مقالات مختارة

أنقذوا مصر من "قنبلة" الإخوان

محمد عايش
1300x600
1300x600
كتب محمد عايش: من يراقب التحولات المتسارعة في مصر خلال الأيام القليلة الماضية، يدرك أن البلاد والعباد هناك في خطر، وأن المشكلة الأساس التي تعيشها مصر منذ عامين هي أن الأولوية لدى الأجهزة الأمنية والعسكرية، أصبحت في الحفاظ على كرسي السيسي، وليس الحفاظ على البلد. أصبح بقاء السيسي في الحكم أهم من بقاء مصر على قيد الحياة بالنسبة للكثيرين! 

وخلال الأيام القليلة الماضية شهدت جماعة الإخوان المسلمين (أكبر القوى السياسية) حراكا غير مسبوق، وتحولات لم يكن أحد يتوقعها، فثمة خلافات تتعمق يومياً وتنتقل تدريجياً إلى وسائل الإعلام، وثمة قطاع عريض في الجماعة أصبح يدعو علانية إلى الثأر والانتقام، أي إلى الجنوح نحو العنف، وإسقاط شعار (سلميتنا أقوى من رصاصهم)، على اعتبار أن السلمية لم تحقق شيئاً طوال العامين الماضيين، بل يتم التعامل أصلاً مع الإخوان على أنهم "منظمة إرهابية تتبنى العنف".

يريد نظام السيسي أن يدفع الإخوان دفعاً نحو العنف والارهاب، مستخدماً استراتيجية بشار الأسد نفسها في سوريا، عندما تعسكرت الثورة فأصبحت برداً وسلاماً على صدره، وأصبح يسوق نفسه على أنه جيش نظامي يحارب متمردين مسلحين، وهي المعادلة التي يتمنى السيسي أن يكررها في مصر، وهي أن يكون على رأس جيش وطني يحارب الارهاب في بلاده، وليس انقلابيا دمويا يحارب المدنيين الأبرياء ويسحب جثثهم بالجرافات، ويضرب صناديق الاقتراع عرض الحائط.

ثمة قنبلة تتشكل اليوم في مصر، ويمكن أن تنفجر في أي لحظة، وهي قنبلة الخارجين من عباءة الإخوان، الراغبين بالانتقام لضحايا رابعة والنهضة، والراغبين بتقديم المساعدة لأكثر من 42 ألف معتقل يقبعون في السجون ويواجهون الموت البطيء، أو القتل بدم بارد.

خلال الأيام والأسابيع الماضية كانت تلك "القنبلة" تتشكل على النحو التالي: 

أولاً: نشرت جريدة "لوموند" الفرنسية قصة فتاة هي ابنة أحد قادة الإخوان، الفتاة بدأت التحول مع السياسة في عام 2012 عندما أصبح والدها أحد المقربين من رئيس الجمهورية، بعدها بعام واحد وجدت أن والدها تحول من صديق الرئيس، إلى معتقل ممنوع من العلاج والطعام، وممنوع إدخال "حلة الطبيخ" إليه في زنزانته. انتظرت الفتاة عامين وهي ترفع شعار (سلميتنا أقوى من رصاصهم)، لكنها انضمت أخيراً إلى "داعش" في سيناء، بعد أن اكتشفت أن أصحاب الشعار إياه يموتون تدريجياً في سجون السيسي.

ثانياً: نشرت جريدة "الشروق" المصرية يوم الثلاثاء 25 آب/ أغسطس 2015 خبراً مفاده أن سبع مجموعات إخوانية، غادرت الجماعة، وفكت بيعتها للمرشد صاحب شعار (سلميتنا أقوى من رصاصهم)، وبايعت تنظيم "داعش".. تقول الجريدة إن المجموعات السبع هربت من خلافات الإخوان وانضمت لـ"داعش" للبدء بالانتقام.. ولا يوجد ما يدفع إلى الاعتقاد بأن الخبر غير صحيح، بل هو صحيح، وربما الذين انضموا للتنظيم الإرهابي أكثر من سبع مجموعات إخوانية.

