سياسة عربية

قيادات يمنية انفصالية تنشط في دولة الإمارات

علي البيض في عزاء الإماراتي سلطان هويدن الكتبي - تويتر
علي البيض في عزاء الإماراتي سلطان هويدن الكتبي - تويتر
تنشط قيادات جنوبية بارزة، معروفة بميله لنزعة الانفصال عن شمال اليمن، بشكل مكثف في دولة الإمارات،  في مشهد يثير التساؤلات، حول أبعاد حفاوة الاستقبال التي لاقتها تلك الشخصيات، وفي مقدمتهم نائب الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، وسط أحاديث عن تقارب وتعاون إماراتي مع الجنوبيين، فضلا عن مؤشرات لدعمها فكرة  الانفصال.

وفي 9 من الشهر الجاري، وصفت وكالة الأنباء الإماراتية "وام"، علي البيض، برئيس اليمن الجنوبي السابق، عقب استقباله من قبل وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، في حين أن آخر منصب للرجل هو نائب رئيس الجمهورية اليمنية الموحدة، وهو المنصب الذي تبوأه عقب قرار الوحدة عام 1990، وذلك قبل فراره من اليمن عقب الحرب الأهلية التي اندلعت بين قواته وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عام 1994.

وفي هذا السياق، علمت صحيفة "عربي21" من مصدر سياسي موثوق، الأربعاء، أن الإمارات تغطي على فشل مشروعها الأسبق، لاسيما بعدما  ذاب الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال في المقاومة الجنوبية وظهور شخصيات وقيادات جنوبية لاتخدم توجهاتها، ولذلك بدأت بعملية احتواء لقيادات الحراك الانفصالي والتقارب معها، للدفع بهم مجددا الى الساحة السياسية لتحجيم نفوذ بعض قوى الإسلام السياسي الأوسع في محافظات جنوب البلاد المحررة.

وأضاف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"عربي21" إن سلطات أبوظبي،  تسعى لتدشين مشروع الأقاليم، وخصوصا "إقليم عدن" من خلال إقناع شخصيات مثل " البيض، والعطاس، والجفري، والزبيدي" وغيرها، بتولي سلطات الإقليم والانخراط في العملية السياسية.

رغبة لدعم الانفصال

من جهته، رأى الخبير في شؤون الخليج وإيران، عدنان هاشم، أن دولة الإمارات تحاول قدر الإمكان، الإيحاء بأنها"مسيطرة على كل ملف جنوب اليمن، وهذا وراء استدعاء كل هؤلاء قيادات بارزة في هذه الفترة إلى عاصمتها أبوظبي. 

ولم يستبعد قيام سلطات الإمارات، بدعم  فكرة الانفصال عن الشمال، الذي توحد مع الجنوب في 1990، محذرا من رغبة جامحة في هذا الشأن لدى الساسة الإماراتيين.

وقال في حديث خاص لـ"عربي21" إن "أبوظبي تبحث عن مصالحها في الجنوب، حتى وإن كلفها ذلك انفصال دولة ليست مهيأة بالكامل". بحسب قوله 

ولفت الخبير اليمني الى أن "تهور النظام الإماراتي، بهذه الطريقة سيدخل الخليج في دوامة سياسية، وستتمزق المحافظات الجنوبية إلى طوائف ومقاطعات صغيرة وكبيرة"، إذا نظرنا  الى هوياتها المتداخلة، وغياب هوية وطنية جامعة".

توحيد ولم الصفوف

من جانبه، قال الكاتب والصحفي اليمني، فؤاد مسعد، إن موقف الإمارات يأتي متناغما مع مواقف دول التحالف الذي يهدف الى "توحيد الجبهة الداخلية وجمع كلمة اليمنيين على موقف واحد" وتفويت الفرصة على قوى الانقلاب التي تراهن على خلافات سابقة بين القوى والشخصيات السياسية في جنوب البلاد.

وأضاف لـ"عربي21" أن "هذه الجهود أثمرت عن جملة من اللقاءات بين قيادات بارزة، ولها مكانة في الشارع اليمني. خصوصا من كان لهم موقف مناهض للحوثيين وحليفهم صالح".

وتتواجد شخصيات جنوبية بارزة في  الإمارات، أبرزها "نائب الرئيس اليمني الأسبق، على سالم البيض، وحيدر أبو بكر العطاس، أول رئيس وزراء بعد الوحدة مع الشمال، والقيادي بحزب رابطة أبناء الجنوب، عبد الرحمن الجفري، ومحمد على أحمد، و هيثم قاسم طاهر، وزير الدفاع قبل حرب صيف.




التعليقات (0)