعة، المقرب من الضابط "أبو جعفر"، الملقب بالعقرب، ومؤسس "لواء خيبر"، أحد مليشيات الدفاع الوطني في حمص، وتضم "فهود حمص" تحتها قوات "درع الوطن"، التي تنسق مع مليشيات "ذو الفقار" الشيعية في دمشق.

المليشيات السياسية

انبثقت هذه المليشيات عن أحزاب سياسية، وعملت على حشد متطوعيها تحت شعارات "حزبية" أو سياسية، أبرزها لحزب البعث السوري، والأحزاب المقربة منه، وأبرزها:

كتائب البعث

تشكلت "كتائب البعث" من المنتسبين لحزب البعث في حلب، على يد القيادي هلال هلال، في صيف عام 2012، بعد أن تمكن الثوار من دخول حلب الشرقية، ثم تشكلت في اللاذقية وطرطوس، وهم يعملون في دمشق. 

نسور الزوبعة

يشار إلى "نسور الزوبعة" بالنسبة إلى شعار "الحزب القومي السوري الاجتماعي"، اللبناني، الذي يؤمن بأيديولوجيا "سوريا الكبرى"، وهي مختلفة عن أيديولوجيا "حزب البعث" القومية.

شارك ما يقارب 8000 عنصرا من "نسور الزوبعة"، بينهم لبنانيون، في عمليات موزعة على كل الأرض السورية، لكنهم متركزون تحديدا في حمص ودمشق، ولهم وجود أكثر من جيش النظام السوري في محافظة السويداء.

الحرس القومي العربي

وهي مليشيا قومية، تشكلت في عام 2013، تتكون مما يقارب الـ1000 عنصر، وتتواجد في حلب ودمشق ودرعا وحمص والقنيطرة، وتضم "قوميين" من عدة بلدان عربية، منهم مصريون وعراقيون ولبنانيون وفلسطينيون وتونسيون وسوريون ويمنيون.

تتكون المليشيا من عدة ألوية، منهم: واضح حداد، وهو قومي فلسطيني مسيحي، وحيدر العمالي، مفكر لبناني قومي، ومحمد برهامي، وهو سياسي تونسي قومي، ويوليوس جمال، وهو ضابط مسيحي سوري يقال إنه أغرق سفينة فرنسية في قناة السويس لأجل "القومية العربية" ودعما لجمال عبد الناصر.

المقاومة السورية

وكانت تسمى "الجبهة الشعبية لتحرير لواء إسكندرون"، وهي مليشيا داعمة للأسد تدعي حملها لأيديولوجيا ماركسية - لينينية، ويقودها ميراج أورال، العلوي التركي الذي يحمل جنسية سورية، وكان يسمى "علي كيالي"، في سوريا، وهو مسؤول عن مجزرة "البيضا" في محافظة بانياس.

المليشيات الطائفية

ويستثنى بهذا التقرير المليشيات الشيعية والعلوية، ويشمل به هنا المليشيات المسيحية والدرزية تحديدا، لتتوافق مع محتوى التقرير.

جيش الموحدين

وهي مليشيا مكونة من "الدروز"، وتعمل تحديدا في السويداء ودرعا ودمشق ومناطق الدروز الأخرى، وأعلن عن تشكيله بداية عام 2013، وقد كانت لحماية الدروز، لكنها توصف [أنها مؤيدة لنظام بشار الأسد، تحت قيادة "أبو إسماعيل إبراهيم التميمي".

"سوتورو"

وهي مليشيا محلية موجودة في القامشلي، في محافظة الحسكة في سوريا، وهي مكونة من المسيحيين السريان، وبعض الأرمن.

قوات الغضب

تتواجد "قوات الغضب" المسيحية في محافظة السقيلبية في ريف حمص، وهي معروفة بدعمها للنظام، وهي تأسست في آذار/ مارس 2013 لحماية المدينة وريفها، وهي مقربة من الحرس الجمهوري.

المليشيات الفلسطينية
وهي المليشيات التي تشكلت دعما للنظام السوري من اللاجئين الفلسطينيين، بالإضافة لمليشيات فلسطينية كانت موجودة قبل بدء الثورة السورية، ووقفت في صف الأسد.

أما المليشيات والفصائل الفلسطينية التي كانت في مخيمات الفلسطينيين منذ البداية، هي:

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة

وبرز دور الجبهة، بقيادة أحمد جبريل، في قمع المظاهرات منذ بدء الثورة في مخيم اليرموك، ودعموا جيش النظام السوري لقتال الثوار السوريين داخل وحول مخيم اليرموك، واستمرت بدعمها لنظام الأسد وشاركت في المعارك التي حصلت هناك.

فتح الانتفاضة

الفصيل الفلسطيني الذي تأسس عام 1983، بقيادة العقيد سعيد مراغة، وانفصل عن منظمة التحرير الفلسطينية بعد الحرب الأهلية، بسبب الخلافات بين أبو موسى ويسار عرفات، وانتقلت إلى مخيم اليرموك، ووقفت دعما لنظام الأسد خلال الأزمة السورية التي اندلعت هناك.

قوات الصاعقة

وتمثل الصاعقة الجناح البعثي للفصائل المسلحة الفلسطينية، وتشكلت وتم إدارتها من سوريا، وهي مرتبطة بحزب البعث السوري، وعضو في منظمة التحرير الفلسطينية.

بالإضافة لهذه الفصائل، فهناك مشاركة من: جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والحزب الفلسطيني الديمقراطي - سرايا العودة والتحرير. 

أما المليشيات التي شكلها النظام السوري من الفلسطينيين في سوريا، فهي:

قوات الجليل

وتضم هذه القوات ما يقارب 4800 عنصر فلسطيني، تحت قيادة فادي الملاح، تدربوا على يد جيش النظام السوري وحزب الله، وشاركوا في معارك القلمون، ويصفون أنفسهم بأنهم "سوريو الانتماء، فلسطينيو الجنسية، ومقاومو الإيمان".

لواء القدس

وهو مليشيا مكونة من الفلسطينيين المؤيدين للنظام السوري، ويعملون تحديدا في محافظة حلب، وكانت آخر معاركهم هي السيطرة على مخيم حندرات في حلب، وتأسست في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، على يد المهندس محمد السعيد، الذي يعتبر القائد الرئيسي، وهي تتكون بشكل كبير من فلسطيني المخيمات في حلب، وخصوصا مخيم النيرب.

جيش التحرير الفلسطيني

ويقودها طارق الخضري، ويختلف عن جيش التحرير الفلسطيني التابع لمنظمة التحرير ، وشاركت في عدة معارك حول سوريا، أبرزها منطقة "عدرا"، ومؤخرا شمال السويداء، حيث خسروا 13 عنصرا هناك، كما شاركوا في معارك داريا وتل صوان وحصار معضمية الشام والزبداني.
التعليقات (1)
رضا ماجد حمد
الخميس، 24-11-2016 10:31 ص
هذا التقرير يكشف عن شعبية النظام السوري وارادة الأحرار من طوائف وجنسيات مختلفة لتحرير الرض من انجاس دواعش!!!!!!!!!