ثالثاً: الأهم من تلك الأحداث المقال الذي نشره القيادي الإخواني وفقيه الشباب لدى جماعة الإخوان الدكتور جمال عبد الستار في موقع "عربي21"، وهو المقال الذي أعلن فيه أن "القاتل والمغتصب والمتعدي على أموال الناس وأعراضهم لا حرمة له ولا عصمة، وأن جمهور العلماء أجمع على أنه لا يجوز للمسلم أن يُسْلم نفسه للقتل من دون مدافعة، وأنه لا يجوز الخلط بين المنهج السلمي في نشر الدعوة، وبين واجب الدفاع عن النفس"!

رابعاً: يعلم القاصي والداني أن جماعة الإخوان في مصر تشهد جدلا ساخنا، وخلافات حادة، انتقلت إلى وسائل الاعلام مؤخراً، ووصلت أصداؤها إلى المعتقلين في السجون، وموضوع الجدل هو "المنهج الثوري والسلمية"، فيما تكاد الأصوات الداعية إلى "السلمية" تختفي أمام طوفان الداعين لــ"الانتقام والثأر لدماء الشهداء". 

قلنا سابقا ولا زلنا نقول، إن تقديرات جهاز أمن الدولة المصري تشير إلى وجود نحو مليون عنصر ينتمون لجماعة الإخوان، وعلى افتراض أن 10% من هؤلاء فقط جنحوا نحو العنف والإرهاب، وغلبت عليهم شهوة الانتقام، فهذا يعني أن مصر أمام كارثة لا يمكن لأحد أن يتوقع عواقبها – لا قدر الله.

فكرة الاقصاء الكامل لأي تيار غير ممكنة، لأن السياسة تختلف عن لعبة القمار، إذ لا يمكن في عالم
السياسة أن تكسب كل شيء، لأن من المستحيل أن تخسر كل شيء، والإخوان الذين حكموا مصر لمدة عام كامل، لا يمكن أن يتم نفيهم بشكل كامل، وإبعادهم عن مصر وعن السياسة وكأنهم أثر بعد عين، ولا يوجد عاقل في الكون يمكن أن يقتنع بمعادلة كهذه.

مصر تحتاج اليوم إلى خطة إنقاذ قبل أن تتحول الأزمة السياسية إلى أزمة أمنية وعسكرية، وأزمة إرهاب يمكن أن تستمر لعقود وليس سنوات. وخطة الانقاذ المطلوبة بحاجة لعقلاء يُغلبون مصلحة مصر على مصالح السيسي، ويدركون وجوب التوصل إلى مصالحة سياسية ترضي كافة الأطراف، وتحفظ لكل منهم شيئاً من المكاسب، وتقوم على الاعتراف بحق كل المصريين في الوجود، وليس فقط حق من يؤيدون السيسي.

المطلوب تحرك داخلي وعربي وإقليمي ودولي ينقذ شباب الإخوان من الجنوح نحو العنف، وينقذ مصر من "قنبلة الإخوان الموقوتة"، وهي القنبلة التي سيعني انفجارها أننا أمام موجة جديدة من العنف في المنطقة بأكملها، وليس في مصر وحدها.

