ملفات وتقارير

نائبة تركية طُردت قبل 15 سنة تنتصر بمعركة الحجاب (فيديو)

روضة قاوقجي (يمين) اعتبرت أنها "ضمدت جراح" أختها مروة (يسار) - أرشيفية
روضة قاوقجي (يمين) اعتبرت أنها "ضمدت جراح" أختها مروة (يسار) - أرشيفية
أدت النائبة البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، روضة قاوقجي، الثلاثاء، القسم بالحجاب ذاته الذي منعت بسببه شقيقتها مروة قاوقجي من أداء اليمين الدستوري قبل 16 عاما.

وتمثل هذه الخطوة من روضة قاوقجي انتصارا رمزيا لشقيقتها مروة، التي تعرضت قبل 16 عام لانتقاد واستهجان شديد من قبل رئيس الوزراء الراحل بولنت أجاويد وعدد من البرلمانيين، بسبب دخولها قاعة الاجتماعات العامة وهي ترتدي الحجاب، وهو ما يظهر في الفيديو الذي تنشره "عربي21" هنا، حيث تعمّدت روضة ارتداء الحجاب ذاته الذي كانت تلبسه شقيقتها، وذلك تخليدا للمعاناة التي عانتها أختها.

تضميد جراح.. وترسيخ ديمقراطي

وقالت النائبة روضة قاوقجي إنها كانت موجودة بمنصة الضيوف عندما تعرضت أختها للاستهجان قبل 16 عاما أثناء أدائها القسم، مشيرة إلى أنها "كانت حادثة مخجلة، إلّا أنّني أعتقد أنّني اليوم قمت بتضميد جراح أختي".

واعتبرت قاوقجي، في تصريحات لقناة خبر ترك، أن دخول المحجبات إلى البرلمان التركي وممارستهن العمل السياسي خطوة نحو ترسيخ أسس الديمقراطية، على الرغم من أنها جاءت بعد سنوات طويلة.

من جانبها، عبرت النائبة السابقة مروة قاوقجي عن سعادتها لرؤية أختها في قاعة البرلمان، حيث أشارت إلى أن عددا من النواب النساء اللاتي يدافعن عن حقوق المرأة هنّ من طلبن منع ارتداء الحجاب آنذاك.

وتعدّ مروة قاوقجي التي منعت من دخول قاعة البرلمان في تركيا، بسبب ارتدائها الحجاب، وتعارضه مع مبادئ العلمانية التركية، أهم رموز النضال في قضية الحجاب في تركيا.

مروة ومعركة الحجاب

النائبة روضة قاوقجي هي واحدة من بين 21 نائبة (18 منهن عن حزب العدالة والتنمية، وثلاث عن حزب الشعوب الديمقراطي)، أدّين القسم البرلماني مرتديات الحجاب لأول مرة في التاريخ السياسي التركي.

ورفع منع ارتداء الحجاب للموظفين الحكوميين في تشرين الأول/ أكتوبر 2013، باستثناء الجيش والشرطة والقضاء، في حين حضرت حينها أربع نائبات عن حزب العدالة والتنمية بحجابهن الجلسات البرلمانية، ليعلنوا رسميا عن رفع الحظر. 

ومروة قاوقجي، التي تعدّ رمزا لهذه المعركة، أكاديمية درست هندسة الكمبيوتر في جامعة تكساس بالولايات المتحدة الأميركية، نظرا لمنع الحجاب في الجامعات التركية، وقد عاشت مع والديها الأستاذين في جامعة أتاتورك، في الولايات المتحدة، وهما مناضلان ضمن هذه المعركة كذلك.

وقد عملت في تركيا في صفوف حزب الرفاه ثم حزب الفضيلة، وقد لقيت مروة وعائلتها معاناة شديدة بسبب التزامهم الديني، واضطرت لترك كلية الطب بجامعة أنقرة عام 1986م. قررت بعدها الهجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية للدراسة، وجعلها مكانا آخرا للعيش بدلا عن تركيا التي لاقت فيها معاناة كبيرة هي وعائلتها بسبب التزامهم الديني.

وانتخبت مروة عن حزب الفضيلة التركية عام 1999، وعند دخولها البرلمان لأداء القسم، بدأ نواب عن أحزاب آخرين، خصوصا عن حزب اليسار الديمقراطي، بإبداء استهجانهم بالصراخ وضرب الطاولات، بحسب تقرير نشرته صحيفة ديلي صباح التركية.

وحينها، ألقى رئيس الوزراء، ورئيس حزب اليسار الديمقراطي، بولنت أجاويد، خطابا غاضبا منتقدا قاوقجي، قائلا جملته المشهورة: "البرلمان ليس مكانا لتحدي الدولة".

انقلاب 28 شباط

وتعدّ قاوقجي من أبرز المتضررين ممّا يعرف بـ "انقلاب 28 شباط"، الذي أجبر به الجيش حزب الرفاه المحافظ على تقديم استقالته تحت التهديد، وشهدت به البلاد حينها علمنة للمؤسسات والأحزاب والإعلام، كان أبرز مظاهره منع الحجاب للموظفين.

ونتيجة للانقلاب، وتحدي قاوقجي، سحبت الجنسية التركية منها، وطردت من البرلمان، ورفعت عنها الحصانة، كما استخدم تصرفها ذريعة لحظر حزب الرفاه من المحكمة الدستورية عام 2001، ومنعت هي شخصيا من العمل السياسي لخمس سنوات.

وتعليقا على ذلك، وصفت مروة قاوقجي، في حوار أجرته معها صحيفة ستار التركية بمناسبة دخول أختها البرلمان، انقلاب 28 شباط بأنه "محاولة من النظام "الذى يعدّ الأساس في إنشاء الجمهورية التركية" من أجل إنتاج قيم جديدة تابعة للاستشراق. 28 شباط هو انقلاب من أجل المحافظة على معايير الاستشراق وقيمه"، معتبرة إياه تطبيقا استشراقيا وسطوا.

يذكر أن مروة قاوقجي أسست مركزا لدراسات ما بعد الاستعمار يعدّ الأول الفريد من نوعه في تركيا، ساعية من خلاله "لوضع تركيا على الساحة" من خلاله، على حد تعبيرها في مقابلة صحيفة ستار. 

شاهد: فيديو يظهر لحظة طرد مروة قاوقجي من البرلمان عام 1999، ويظهر نصفه الثاني روضة قاوقجي وهي تقسم اليمين بحجاب أختها مروة عام 2015:



التعليقات (4)
هدى ادريس
الجمعة، 26-06-2015 01:47 م
ربنا يطردكم من رحمته اللهم اميييين
احمد ابو قدوم
الخميس، 25-06-2015 01:44 ص
قذارة العلمانيين تتجلى في الخمور والجنس (جهاد النكاح) بقلم: احمد ابو قدوم في هذا المقال لا أقصد ?#‏داعش? لأنها لم تكن قد ظهرت بعد، ولأنها صناعة علمانية بامتياز http://ahmadabuqadoum.blogspot.com/2013/09/blog-post.html
محمد حسن
الأربعاء، 24-06-2015 06:03 م
العلمانيون اغبياء يحاولون محاربة الفكر الإسلامي في البلدان المسلمة
عدو الصفويين
الأربعاء، 24-06-2015 07:19 ص
هؤلاء هم كلاب الديمقراطية الذين لا يؤمنون إلا بديمقراطية على مقاسهم ولو كانت ديمقراطية المثليين وزواج الحيوانات ، فالديمقراطية المسموح بها هي ديمقراطية العهر ولا قبول بديمقراطية تسمح بالعفاف والحشمة والطهر