(عن القدس العربي- 31 آب/ أغسطس 2015)
التعليقات (10)
خالد وائل
الجمعة، 11-09-2015 03:14 ص
تبعات حصاد ألسنتكم .. ملاحظات علي مقال الدكتور جمال عبد الستار بقلم / خالد وائل أثار مقال الدكتور جمال عبد الستار لغطا كبيرا في الأوساط السياسية فبين قائل أن الجماعة تتحول نحو العنف وتؤصل للصدام وحمل السلاح وبين قائل أن هناك انشقاقات حادة وغليان داخل التنظيم الذي ظل متماسكا طوال الثمانين عاما الفائتة حتي ظهرت علامات الغليان علي السطح ، وأيا ما كانت الرؤية التي من أجلها أقدم الدكتور جمال عبد الستار علي تسطير مقالته فإن عليها العديد من الملاحظات ومنها 1- استشهاد الدكتور جمال بالاية الكريمة " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ " وزعمه أن كل المفسرين دون استثناء يقولون : القوة الرمي، القوة السلاح، القوة أدوات الحرب وهذا غير صحيح و لايصح أن يترك هكذا على العموم فالإتيان بكلمة قوة فى الأية الكريمة جاءت نكرة لتكون أشمل وأوسع لجميع نواحي الحياة واحتياجاتها و ليس المقصود منها قوة السلاح فقط . و إن كان استشهاده الأول صحيحا فإن استدلاله الثانى بكلام الإمام حسن البنا حين قال " إن أول درجة من درجات القوة قوة العقيدة والإيمان، ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط، ثم بعدها قوة الساعد والسلاح " يصبح باطلا و يصير الاستشهادين متناقضين لبعضهما البعض . 2- أعتقد بأن السيد عبدالستار يحتاج بأن يراجع نفسه قليلا و ينظر إلى جماعته هل توفرت فيها جميع الشروط التي ذكرها سابقا لتكون أهلا لحمل السلاح و تكون جماعة قوية مستحقة للتمكين و آخذة بأسبابه على حد وصفه . 3- قوله بأن المعتدي مهدور الدم سواء كان حاكما أو محكوما دون أن يبين ضوابطه و شروطه و كيفيته يفتح الباب على مصراعيه للإسراف في القتل و استباحة حرمة الدماء . 4- المقاصد الخمسة للإسلام يأتي فيها حرمة الدماء و حرمة الدين أيضا , وإذا كان الأخذ بحق الدم يأتي على مصلحة الدين قدمت مصلحة الدين . 5- قبل أن تتحدث عن غياب الرؤية و ضيق الأفق هلا حدثتنى عن رؤيتكم واستراتجيتكم فى حل الأزمة و عن كم المبادرات والإقتراحات التى قدمت و كان مصيرها لديكم فى سلة المهملات , واذا كنت تنادى بحمل السلاح و الرد على المعتدي فما هو موقفك من رؤية و استراتيجية الجماعة التى تنتسب لها و ما هو موقفها من كلامك هذا ؟! أعتقد بأنك قد وضعت نفسك و جماعتك فى موضع صعب فإما أن تخرج الأخيرة بيان تنكر كلامك هذا و تصبح أنت شخص غير مسئول، وإما أن تقبله و حينها ستكونان قد وصلتما إلى مرحلة لا تحسدان عليها و جررتم بأنفسكم وحلفائكم إلى فوهة البركان وستخسرا كثيرا مما تبقى لكم من الحاضنة الشعبية التي تعينكم على مواصلة السير . 6- إن المنادى بالشعارات الثورية الذى تقصده هم أبناء جماعتك ولا أحتاج إلى أن اذكرك بكم الفشلة الذين وضعتموهم ليقودوا المسيرات بدون وضع خطط ولا استراتيجيات ولا أهداف . 7- ألم تقرأ التاريخ لتعلم أن الصدام المسلح يجر الويلات علي البلدان والأوطان فالحجاج بن يوسف الثقفى قد قتل أصحاب النبي عليه الصلاة و السلام و أن المجموعة التى خرجت علية قد ندمت بعد ذلك , ولك في الأمس القريب عبرة و عظه حينما قامت الجماعة الإسلامية بالعمل المسلح بعدما قتل و سجن أبنائها فقامت بقتل من يعتدى عليها ثم رأت بعد ذلك أن من مصلحة الدين و الوطن هو عدم حمل السلاح و قدمت مبادرتها الشهيره لوقف العنف , و اذا كان الاعتداء المثل بالمثل سيجلب مفسدة أعظم على الدين و على الثورة و على الوطن فما هو رأيك . 8- لا يجرؤ أحد على أن يقلل من شهداء الثورة و سجناء الرأى فهم بلا شك خيارنا ولكن عليك أن تذكرها صراحة من هو الذي خالف المنهج وأخطأ الطريق . 9- تسميتك لاعتصام ميدانى رابعة العدوية والنهضة ببيعة الدم سيجر وراءه الكثير من التبعات والتي لا تحمد عقباها و اذا كنت تريد أن تأتي بحق من قُتل و من أسر كما تزعم فهل الثأر هو الحل ... أعتقد بأنه قد خانك التعبير فلا يوجد فى الإسلام ما يسمى بالثأر و لكن هناك القصاص , والقصاص من حق أولياء الدم . 10- أؤيدك بشدة فى الرأى بأن الأمور قد تغيرت, و أن الوضع الجديد قد سابق جميع العجائز المتصدرين المشهد السياسي , وأن الوقت قد حان لأن نرى وجوها شابه تخطط لوطنها ومستقبلها ,فلماذا لم تستجب جماعتك لمطالب شبابكم بالتغيير و ما هو مصير الجمعية العمومية السابقة لجماعة الأخوان المسلمين . وأخيرا فإن مثل هذه المقالات تجر البلاد الى منعطف خطير جدا وخاصة إذا أتت من شخصيات وقامات مثل الدكتور عبد الستار فهي تدفع الشباب ليس الي الإضرار بنفسه فقط وإنما الإضرار بوطن بأكمله بل و يجر البلاد الى حرب أهليه نحن في غنى عنها فكلامك هذا يضر أكثر مما ينفع , وأرى أن تلتزم بقرارات جماعتك و إلا فالصمت لك أفضل .
محمد على قتعود
الثلاثاء، 01-09-2015 07:27 م
كلامك كله مرسل وليس له اى اساس من الصحة ويؤدى الى زيادة الكراهبة للاخوان .. وليس لدبك اى دليل على صدق كلامك ..
لعبة تخدير الضمير
الثلاثاء، 01-09-2015 12:55 م
لا يزال بعض من سار على درب تأييد الانقلاب يخدر ضميره بأكذوبة أن الشعب هو من خلع مرسي وأن حفلة 30/6 والتي استمرت لمدة 6 ساعات في ميدان مغلق هي ما فعلت كل ذلك...لن تستطيع أيها المكابر أن تخدر ضميرك طويلا ولن يهدأ الصراع بينك وبينه الا أن تتبعه أو يقتلك...."إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ ? وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ"
حسن سعد
الثلاثاء، 01-09-2015 11:49 ص
يمكن ان يحدث هذا التفاهم فقط حين يعترف الاخوان بشرعية النظام الحالى وان من عزلهم عن الحكم هو الشعب الرافض لسياستهم ولكنه ام يجد أمامه من قوى تستطيع التنفيذ ذلك سوى الجيش ولقد حزروا من ذلك ولكنهم أخذتهم العزة والعناد وفقدوا عقولهم مع مرسى الحكم ... اللهم اصلح حال مصر والمصريين وتجهم من أنفسهم قبل عدوهم
حسن سعد
الثلاثاء، 01-09-2015 11:49 ص
يمكن ان يحدث هذا التفاهم فقط حين يعترف الاخوان بشرعية النظام الحالى وان من عزلهم عن الحكم هو الشعب الرافض لسياستهم ولكنه ام يجد أمامه من قوى تستطيع التنفيذ ذلك سوى الجيش ولقد حزروا من ذلك ولكنهم أخذتهم العزة والعناد وفقدوا عقولهم مع مرسى الحكم ... اللهم اصلح حال مصر والمصريين وتجهم من أنفسهم قبل عدوهم